تتجه الأنظار فى المرحلة القادمة إلى القمة الروسية - العربية الأولى، المقررة أن تكون محطة مفصلية فى العلاقات بين الجانبين.. والتى ستعقد فى الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر فهى ليست مجرد لقاء دبلوماسي، بل لحظة تاريخية لتأسيس مسار جديد من التعاون السياسى والاقتصادى والاستراتيجي. القمة ستُعقد فى ظل أزمات إقليمية متشابكة: القضية الفلسطينية، الأزمة السورية، الأوضاع فى السودان وليبيا واليمن.. لذلك من المتوقع أن يكون الجانب السياسى حاضرًا بقوة، مع بحث فرص التنسيق فى مواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف، إضافة إلى تعزيز دور العرب وروسيا فى صياغة حلول سلمية للنزاعات. وستسعى روسيا باعتبارها قوة كبرى فى مجالات الطاقة، الغذاء، والصناعات الدفاعية إلى تعزيز شراكاتها مع الدول العربية.. بينما يطمح الجانب العربى إلى تنويع تحالفاته الاقتصادية وتقليل اعتماده على شركاء تقليديين عبر الانفتاح على خبرات موسكو فى التكنولوجيا والزراعة والبنية التحتية.. ورغم الزخم المرتقب، فهناك تحديات لا يمكن تجاهلها.. أولها الضغوط الغربية على بعض الدول العربية لتقليص تعاونها مع موسكو بسبب الحرب فى أوكرانيا.. ثانيها اختلاف أولويات الدول العربية نفسها، حيث قد تسعى بعض العواصم لتوثيق علاقاتها مع روسيا بقوة، بينما تفضل أخرى التوازن الحذر.. كما أن تضارب المصالح فى ملفات إقليمية معقدة، مثل سوريا وليبيا، قد يحد من الوصول إلى مواقف موحدة. وسيكون انعقاد القمة بحد ذاته رسالة بأن العرب وروسيا يسعون لبناء شراكة استراتيجية متوازنة.. كما أنها فرصة لإعادة صياغة العلاقات الدولية على أساس التنوع والتوازن، بعيدًا عن الهيمنة الأحادية. القمة الروسية - العربية الأولى لم تُعقد بعد، لكنها تحمل رهانات كبرى وتحديات معقدة.. نجاحها سيعتمد على قدرة الطرفين على تحويل الخلافات إلى فرص، وبناء أرضية مشتركة تضمن مصالح الشعوب وتعزز الاستقرار الإقليمى والدولى.