حذّر صندوق الأممالمتحدة للسكان، الأربعاء 23 أكتوبر، من أن "سوء تغذية الحوامل والرضع في قطاع غزة، سيترك آثارًا مدمرة تمتد عبر أجيال، ما يهدد الأطفال المولودين حاليًا بمشكلات صحية تستلزم رعاية دائمة". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ممثل الصندوق أندرو سابرتون، في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، بعد عودته من مهمة استمرت 5 أيام شملت القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، حيث قضى 5 ساعات في القطاع، وفقا لوسائل إعلام غربية. اقرأ أيضًا: السعودية تدين وتستنكر مصادقة الكنيست بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية ووصف سابرتون حجم الدمار الذي شاهده بأنه يشبه "فيلمًا هوليووديًا"، مبرزًا معاناة سكان غزة الإنسانية. وأشار سابرتون إلى أن "ربع سكان غزة يعانون من الجوع، بما في ذلك 11,500 امرأة حامل، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الولادات المبكرة ومنخفضة الوزن إلى 70%، مقارنة ب20% قبل اندلاع الحرب، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023". وأوضح أن "مرافق حديثي الولادة في مستشفيات القطاع تعمل بطاقة تفوق استيعابها بنسبة 170%، ما يضطرها لوضع عدد من الأطفال في حاضنة واحدة". وأضاف ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان أن "ثلث حالات الحمل في غزة باتت عالية الخطورة، مع ارتفاع معدلات وفيات الأمهات، نتيجة نقص الأدوية وتدمير 94% من المستشفيات، حيث تقدم 15% فقط من المؤسسات الطبية خدمات التوليد الطارئة". وأكد سابرتون أن "سوء التغذية يشكل التحدي الأكبر، إلى جانب غياب وسائل منع الحمل، ما يدفع بعض النساء إلى اللجوء لإجهاضات خطرة". وأشار إلى تفاقم العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الزواج المبكر، في ظل النزاع المستمر، وهي ظاهرة تتكرر في الصراعات حول العالم. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت، اليوم الخميس 23 أكتوبر، أنها نفذت أول عملية إجلاء طبي من قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، حيث تم نقل 41 مريضا في حالة حرجة و145 مرافقًا لهم إلى خارج القطاع، وفق ما صرّح به المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس. وقال غيبرييسوس في منشور عبر منصة "إكس": "نفذت منظمة الصحة العالمية عملية إجلاء طبي ل41 مريضًا في حالة حرجة و145 مرافقًا لهم من قطاع غزة لأول مرة منذ بدء وقف إطلاق النار". وأضاف أن نحو 15 ألف مريض ما زالوا ينتظرون الحصول على إذن لتلقي العلاج خارج القطاع، داعيًا الدول إلى إبداء التضامن وفتح جميع المسارات لتسريع عمليات الإجلاء الطبي. يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في 9 أكتوبر أن إسرائيل وحركة "حماس" توصّلتا إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة السلام التي تهدف إلى إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ عامين في قطاع غزة.