لم يقتصر دور القوات الجوية على الطلعة الجوية الأولى والمعارك المعروفة التى خاضتها قواتنا الجوية خلال حرب أكتوبر، ولكن كان هناك بطولات أخرى ربما لم يسلط الضوء عليها كثيرًا مثل عمليات الإبرار الجوى التى كانت تنفذها القوات الجوية بالهليكوبتر لقوات الصاعقة والمظلات لتنفيذ مهام كانت توصف بأنها «مستحيلة»، ولعل أحد أبرز تلك العمليات هى إبرار القوات لتنفيذ معركة مضيق وادى سدر، وكان أحد أبرز أبطال القوات الجوية الذين شاركوا فى تلك العمليات وهذه المعركة بالتحديد هو اللواء مهندس حسين مسعود، وزير الطيران المدنى الأسبق. فى البداية قال اللواء مهندس حسين مسعود، إنه كان برتبة نقيب مهندس خلال فترة حرب أكتوبر، وكان متخصصًا فى الطائرات الهليكوبتر، ومن المعروف أن الهليكوبتر له طبيعة خاصة، وخلال فترة الإعداد للمعركة الكبرى، كان التدريب فى هذه الفترة ما بين قواتنا الجوية والقوات الخاصة «الصاعقة». اقر أ أيضًا | الرئيس السيسي يشيد بجهود القوات المسلحة لدعم ركائز الأمن والاستقرار على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وعن أبرز المعارك والعمليات التى شارك بها خلال حرب أكتوبر، أوضح اللواء حسين مسعود، أنه كان مكلفًا بنقل أفراد الكتيبة 143 صاعقة خلف خطوط العدو، لتنفيذ فيما عرف بمعركة مضيق وادى سدر، وكانت مهمتهم الأساسية عمل كمين فى منطقة مضيق وادى سدر حيث كان الغرض الأساسى من هذا الكمين عرقلة القوات المدرعة الإسرائيلية القادمة من الخلف للأمام حتى لا تتمكن من التعامل مع طلائع قواتنا التى قامت بالعبور، وكان مخططًا للقوات المدرعة الإسرائيلية التعامل مع القوات المصرية التى تقوم بالعبور، لأن القوات المصرية كانت تستعد كما هو معروف بالقيام بعد الضربة الجوية بعبور قوات المشاة وعمل كبارى تسمح للمدرعات المصرية بالعبور، وهذا ما رغبت قوات العدو اعتراضه بلواء المدرعات الخاص بهم، وتم تكليف الكتيبة 143 صاعقة بمنع لواء العدو من المرور لمدة 18 ساعة فقط وهو الوقت الكافى لعبور المدرعات والقوات المصرية، وأذكر أننا قمنا بنقل كتيبة الصاعقة بقوة 18 طائرة هليكوبتر وعبرنا خليج السويس. وأشار إلى أنه كان مقررًا تحليق الهليكوبتر على ارتفاع منخفض يتراوح من 10 إلى 15 مترًا حتى لا تتمكن الرادارات المعادية من رصدها واستهدافها ببطاريات صواريخ العدو، ولكن حينما كنا نحلق فى منطقة بئر أبو جراد رصدتنا إحدى طائرات العدو وبالفعل هاجمت الطائرة التى كنت بها وكان من ضمن طاقمها 2 طيارين وملاح ومهندس وبالفعل أصيبت الطائرة دون إصابة أي من طاقمها مما أعاقنا عن العودة إلى القاعدة، ومكثنا بصحبة رجال الصاعقة وتم تنفيذ معركة مضيق وادى سدر بنجاح، واستطاع أبطال الصاعقة المصرية مهاجمة الفوج المدرع للعدو وقتل قائده، والحصول على الخرائط التى كانت بحوزته وتدمير المفرزة الأمامية والسبع دبابات الأولى ثم إرسال إشارة بما حدث للقيادة العامة، وخرجت الطائرات المقاتلة لتكمل قصف وتدمير اللواء المدرع للعدو، وتمكنت قواتنا من منع العدو المرور من مضيق وادى سدر ليس 18 ساعة فقط بل لم يستطع المرور حتى نهاية الحرب وكان تلك العملية سبباً فى تغيير مسار المعركة، وبعد إتمام مهمتنا، صدرت لنا التعليمات فى يوم 19 أكتوبر بالعودة والانضمام لقواتنا، وبالفعل التحمنا مع قواتنا فى يوم 21 أكتوبر قبل وقف إطلاق النار ب 4 ساعات.