لديه حصيلة من الذكريات أتمنى لو وضعها بين دفتى كتاب يثرى به المكتبة العربية فكرة هذا المقال بدأت بتعليق هممت أن أكتبه على بوست لأخى وصديقى واستاذى أسامة عجاج مدير تحرير الأخبار ومحرر الشؤون العربية الأول على مستوى الوطن العربى دون منازع، ثم فكرت فى نشره كبوست مستقل مع الإشارة لصديقى العزيز، ثم استقررت على كتابة ما أود أن أقوله فى صورة مقال للجريدة، فلا زلت ممن يعتبرون الورقى هو أصل الصحافة.. سبب المقال هو بوست نشره الاستاذ الكبير من أرشيفه العامر بكنوز يندر أن تتكرر. فى البوست صورتان لفريق جريدة الأخبار تحت قيادة الراحل ياسر رزق عقب ثورة 25 يناير 2011- وكان ياسر رئيسا لتحرير الأخبار فى ذلك الوقت-وهو يجرى حوارات صحفية مع المرشحين الرئاسيين اللذين استمرا حتى نهاية السباق وخاضا جولة الإعادة وهما الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق وقد وضع أسامة عجاج للبوست عنوان، من صندوق الذكريات، أيام صنعت تاريخ، حوارات «الأمتار الأخيرة» فى السباق الرئاسي. فى الصورتين كوكبة من الزملاء الأعزاء الذين شاركوا فى الحوارين مع ياسر رزق وهم مع حفظ الألقاب شريف رياض ومحمد حسن البنا وخالد جبر واسامة شلش ووليد عبد العزيز ومحمد عبد الحافظ ومحمد الفقى ومحمد هنداوى وبالطبع صاحب الصندوق أسامة عجاج الذى عرفته منذ أكثر من عشرين سنة. أسامة عجاج واحد من قلائل الكتاب والصحفيين - كاتب هذه السطور ليس منهم-الذين نجحوا فى تنحية ميولهم وعواطفهم الخاصة ومارسوا الصحافة بتجرد وموضوعية مهما اختلفوا مع أشخاص أو أفكار من يكتبون عنهم أو يحاورونهم. فهو صاحب ملكة خاصة وقدرة عجيبة لا تتكرر كثيرًا، فى عدم الخلط بين الرأى وبين أى شكل من أشكال الصحافة التى مارسها على مر سنوات خبرته الطويلة، لذا ينال دائمًا اعجاب كل قراءه على اختلاف ميولهم.. وهو يتمتع بعلاقات متشعبة فى السلك الدبلوماسى العربى. لديه حصيلة من الذكريات أتمنى لو وضعها بين دفتى كتاب يثرى به المكتبة العربية. أما عن أخلاقياته وسماته الشخصية فحدث ولا حرج. فهو قمة فى الالتزام والجدية، والحيادية إذا وضعته الظروف فى موقف المسئولية التى لم يسع إليها أبدًا. أسامة عجاج حكاية أصيلة من حكايات دار أخبار اليوم العريقة، يأتى مسرعًا من مكتبه فى آخر ساعة فى المبنى العتيق إلى جريدة الأخبار فى المبنى الحديث ليشكر صديقه محمد بركات رئيس تحرير الأخبار لأنه منح أحدنا فرصة ومساحة يتألق فيها بل ويلفت نظره لأى زميل يعتقد أنه موهوب ويستحق فرصة مماثلة. يفعل ذلك ولا يزال دون أن يستعرض أو يمن على من قام بتزكيتهم عند رئيس التحرير، واستمر على عهده طوال وجوده فى مجلة آخر ساعة العريقة وكذلك بعد أن إنضم إلينا الأستاذ فى أسرة جريدة الأخبار، وشاء قدرى الجميل أن أقترب منه ليس فقط كتلميذ أتعلم منه بل كصديق من المقربين له. ولأنه كبير من كبار زمان كان من الطبيعى أن يتحول مكتب أسامة عجاج فى الأخبار إلى قبلة الحيارى من الشباب الذين يتلمسون طريقهم فى بلاط صاحبة الجلالة يلتمسون منه النصح والتوجيه، ثم إن الله سبحانه وتعالى جعله سببًا فى زيارة غالبية من يعملون فى دارنا الحبيبة لمكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء الحج والعمرة وياله من شرف ويالها من كرامة. أسامة عجاج مختلف فى كل شيء، وهو واحد من هؤلاء المرضى بحب البلد والتمرغ فى تراب حواريها، فى وقت كان من الممكن أن يقضى حياته فى مانهاتن التى يحلم أغلب الناس ليس بالحياة فيها. وانتقلت عدوى مرضه بحب البلد لأولاده الذين رفضوا الجنسية الأمريكية. لقد نجح اسامة عجاج فى كل ما تصدى له من قضايا، بيد أنه فشل فى مسألة واحدة ألا وهى أن يعلمني، رغم عشرتنا الطويلة، كيف أكون حياديًا متجردًا موضوعيًا مثله، ولعله يحاول مرة أخرى وأخيرة، إلا إذا كانت محاولاته السابقة معى جعلته يؤمن بأنه» مفيش فايدة