محمد كمال لا يحلو الحديث عن أكتوبر وانتصاراته إلا بالدارما التى أعتدنا أن نراها كل عام فى هذا الشهر ، الدراما التى ينتظرها الجمهور وكأنها تعرض لأول مرة ، الدراما التى يشعر معها كل من يشاهدها بانتصارات أكتوبر ، نستعرض معكم فى هذا التقرير المسلسلات والأفلام التى ننتظرها كل عام على الفضائيات المصرية المختلفة حتى نشعر بروح أكتوبر فنيا حتى لو أصبحنا نحفظها ظهرا عن قلب. يعود الإعلام المصري بالذاكرة إلى بطل الحرب والسلام الرئيس أنور السادات، صاحب قرار العبور العظيم في حرب أكتوبر، ويُستدعى فيلم "أيام السادات" الذي قدمه النجم الراحل أحمد زكي بمشاركة ميرفت أمين ومنى زكي، ومن تأليف أحمد بهجت وإخراج محمد خان، ليعيد إلى الأذهان سيرة هذا الزعيم الذي غيّر وجه التاريخ. وقد عُرض الفيلم لأول مرة في يونيو عام 2001. تبقى أيقونة الدراما المصرية المرتبطة بانتصارات أكتوبر هي مسلسل "رأفت الهجان"، الذي جسده الراحل محمود عبد العزيز بمشاركة يسرا ويوسف شعبان ومحمد وفيق ونبيل الحلفاوي، ومن تأليف صالح مرسي وإخراج يحيى العلمي. يحكي المسلسل قصة العميل رقم 313، المعروف باسم "رفعت علي سليمان الجمال"، أو كما عُرف في إسرائيل ب"جاك بيتون"، وهو أحد أعظم جواسيس المخابرات المصرية، فقد جُنّد في نهاية الخمسينيات وسافر إلى إسرائيل متقمصًا شخصية يهودي من أصل مصري، وعاش هناك قرابة عشرين عامًا، بنى خلالها إمبراطورية اقتصادية كبيرة، وأصبح عضوًا بارزًا في الهستدروت (اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي)، بل وكان على علاقة شخصية بديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل وأحد أبرز مؤسسيها. صدر المسلسل في ثلاثة أجزاء أعوام 1988 و1990 و1992، واعتُبر أحد أبرز أعمال الدراما العربية التي تناولت الجاسوسية من منظور إنساني وتاريخي، موثقًا لحقبة تأسيس جهاز المخابرات العامة المصرية بعد تفجير مكاتب الاستعلامات الأمريكية في القاهرة والإسكندرية على يد تنظيم تابع للموساد. كان "رأفت الهجان" بمثابة سجل أرشيفي لتاريخ المخابرات المصرية، وقدم صورة دقيقة للمجتمع الإسرائيلي في تلك الحقبة بما فيه من تناقضات وصراعات داخلية. وقبل "رأفت الهجان" بثماني سنوات، قدم المؤلف صالح مرسي والمخرج يحيى العلمي أيضًا مسلسل "دموع في عيون وقحة" عام 1980، من بطولة عادل إمام الذي جسّد شخصية جمعة الشوان (واسمه الحقيقي أحمد الهوان)، وتدور الأحداث حول شاب بسيط من السويس يعول أسرته، ويحاول جهاز الموساد تجنيده، لكنه يسارع بإبلاغ المخابرات المصرية، فيبدأ التعاون مع الضابط الريس زكريا (اللواء عبد السلام المحجوب في الحقيقة) لخداع العدو لمدة ست سنوات. شارك في البطولة صلاح قابيل ومعالي زايد ومحمود الجندي ومصطفى فهمي ومشيرة إسماعيل، وعُرض المسلسل في 13 يوليو 1980. وفي عام 1978، قدم صالح مرسي مع المخرج كمال الشيخ فيلم "الصعود إلى الهاوية" المأخوذ عن القصة الحقيقية للجاسوسة المصرية هبة سليم التي حملت في الفيلم اسم "عبلة كامل"، وكانت هبة صحفية درست في فرنسا وتم تجنيدها من قبل الموساد، حتى تمكن ضابط المخابرات المصري خالد سليمان (اللواء رفعت جبريل) من استعادتها وتقديمها للمحاكمة في مصر. صدر بحقها حكم بالإعدام شنقًا، ورفض الرئيس أنور السادات طلب العفو عنها رغم تدخل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بطلب وضغط من جولدا مائير، رئيسة الحكومة الإسرائيلية، وتم تنفيذ الحكم في السابعة مساءً لتكون أول مدانة يُنفذ فيها حكم الإعدام ليلًا. الفيلم شارك في بطولته مديحة كامل ومحمود ياسين وجميل راتب