قبل شهر من انطلاق فعالياته؛ عقدت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، مؤتمرًا للإعلان عن تفاصيل دورته السادسة والأربعين، التى ستقام فى الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل، برئاسة الفنان حسين فهمى، وإدارة الناقد محمد طارق ورغم أن التفاصيل لم تكتمل، إلا أن الإدارة آثرت الإعلان عن خطتها مبكرًا كى لا تتداخل مع مهرجانات السينما الأخرى التى ستشهدها المنطقة العربية خلال الأسابيع المقبلة. فى مستهل حديثه ذكَّر فهمى بموقف المهرجان من القضية الفلسطينية خلال العام الماضى الذى شهدًا عروضًا مميزة من الأراضى المحتلة وخصصت لها جوائز، وهو الموقف المستمر فى دورة هذا العام أيضًا، إذ تختتم الدورة فعالياتها بعرض فيلم «صوت هند رجب» بعد يوم واحد من عرضه فى افتتاح مهرجان الدوحة السينمائى الدولى، بالتنسيق معه كما استعرض جولات المهرجان الخارجية التى نتج عنها اتفاقيات ناجحة وتجديد بروتوكولات وتوقيع مذكرات تفاهم، مع مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا وشنغهاى وغيرها. ومن جهود التعاون المستمرة كذلك؛ ترميم التراث السينمائى الذى تتكفل به «الشركة القابضة»، إذ أضافت 10 أفلام جديدة إلى 10 رممتها العام الماضى، ليصل الإجمالى إلى 20 فيلمًا مصريًا من كلاسيكيات الأبيض والأسود، ستُعرض ضمن برنامج موازٍ متزامن مع برنامج المهرجان الدولى. ومن بينها: «إسكندرية كمان وكمان» (1989) و«المهاجر» (1994) ليوسف شاهين، «قصر الشوق» (1967) و«بين القصرين» (1964) لحسن الإمام، «شىء من الخوف» (1969) لحسين كمال، «القاهرة 30» (1966) و«الزوجة الثانية» (1967) لصلاح أبو سيف، «الحرام» (1965) لهنرى بركات، «السمان والخريف» (1967) و«الشحات» (1973) و«السراب» (1970) لحسام الدين مصطفى، «المستحيل» (1965) لحسين كمال، «زوجتى والكلب» (1971) لسعيد مرزوق، «غروب وشروق» (1970) لكمال الشيخ، «قنديل أم هاشم» (1968) لكمال عطية، «جريمة فى الحى الهادئ» (1967) لحسام الدين مصطفى، «الرجل الذى فقد ظله» (1968) لكمال الشيخ، «امرأة فى الطريق» (1958) لعز الدين ذو الفقار، «الناس والنيل» (1972) ليوسف شاهين، «خان الخليلى» (1966) لعاطف سالم، «ليل وقضبان» (1973) و«القتلة» (1971) لأشرف فهمى، «مراتى مدير عام» (1966) لفطين عبد الوهاب، و«الطريق» (1964) لحسام الدين مصطفى. واستكمالًا لمسيرة الكلاسيكيات وتكريم صناعها؛ اختار المهرجان هذا العام المخرج محمد عبد العزيز لمنحه جائزة الهرم الذهبى لإنجاز العمر، بينما تذهب جائزة فاتن حمامة للتميز للفنان خالد النبوى. ولأول مرة تقرر إدارة المهرجان إضافة ثلاث جوائز هرم ذهبى بشكل خاص، يحصل على الأولى مدير التصوير محمود عبد السميع، تقديرًا لإسهاماته فى السينما التسجيلية والروائية، وعلى الثانية المخرجة وكاتبة السيناريو المجرية إيلديكو إينييدى، بينما تنال الثالثة الفنانة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس. مسابقات رسمية لم تنتهِ جميع لجان التحكيم من وضع خطط أفلامها، وبعض اللجان لم يكتمل تشكيلها، لكن