مساء الخميس الماضى حللت ضيفا على برنامج «ساعة إخبارية» بقناة النيل للأخبار الذى يترأس تحريره الزميل الإعلامى حامد محمود وكان موضوع الحلقة حول غزة ماذا بعد توقيع اتفاقية شرم الشيخ.. سألنى مقدم البرنامج الزميل أحمد أنور هل يصمد الاتفاق دون خروقات بعد تسليم جثامين الرهائن؟ وهل يمكن أن يتراجع قادة الفصائل الفلسطينية خطوة ويتواضعوا أمام دماء الشهداء من أجل فلسطين الموحّدة؟ قلت رغم أن التاريخ والجغرافيا يؤكدان أن إسرائيل وقادتها خاصة نتنياهو لا عهد لهم ولا ميثاق إلا أن الوضع مختلف هذه المرة رغم الخروقات البسيطة لعدة أسباب أهمها أن الاتفاق تم تحت مظلة دولية واسعة بحضور أكثر من 20 رئيس دولة ووجود ضامنين أساسيين هم رؤساء مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا الذين يسعون بكل قوة لتثبيت الاتفاق كما أن أى خرق جديد لهذا الاتفاق يعد تحديًا مباشرًا لإرادة العالم الذى طالب بإنهاء الحرب وإعادة الإعمار. وأيضا الداخل الإسرائيلى ضاغط بقوة بعد حرب العامين التى أنهكت الدولة وأضرت باقتصادها. قلت إن الفرصة سانحة الآن أكثر من أى وقت مضى لإنهاء حالة الانقسام السياسى والجغرافى بين الفصائل الفلسطينية قلت إن الوحدة الوطنية الآن ليست ترفا وأتمنى أن يرتفع قادة الفصائل فوق مستوى الخلافات بعد أن كان وطنهم قاب قوسين أو أدنى من الضياع وكانت المؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وهو المخطط الذى أحبطته مصر حين أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى اللاءات الثلاثة لا للتهجير ولا للتوطين ولا لتصفية القضية الفلسطينية، لم يعد التشرذم مقبولا ونريدها دولة واحدة بحكومة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعى وألا تتوزع انتماءات قادة الفصائل بين العواصم العربية. هل يوحّد الدم الفلسطينى الفصائل وهل نشهد انتخابات تعطلت 19 عاما على أمل أن تفرز وجوها وطنية موحدة لمرحلة ما بعد الحرب؟ مرات عديدة سعت القاهرة إلى لم شمل الفصائل وجمع الفرقاء وعقد المصالحات لكن الانقسام استمر بعد أن أصبح قرار قادة الفصائل مرهونا بحسابات الخارج وللعواصم القول الفصل. بالتأكيد القاهرة تقود جولة مصالحة بين الأشقاء، وبالتأكيد سيكون عنوان الجولة القادمة «الوحدة مسألة وجود للمشاركة فى الإعمار» فهل يمتلك قادة الفصائل الشجاعة لهذه الخطوة الصغيرة من أجل وطنٍ كبير اسمه فلسطين ؟!