وإبراهيم خان وإيمان، وكان العرض الأول له في يوم 2 أكتوبر 1978. وبعد وفاة الكاتب صالح مرسي ب13 عامًا وتحديدًا في عام 2009، تحولت روايته "سامية فهمي" إلى مسلسل حمل اسم "حرب الجواسيس"، بطولة منة شلبي وهشام سليم وشريف سلامة وباسم ياخور، وتدور أحداث المسلسل حول محاولات جهاز الموساد تجنيد فتاة مصرية تدعى سامية فهمي للعمل لصالحهم، ولكن سامية تقوم بإبلاغ المخابرات المصرية ويعملان معًا لخداع الجانب الإسرائيلي في عملية تمت في مجموعة من الدول الأوروبية، والمسلسل من إخراج نادر جلال وكتب له السيناريو والحوار بشير الديك. ولم يكن هذا العمل الوحيد لبشير الديك والمخرج نادر جلال في عالم الجاسوسية، ففي عام 2011 أعاد الديك التعاون مع جلال في مسلسل "عابد كرمان" المأخوذ عن رواية ماهر عبد الحميد "كنت صديقا لديان"، وهو أول بطولة للسوري تيم حسن في الدراما المصرية، وتناول قصة العميل عبد الرحيم قرمان الذي عاش داخل إسرائيل ثلاث سنوات خلال حرب الاستنزاف وتمكن من التقرب من موشي دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي. أما في السينما فقد قدم الثنائي بشير الديك ونادر جلال فيلم "مهمة في تل أبيب" عام 1992، من بطولة نادية الجندي وكمال الشناوي ومحمد مختار وسعيد عبد الغني، وتناول قصة "آمال الكيال"، وهي عميلة مزدوجة تعمل لصالح المخابرات المصرية لتصوير وثائق حساسة داخل إسرائيل. وقدمت نادية الجندي مع المخرج نادر جلال فيلم "48 ساعة في إسرائيل" عام 1998 عن قصة جمال عبد السلام وسيناريو وحوار بسيوني عثمان، وفيه تسافر "آمال" إلى اليونان بحثًا عن شقيقها نصر الذي يمتلك ميكروفيلم تبحث عنه المخابرات الإسرائيلية، وشارك في بطولة الفيلم محمد رياض ومحمد مختار وفارق الفيشاوي. أما الفيشاوي، الذي واجه العدو الصهيوني مجددًا في فيلم "فتاة من إسرائيل" الذي أنتج عام 1999، والمأخوذ عن قصة محمد المنسي قنديل وكتب له السيناريو والحوار فاروق عبد الخالق، وإخراج إيهاب راضي، فيحكي عن أب وأم استشهد ابنهما في الحرب ويقرران السفر إلى طابا بعد استعدادتها، ويقع ابنهما الأصغر في حب فتاة إسرائيلية تسعى لتجنيده. وعلى مستوى الدراما التليفزيونية يعد من أبرز الأعمال التلفزيونية مسلسل "السقوط في بئر سبع" الذي أنتج عام 1995، وهو المأخوذ عن قصة عبد الرحمن فهمي بعنوان "إبرايهم وإنشراح"، وكتب له السيناريو والحوار سامي غنيم، وبطولة سعيد صالح وإسعاد يونس وحنان ترك، وإخراج نور الدمرداش. يتناول قصة الزوجين اللذين جندتهما المخابرات الإسرائيلية، وكان العرض الأول للمسلسل في 13 أكتوبر عام 1995. وفي عام 2005 قُدم مسلسل "العميل 1001" من تأليف نبيل فاروق وإخراج شيرين عادل، وبطولة مصطفى شعبان ونيللي كريم ونور وطارق لطفي، الذي يروي قصة الشهيد عمرو طلبة، الذي جندته المخابرات المصرية في نهاية الستينيات، وكانت مهمته الأساسية الدخول والتجنيد داخل الجيش الإسرائيلي، على أن تكون خدمته في خط بارليف. وكان العرض الأول للمسلسل في يوم 4 أكتوبر. وفي عام 2012 يطرح مسلسل "الصفعة" الذي تحدث عن الصراع المخابراتي بين مصر وإسرائيل خلال الفترة من 1957 حتى 1972، وشارك في بطولة المسلسل شريف منير وهيثم أحمد زكي، ومن تأليف أحمد عبد الفتاح وإخراج مجدي أبو عميرة. وفي 2017 قدم مسلسل "الزيبق" الذي شارك في بطولته كريم عبد العزيز وشريف منير وريهام عبد الغفور، ومن تأليف وإخراج وائل عبدالله وكتب له السيناريو والحوار وليد يوسف. تدور الأحداث حول عمر صلاح، فني كاميرات مراقبة يُجند من قبل المخابرات المصرية من أجل أن يندس في أوروبا للكشف عن خلايا