الخطوط العريضة والرئيسية يمكن القول إنها صارت قابلة للإعلان عنها، كلجنة تحكيم المسابقة الدولية التى يرأسها المخرج التركى نورى بيلجى جيلان، وتضم فى عضويتها: المخرج الصينى جوان هو، المونتيرة الإيطالية سيمونا باجى، المخرج الرومانى بوجدان موريسانو، المخرجة التونسية ليلى بوزيد، ومن مصر المخرجة نادين خان من مصر والفنانة بسمة. أما الأفلام المشاركة؛ فالمؤكد منها حتى الآن 12 فيلمًا يمثلون القارات المختلفة، هى: الأشياء التى تقتلها (تركيا وكنداوفرنسا وبولندا)، ترميم (ليتوانيا ولاتفيا وبلجيكا)، الركض الصامت (بلجيكا وكندا)، صفصافة (مالطا)، اليعسوب (المملكة المتحدة)، مدينة الرمال (بنجلاديش)، والفيلم الكندى «ليس للموت وجود». ومن الإنتاج العربى أفلام: اغتراب (تونس ولوكسمبورج وفرنساوقطر والسعودية)، ثريا، حبى (لبنانوقطر)، زنقة مالقة (المغرب وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا)، كان يا ما كان فى غزة (فرنسا وفلسطين وألمانيا والبرتغال وقطر والأردن)، إلى جانب «ضايل عِنا عرض» من مصر وفلسطين. تتكون لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية فى الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى من ثلاثة أعضاء هم: المنتج المغربى كريم ايتونة، السويسرية نادية دريستى عضو مجلس إدارة مهرجان لوكارنو، ومن مصر مدير التصوير عبد السلام موسى. بينما تضم قائمة الأفلام المتنافسة: بنات الباشا (مصر) المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة نورا ناجى، الجولة 13 (تونس)، عزة (ألمانيا)، فلانة (العراقوفرنساوقطر)، كوندافا (المغرب)، كلب ساكن (لبنان)، شكوى رقم 713317 (مصر)، ...كأن لم تكن (تونس)، وضد السينما (السعودية). بينما تتكون لجنة تحكيم أسبوع النقاد من المخرج والكاتب اللبنانى إيلى داغر والفنانة سلمى أبو ضيف من مصر، ولازال التفاوض جاريًا مع عضو اللجنة الثالث. وتتضمن ثمانية أفلام لا سبعة، نظرًا لتميزها، وهى: الأشقاء (إيطاليا)، أوديسا البهجة (كوسوفو وفرنسا)، أرض القصب (هولندا وبلجيكا)، فى منزل أهلى (ألمانيا)، دو يو لاف مى (فرنساولبنان وألمانيا وقطر)، ذلك الصيف فى باريس (فرنسا)، حبيبى حسين (فلسطين وألمانيا والسعودية والسويد)، وعالم النبات (الصين). وفى مسابقة الأفلام القصيرة؛ تتكون لجنة التحكيم من المخرجة التايلاندية بوم بونسيرمفيتشا، المخرج والكاتب السويسرى أنس سارين، والفنانة تارا عماد من مصر. وتضم 19 فيلمًا من بين ما يزيد على 2500 فيلمًا تلقتها المسابقة، إضافة إلى أفلام رُشّحت عبر مهرجانات ومؤسسات، تتنوع بين الروائى والتسجيلى والأنيميشن والأعمال الهجينة، 9 منها عروض عالمية ودولية أولى، والبقية عروض أولى عربية، تتراوح مدتها بين 14 إلى 19 دقيقة، وهى: الراحلون (الصين)، سبات النخيل (قطر والكويت)، موت سمكة (فرنسا)، كيف حالك كايلى (فرنساوالولاياتالمتحدة)، قلب أزرق (تشيلى وفلسطين وإسبانيا)، تيتا و تيتا (لبنان)، الحصاد الأخير (الرأس الأخضر)، العصافير لا تهاجر (تونس وقطر وألمانيا)، أنا، من حادث أو