كتب - إسلام عبدالخالق «مذبحة».. وصف مرعب لا يقل في قسوته عما شهدته ساحة مكان وسط قرية ميت حمل التابعة لنطاق مركز شرطة بلبيس في محافظة الشرقية، والذي تحول إلى مسرح جريمة ارتكبها سائق في منتصف العقد لارابع من العمر؛ إذ استل القاتل سلاحه الأبيض وراح يعيث في أجساد جيرانه سفكًا للدماء، لا لشيء إلا لتسوية خلافات سابقة بينهم، لينتهي الأمر بمآساة تشهد عليها جراح المجني عليهم وبعض الأعضاء التي تم استئصالها من أجسادهم لأجل أن يستمرون على قيد الحياة، فيما كان لطائر الموت حضور بارز حين حانت لحظة أحد الضحايا وسقط صريعًا وجسده بالكاد قد غادرته أغلب دمائه. قبل فترة ليست بالبعيدة، دب الخلاف بين «عاطف» سائق السوزوكي المعروف في البلدة، وبين زوجة عمه بسبب خلافات الميراث، وكانت الخلافات على منوالها تتكرر ولا تجد من يخمد وتيرتها آنذاك سوى «مصطفى» الشاب المعروف بين أهل القرية بطيبته، والذي اعتاد التدخل لمحاولة إثناء السائق عن سب خالته. خالة «مصطفى» لم يكن له من الأمر شيئً إلا تمسكها بوجهة نظرها التي سببت الخلاف، فيما كان ابن شقيق زوجها -السائق- شبه معتاد أن يتطاول عليها، وهو ما كان يتصدى له ابن شقيقتها «مصطفى»، بيد أن عشية الثلاثاء كانت أشبه بخط النهاية في تلك الخلافات بين الجانبين. حضر السائق بسيارته لأجل أن يتركها في أحد شوارع القرية، لكنه تبدل حين لاحظ أحد أهلية زوجة عمه، وحينها تعدى على الأخير ليصيبه في وجهه، وفي الوقفت الذي ذهبت خلاله أسرة شقيقة زوجة العم إلى المستشفى للاطمئنان على مصابهم وتحرير محضر في مركز الشرطة، كانت رحى حربٍ جديدة قد عرفت طريقها إلى المنطقة هناك في البلدة. استل «عاطف» سلاحه من جديد ليفعل أفاعيله في أجساد جيرانه -أهلية زوجة عمه-، وخلال دقائق كان المكان أشبه بمذبحة؛ «مصطفى» مسجى على الأرض وأحشاؤه تكاد تقترب من مغادرة جسده، وعلى بُعد أمتار كانت والدته وشقيقتها واثنين من أعمامه، جميعهم يئنون وقد عمل المتهم بسلاحه في أجسادهم طعنًأ وتقطيعًا. عره الجميع بالمصابين إلى مستشفى بلبيس المركزي، وهناك، وفور وصول الأسرة، أو ما تبقى منهم بعد الإصابة الأولى، لفظ «مصطفى» أنفاسه الأخيرة، في الوقت الذي جرى خلاله نقل والدته وخالته إلى العناية المركزي، حيث جرى استئصال الطحال للأخيرة جراء إصابتها البالغة. جرى ضبط المتهم وسلاح جريمته، في الوقت الذي كان فيه فريقًا من النيابة العامة يعاين جثمان الجني عليه -القتيل- وإصابات باقي الضحايا، قبل أن تأمر النيابة العامة بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وتصرح بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية. جنازة المجني عليه كانت مهيبة بحق؛ أهله وأصدقائه وجيرانهم يمسكون بالنعش، والنعش بدا كما لو كان متعجلًا الوصول إلى مقابر القرية، فيما علت وجوه الجميع الدموع ودعواتهم بأن يرحم الله الفقيد، وأن يقتص ممن قتله وسفك دمائه. البداية كانت بتلقي اللواء عمرو رؤوف، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا بشأن ما تبلغ للعميد وليد شاهين، مأمور مركز شرطة بلبيس، بمقتل شاب وإصابة عدد من أفراد أسرته على يد جارهم في قرية ميت حمل التابعة لنطاق ودائرة المركز. على الفور، انتقلت أجهزة البحث الجنائي مصحوبين بقوات المركز إلى القرية، وهناك، تبين مقتل الشاب «مصطفى أحمد الليثي» 22 عامًا، والذي فارق الحياة فور وصوله المستشفى متأثرًا بعدة طعنات نافذة أودت بحياته، فيما أصيب أربعة آخرين من أفراد اسرته، بينهم والدته وخالته واثنين من أعمامه، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى بلبيس المركزي لتلقي الإسعافات اللازمة، وهناك جرى استئصال طحال الخالة لخطورة حالتها، ووضع والدة القتيل في العناية المركزة جراء حالتها الخطرة كذلك. تحفظت الأجهزة الأمنية على المتهم «عاطف ر» 36 عامًا، سائق، والذي جرى ضبط سلاح جريمته بحوزته، فيما تم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريحه لبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات لمدة أربعة ايام، مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني.