نجح الرئيس ترامب أخيراً فيما أخفقت فيه الإدارات الأمريكية السابقة وهذا النجاح يعود فى جانب كبير منه لطبيعة شخصية ترامب صاحب الشخصية الكاريزمية المؤثرة، ورجل الأعمال الناجح والقوى والقادر على إتمام أصعب الصفقات. والحقيقة أننى فى مقال سابق بعنوان «سلاح ذو حدين» بتاريخ 20/6/2024 توقعت ذلك وقلت: إن ترامب الذى سبق وفعل لإسرائيل ما لم يجرؤ أى رئيس أمريكى سابق على فعله، ومهندس اتفاقات إبراهام مع عدة دول عربية، يتمتع بصفاتٍ استراتيجية تمكنه من فعل ما يلزم لكبح جماح رئيس الوزراء الإسرائيلى وإجباره على فعل ما يريد. وأن هذا يعنى أن ترامب الوحيد القادر على إجبار نتنياهو على وقف الحرب.. وهذا ما حدث بالفعل.. حيث يعلم الجميع أن خضوع نتنياهو لاتفاق وقف إطلاق النار جاء بضغط كبير من الرئيس الأمريكى، الذى وجد أن وقف الحرب هو الخيار الصحيح الذى لا يخدم فقط السلام بالشرق الأوسط، ولكن يخدم أيضاً شعار ترامب ومنهجه فى «جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى». فبعد أن كادت إسرائيل أن تجر أمريكا معها لقفص العزلة الدولية، استعاد ترامب الريادة الأمريكية وبات العالم كله الآن يتغنى بجهود واشنطن ويقف خلف خطة الرئيس ترامب لإحلال السلام، بل ويدعم استحقاقه لجائزة نوبل للسلام. والحقيقة أنه يحق لترامب الآن أن يفتخر بنجاحه فى تقديم خطة عادلة لإحلال السلام فى الشرق الأوسط.. ويحق له أن يتباهى بقدرته على تحقيق وعوده بداية من إعادة الأسرى الإسرائيليين، وانتهاء بوقف الحرب. واستثماراً لوجود هذا الرئيس بصفاته المتفردة، علينا السعى للاستفادة من مقومات شخصية ترامب وقدرته على فعل ما يُصنف فى قائمة المستحيل، للوصول للهدف الأسمى بإقرار دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية، لأن ترامب هو الوحيد القادر على فرض ذلك على تل أبيب.