■ كتب: أحمد ناصف بدأت ملامح المنافسة في انتخابات مجلس النواب 2025 تتضح مبكرًا، مع انطلاق الحملات الدعائية غير الرسمية للمرشحين عبر الفضاء الإلكترونى، إذ لجأ عدد كبير منهم إلى صفحات التواصل الاجتماعي للتعريف ببرامجهم واستعراض إنجازاتهم السابقة، فى حين شهدت بعض الدوائر على مستوى الجمهورية انطلاق مسيرات ومؤتمرات انتخابية جماهيرية، وسط حضور شعبى لافت. ◄ غرف عمليات بالأحزاب والمستقلون يطرقون الأبواب ◄ 5 % تفصل القائمة الوطنية عن الفوز الكبير وفي الوقت الذى تنشط فيه الدعاية الانتخابية على الأرض، استبعدت الهيئة الوطنية للانتخابات عددًا من المرشحين الفرديين بسبب إخلالهم ببعض شروط الترشح المنصوص عليها قانونًا، فيما تقدم هؤلاء بطعون أمام القضاء الإدارى للمطالبة بإعادتهم إلى سباق الانتخابات. كما قررت الهيئة استبعاد عدد من القوائم الحزبية لعدم استيفائها الضوابط القانونية والإجرائية المطلوبة. وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، القائمة المبدئية للمرشحين بنظام القوائم المغلقة المطلقة، حيث أظهرت قبول «القائمة الوطنية من أجل مصر» فى القطاعات الأربعة المخصصة لهذا النظام، فيما لم تتضمن القوائم المقبولة كلاً من: «حزب الجيل»، و«القائمة الشعبية صوتك لمصر»، و«قائمة نداء مصر». وقالت مصادر مطلعة إن سبب الاستبعاد هو عدم استيفاء الشروط القانونية والإجرائية، غير أن الأحزاب المستبعدة، وعلى رأسها حزب الجيل الديمقراطى، أبدت دهشتها من القرار، مؤكدة أن أوراق ترشحها كانت كاملة وسُلِّمت فى المواعيد المحددة. وتضم «القائمة الوطنية من أجل مصر» 12 حزبًا سياسيًا، على رأسها حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية البرلمانية، إلى جانب أحزاب: (حماة الوطن، الجبهة الوطنية، الحزب الجمهورى، الوفد، التجمع، المصرى الديمقراطى الاجتماعى، العدل، الإصلاح والتنمية، إرادة الجيل، الحرية المصرى، المؤتمر)، بالإضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين. ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات الأسماء النهائية للمرشحين يوم الخميس المقبل، مع بدء فترة الدعاية الرسمية فى اليوم نفسه، لتدخل الانتخابات مرحلتها الأكثر سخونة. وتبدو ملامح المشهد الانتخابى هذه المرة أكثر وضوحًا وتنظيمًا مقارنة بالاستحقاقات السابقة، إذ دخلت القوى السياسية الرئيسية، وعلى رأسها أحزاب مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية، السباق بخطط دقيقة وغرف عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة، فى محاولة لضمان توزيع الجهود الانتخابية وتنسيق الرسائل الدعائية داخل الدوائر كافة. ◄ اقرأ أيضًا | المصري الديمقراطي يدفع ب30 مرشحًا فرديًا ويشارك في «القائمة الوطنية» ◄ استعدادات كبرى أعلنت أحزاب مستقبل وطن وحماة الوطن والجبهة الوطنية عن تشكيل غرف عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة لمتابعة الأوضاع داخل الدوائر الانتخابية ومساندة مرشحيها على الأرض، إلى جانب رصد أى تجاوزات أو شكاوى ميدانية فور حدوثها. وقالت مصادر حزبية ل«آخرساعة» إن غرف العمليات تتولى «إدارة الحملة الانتخابية بشكل مركزى»، من خلال فرق إعلامية وميدانية