من الحب (فرنسا وسوريا)، ذكرى (فرنسا والمغرب)، إيمان (مصر وفرنسا)، آخر المعجزات (مصر وألمانيا والسودان)، شوارع القاهرة (فرنسا)، رقبة مستقيمة جدًا (اليابان)، المجهول (مصر)، أزهار داريا الليلية (إيران والمملكة المتحدةوفرنسا)، فى البداية تحمرّ الوجنتان ثم نعتاد (تونس وإيطاليا)، ولقطة النافذة (سويسرا). كما تُمنح الأفلام المشاركة فى أقسام المهرجان جوائز متخصصة، من بينها الفبريسى (اتحاد النقاد الدولى) وتتكون لجنة تحكيمها من الناقد أحمد شوقى، الناقدة والمبرمجة الفرنسية لورا بيرتوى، والناقد الهولندى تيرى فيرهوفن. وجائزة «نتباك» لأفضل فيلم آسيوى، وتتكون لجنتها من الناشر د. أحمد السعيد مؤسس «بيت الحكمة»، المبرمجة الفرنسية سيلين روستان، والمونتيرة الهندية بينا بأول. بينما تتكون لجنة «أفضل فيلم عربى» والتى تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار، من: المنتجة الأردنية رولا ناصر، السعودى وائل أبو منصر مدير «استوديو تلفاز»، والمخرج كريم الشناوى من مصر. وتضم لجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم وثائقى من: المديرة التنفيذية لمؤسسة «فيلم لاب» الفلسطينية علا سلامة، والمخرج المصرى بسام مرتضى صاحب فيلم أبو زعبل 89 الذى نال جائزتين فى الدورة السابقة من المهرجان، وعضو ثالث سيُعلن لاحقًا. خارج المنافسة ضمن أقسام المهرجان؛ تُعرض أفلام لإمتاع المشاهد لا التنافس، منها القسم الرسمى خارج المسابقة المخصص لعرض أفلام طويلة روائية أو تسجيلية صدرت بعد نوفمبر 2024، والذى يضم أفلام: امرأة وطفل (إيران)، فرانز (التشيك وألمانيا وبولندا)، كونتيننتال 25 (رومانيا)، قضية 137 (فرنسا)، مايسترو التنس (إيطاليا)، ماذا تقول لك الطبيعة (كوريا الجنوبية)، المسار الأزرق (البرازيل والمكسيك وتشيلى وهولندا)، مرايا 3 (ألمانيا)، صديق صامت (ألمانيا والمجر وفرنسا)، صوت هند رجب (تونس وفرنسا)، وعظة إلى الفراغ (أذربيجان والمكسيك وتركيا). أما البانوراما الدولية فتعرض أعمالًا مميزة، منها ذاكرة الفراشات (بيرو والبرتغال)، رسائل من شارع وولف (بولندا وألمانيا)، الرسالة (الأرجنتين وإسبانيا وأوروجواى)، سولوماما (النرويج ولاتفيا وليتوانيا والدنمارك وفنلندا)، الشهادة (الهند)، القلب عضلة (جنوب أفريقيا والسعودية)، ذروة كل شىء (كندا)، فيومى أو مورتى! (كرواتياوإيطاليا وسلوفينيا)، ما تعرفه مارييل (ألمانيا)، موارد بشرية (تايلاند)، نواه (ألمانيا)، نعيش هنا (كازاخستان)، وناكرو الجميل (التشيك وسلوفينيا وبولندا وسلوفاكيا وكرواتياوفرنسا). وفى قسم العروض الخاصة تُعرض أفلام: أمهات صغيرات (بلجيكا وفرنسا)، أوديسة الهندباء (فرنسا وبلجيكا)، إيماجو (فرنسا وبلجيكا)، بند عمل (سلوفاكيا والتشيك وألمانيا)، تمرد صامت (سويسرا وبلجيكا وفرنسا)، الحياة بعد سهام (فرنسا ومصر)، دوار كيم نوفاك (الولاياتالمتحدة)، روزمد (الولاياتالمتحدة)، شوبان، سوناتا فى باريس (بولندا)، طفل الأم (النمسا وسويسرا وألمانيا)، مثلث الحب (مصر)، من لا يزال حيًا (فرنسا وسويسرا وفلسطين)، والعودة