الموساد الموجودة هناك والموجودة في مصر ومعرفة المهام المطلوبة منهم. السينما توثق البطولة والمجد تناولت السينما المصرية الجاسوسية والحرب في آنٍ واحد، على مستوى دراما الجاسوسية، من أبرز أفلامها "إعدام ميت" الذي أنتج عام 1985، بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني وفريد شوقي وبوسي وليلى علوي، ومن تأليف إبراهيم مسعود، وإخراج علي عبد الخالق، وفيه تقوم المخابرات المصرية بإرسال إحدى ضباطها على أنه منصور المواطن السيناوي الذي يتعاون مع الموساد، وذلك للحصول على معلومات تخص مفاعل ديمونة وقدرات إسرائيل النووية. كما جاء فيلم "حكايات الغريب" الذي طرح في عام 1992 من إخراج إنعام محمد علي وبطولة محمود الجندي وشريف منير ومحمد منير ومدحت مرسي، موثقًا فترة الهزيمة وحرب الاستنزاف في السويس، والفيلم مأخوذ عن قصة جمال الغيطاني، وكتب له السيناريو والحوار محمد حلمي هلال. وفي الألفية الجديدة وتحديدًا عام 2009، طرح فيلم "ولاد العم" بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير، من تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج شريف عرفة، ليؤكد أن الصراع المخابراتي بين مصر وإسرائيل لم ولن ينتهِ بمرور الزمن، حيث يُكلّف ضابط مخابرات مصري باستعادة سيدة مصرية أجبرها زوجها الذي تكتشف أنه جاسوس للموساد وخطفها مع أولادهما إلى تل أبيب. بدأت السينما توثيق حرب أكتوبر قبل وقوعها بعام، من خلال فيلم "أغنية على الممر" إنتاج عام 1972، الذي تناول بطولات الجنود خلال حرب الاستنزاف، حيث يتعطل جهاز الاتصال بين مجموعة من الجنود بممر بالصحراء وبين مركز القيادة، وتنفذ المؤن والزخيرة تدريجيًا بعدما تصدوا لعدة هجمات بنجاح، ويحاصرهم العدو، ويقودهم الشاويش محمد المزارع. الفيلم من تأليف علي سالم وكتب له السيناريو والحوار مصطفى محرم وإخراج علي عبد الخالق. كما تناول فيلم "العمر لحظة" الذي أنتج عام 1978 فترة الاستنزاف أيضًا، وقام ببطولته ماجدة وأحمد مظهر ونبيلة عبيد عن قصة مراسلة حربية تكتشف معنى التضحية من خلال احتكاكها بالجنود في الميدان. الفيلم عن قصة يوسف السباعي وكتب له السيناريو والحوار حسين حلمي المهندس، وأخرجه محمد راضي. أما أول فيلم تناول معركة أكتوبر المجيدة مباشرة فكان "الرصاصة لا تزال في جيبي" الذي طرح في دور العرض يوم 6 أكتوبر عام 1974 في الذكرى الأولى للحرب، والفيلم بطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم وحسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني، عن قصة إحسان عبد القدوس، وكتب له السيناريو والحوار الثنائي رمسيس نجيب ورأفت الميهي، وإخراج حسام الدين مصطفى. وفي عام 1994 قدم التلفزيون المصري فيلم "الطريق إلى إيلات" من إخراج إنعام محمد علي، عن عملية الضفادع البشرية المصرية التي دمرت سفينتين حربيتين في ميناء إيلات، وأعادت الثقة إلى الجيش المصري بعد هزيمة 1967. الفيلم من تأليف فايز غالي وبطولة عزت العلايلي ونبيل الحلفاوي وعبدالله محمود ومادلين طبر. أما أحدث الأعمال التي جسدت روح أكتوبر فكان فيلم "الممر" الذي طرح في دور العرض عام 2019، وشارك في بطولته أحمد عز ومحمد فراج وأحمد رزق وإياد نصار، ومن تأليف وإخراج شريف عرفة، الذي قدم ملحمة بطولية عن جنود الجيش المصري خلال حرب الاستنزاف، مؤكدًا أن الروح القتالية المصرية لا تزال حاضرة مهما تغير الزمان، من خلال فصيلة من المشاة المصرية التي تُحاصر وتُدافع عن أحد الممرات الاستراتيجية في سيناء اقرأ أيضا: سماح أنور تكشف أسرار جديدة عن مشاركتها في مسلسلي رأفت الهجان وذئاب الجبل