وقانونية، لضمان تفاعل فورى مع أى تطورات فى الشارع أو على مواقع التواصل الاجتماعى. ◄ تحركات وتحالفات في المقابل، عقد تحالف القائمة الوطنية من أجل مصر اجتماعات مكثفة خلال الأيام الماضية للاتفاق على الشكل العام للحملة الدعائية المشتركة، حيث جرى تصميم بانرات موحدة تحمل شعار التحالف، وتم حجز أماكن بارزة للأوت دور فى المناطق الحيوية لتعليق اللافتات الدعائية الخاصة بالقائمة. وبحسب مصادر داخل التحالف، فإن الأيام المقبلة ستشهد إطلاق حملة إعلامية كبيرة تُبث عبر القنوات والمنصات الرقمية، تركز على مفهوم «الاستقرار والبناء واستكمال مسيرة التنمية». في الوقت نفسه، بدأ عدد من المرشحين الأفراد التواصل المباشر مع الناخبين، سواء عبر الزيارات الميدانية للمنازل والعائلات أو من خلال عقد لقاءات داخل الدواوين والمقاهى الشعبية، فى محاولة لاستعادة التواصل التقليدى الذى يعتمد على العلاقات العائلية والقبلية فى بعض الدوائر. وقال النائب محمد الحسينى، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب وأحد مرشحى محافظة الجيزة المستقلين، فى تصريحات خاصة، إن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، والدعاية على الأرض ستفوق بكثير تأثير السوشيال ميديا، لأن الناخب يريد أن يشعر بجدية المرشح وتواصله المباشر. من جانبه، أشاد الدكتور عمرو سليمان، المتحدث باسم حزب حماة الوطن، بمستوى الحراك الانتخابى فى الشارع، مؤكدًا أن المنافسة ستكون أكثر انضباطًا وتنظيمًا مقارنة بالدورات السابقة، وأن التنسيق بين الأحزاب المشاركة يسير بشكل إيجابى. ويُلاحظ أن تحالف القائمة الوطنية من أجل مصر ما زال يحافظ على موقع الصدارة، مدعومًا بتنسيق واسع بين أحزاب الأغلبية والقوى المتحالفة داخل المجلس السابق، بينما تسعى بعض القوائم المستبعدة إلى العودة للمشهد عبر المسارات القضائية. أما على مستوى النظام الفردى، فتشهد دوائر عديدة حراكًا واسعًا بين المرشحين المستقلين والوجوه الجديدة، فى ظل محاولات لفتح قنوات تواصل مباشرة مع الناخبين عبر اللقاءات الميدانية وزيارات العائلات والظهور القوى على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يشير إلى أن المنافسة فى بعض الدوائر ستكون ساخنة وتخضع لحسابات دقيقة. ◄ المعارضة والمستقلون تبدو هناك فرص لعدد من النواب الحاليين من المعارضة، سواء الحزبيين أو المستقلين. فالنائب عبد المنعم إمام قرر خوض الانتخابات عن دائرة القاهرة الجديدة وبدر والشروق، فيما أعلن محمد جمال الدين، أمين تنظيم القاهرة بحزب حماة الوطن، سحب أوراق ترشحه لانتخابات مجلس النواب المقبلة عن الدائرة السابعة (القاهرة الجديدة - الشروق - بدر). وفى دائرة دمياط الأولى، قرر تحالف «من أجل مصر» عدم الدفع بمرشحين أمام النائب ضياء الدين داوود، وهو ما يعكس رغبة فى ترك بعض المساحات التنافسية للرموز المعارضة ذات الحضور الشعبى. ◄ مشهد ساخن ويؤكد متابعون أن المرحلة المقبلة من الدعاية الرسمية ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأحزاب على إدارة الحملات باحترافية، خصوصًا فى ظل الوعى الشعبى المتزايد، والرقابة الدقيقة التى تفرضها الهيئة الوطنية للانتخابات على تمويل الحملات وضبط المخالفات.