إلى الديار (الهند). وفى منتصف الليل تُعرض أفلام: باب (الإمارات)، تدفّق (فرنسا)، حمقى على النار (اليابان)، دار الإقامة (فرنسا وبلجيكا)، وقطة جحيمية (الولاياتالمتحدة). ومن كلاسيكيات القاهرة تُعرض أفلام: سعيد أفندى (العراق) 1956، أنا الذى أحببتك (فرنسا) 2025، المواطن (الولاياتالمتحدة) 2012، أفلام ديفيد لينش القصيرة (الولاياتالمتحدة) 2002، والرجل الفيل (الولاياتالمتحدة) 1980. أيام الصناعة يشهد المهرجان هذا العام الدورة السابعة من أيام صناعة السينما، التى تُقام فى الفترة من 15 إلى 20 من الشهر الجارى، متضمنة برنامج متكامل يربط بين المعرفة النظرية، والممارسة العملية، والانفتاح على التجارب العالمية، مع تركيز خاص على دعم الصناعة المصرية وإتاحة الفرص أمام صنّاع الأفلام من مختلف الخلفيات. وقدّم محمد سيد عبد الرحيم ملامح هذه الدورة، موضحًا أنها ترتكز على ثلاثة محاور أساسية، هى: توظيف التكنولوجيا المتقدمة فى خدمة السينما، وإعادة البوصلة إلى الصناعة المصرية عبر فعاليات موجهة، وجعل القاهرة جسرًا تواصليًا بين الجنوب والشمال، وبين القارات المختلفة. كما تضم الدورة الحالية برنامجًا ثريًا من الماستر كلاس المخصصة للمكرّمين وضيوف المهرجان، وعددها خمسة، مع: المخرج محمد عبد العزيز، المخرج التركى العالمى نورى بيلجى جيلان رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، مدير التصوير محمود عبد السميع، المخرجة المجرية إلديكو إينييدى، والمخرج الصينى جوان هو. إلى جانب حوارين مميزين؛ الأول مع الفنان خالد النبوى، والثانى مع الممثلة والمخرجة الفلسطينية هيام عباس. كما تُقام على مدار أيام البرنامج تسع ورش تدريبية متخصصة تغطى جوانب متعددة من الصناعة، من المونتاج إلى التمثيل والكتابة وصناعة السينما النوعية والإخراج، ويشارك فيها نحو 200 متدرب، وتشمل: بناء القدرات لصناع الأفلام القصيرة من خارج العاصمة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي؛ مختبر كتابة السيناريو الدرامى بإشراف محمود عزت؛ صناعة أفلام النوع بإشراف سيمونا نوبايل؛ ورشة الارتجال فى فن التمثيل مع رمزى لينر؛ ورشة الخيال فى المونتاج السينمائى بإشراف ياسر عزمى؛ ورشة إخراج المشاهد الحساسة مع سندس شبايك؛ ورشة الواقع الممتد ووسائط الإعلام الجديدة بالشراكة مع لجنة فولبرايت؛ ورشة الترميم الرقمى بإشراف خبراء من مصر والمغرب؛ ويوم صناعة السينما للشباب، الذى يجمع نحو 60 طالبًا من مدارس السينما مع مجموعة من صناع الأفلام المحترفين، من بينهم سلوى محمد على ومحمود عزت وبسام مرتضى وعبد الرحمن محمود. ولشباب المحافظات؛ تم فتح باب المشاركة فى ورشة تطوير الأفلام القصيرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى. ويشهد البرنامج للعام الثانى على التوالى السوق السينمائى، الذى توسع هذا العام ليشمل 29 جهة مشاركة من مصر ومناطق مختلفة من العالم، مع تركيز استراتيجى على تعزيز الإنتاج المشترك عربيًا عربيًا، وعربيًا آسيويًا/لاتينيًا، وليس الاقتصار على الشراكات التقليدية مع أوروبا.