خفايا حرب أكتوبر تحمل الكثير والكثير من الاسرار، فقد احتفظنا بالسرية المطلقة اثناء فترة التدريبات؟ وكيف حققنا المفاجأة؟ وبصدر رحب فتح المشير عبد الغنى الجمسي للاستاذ فاروق الشاذلي النوتة الزرقاء التى حملت لكل المصريين ما حدث في حرب أكتوبر وحقق النصر على عدو تعود على الغطرسة والكذب والخداع. يقول رئيس هيئة العمليات لكى نحقق المفاجأة قمنا بعدة إجراءات.. أولها إعلان عن مناورة وهمية تبدأ في أول أكتوبر وتنتهي بعد 7 أيام ويشارك فيها الجيشان الثاني والثالث والطيران والبحرية وقوات الدفاع الجوي وخلالها أجرينا اللمسات الأخيرة للحرب واستدعينا الاحتياط وسرحنا معظمه واحتفظنا بجزء منه قبل الحرب بثلاثة أيام لتكون رسالتنا لاسرائيل أننا نتدرب تدريبا عاديا مثل الذي أجريناه من قبل في نفس العام ونشرنا بالصحف عن فتح باب أداء العمرة للعسكريين بصورة عادية لإظهار أننا لا نفكر فى الحرب والدليل أن جزءاً من العسكريين سيسافرون للعمرة وطلبنا من وزير الدفاع الرومانى زيارة رسمية يوم 8 اكتوبر وحددت القيادة العامة للقوات المسلحة برنامج الزيارة رغم علمنا بأن الحرب ستقوم يوم 6 وأن الزيارة ستلغى فور نشوب الحرب. يصمت اللواء الجمسي ثم يقول: الإجراء الأخر في السرية كان إغلاق باب المندب وكنا اتفقنا قبل أكتوبر بعدة اشهر مع دولة أسيوية صديقة لكي تستقبل المدمرات التابعة لقواتنا البحرية على أساس انها تحتاج إلى عمرة وإصلاحات وهو أمر طبيعى وبعد أخذ الموافقات عملنا خط سيرها وطلبنا من السودان واليمن زيارات للقطع البحرية المصرية بحيث تغادر فى الوقت المناسب وتكون يوم 6 اكتوبر في باب المندب وكان مع كل قائد للقوة البحرية مظروف سري مغلق لا يتم فتحه إلا بعد وصوله التعليمات من قيادة القوات وكانت المعلومات به القيام بإغلاق باب المندب والتعرض لخطوط المواصلات لمنع أي إمداد إلى ميناء إيلات وخصوصاً البترول القادم من إيران. لتحقيق السرية المطلقة أثناء فترة الإعداد لغلق باب المندب لم يتم السماح لأحد ان يعرف شيئا عن ميعاد الحرب وكل مستوى كان يأخذ معلوماته وأوامره من القيادة العامة له بشأن التوقيت ومنعت المكاتبات والمكالمات التليفونية وكانت الأوامر شفاهية ثم تدون وتوقع وتوضع فى الخزائن حتى تكتمل المفاجأة لجيش العدو .. وللحديث بقية.