ليست مجرد قصة حرب، بل هى شهادات حية من أبطال لا يزالون بيننا، يحملون فى قلوبهم شرف العبور، وعلى ألسنتهم حكايات لا تُنسى من قلب السماء، يروى لنا أبطال القوات الجوية كيف حلّقوا فوق المستحيل، محولين السماء إلى قذيفة تمثل إصرارًا منهم على تحطيم اليأس والمستحيل، أما أبطال الصاعقة المصرية فقد حققوا بطولات كبيرة أصبحت تدرس بالأكاديميات العسكرية العالمية فى كيفية تغلب الفرد المقاتل على أحدث الآليات العسكرية بأقل تسليح وتحت أقسى الظروف.. كل بطل من هؤلاء يمثل جزءًا من لوحة فنية عسكرية متكاملة فى معركة الأسلحة المشتركة، حيث تلاقت الشجاعة مع العقل والتخطيط لتحقيق ما ظنه العالم مستحيلاً. إنها رحلة عبر الزمن، التقينا فيها أبطالًا شجعانًا أبت أرواحهم وأجسادهم أن تستسلم، وقادتنا بطولاتهم إلى فخر مديد وفجر جديد. كان عبور مئات المقاتلات المصرية لقناة السويس فى توقيت واحد لتنفيذ الضربة الجوية الأولى، من المهام التى تعد «مستحيلة»، ولكن بفضل معجزة التخطيط والدقة والتنفيذ حول أبطال القوات الجوية المصرية هذا المستحيل إلى تحقق على أيدى نسور الجو المصريين، اللواء أ.ح طيار حسن راشد، رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، يروى تفاصيل تلك الملحمة. قال اللواء حسن راشد إن الشخصية المصرية استعادت عافيتها بعد نكسة 1967 بأيام قليلة، من خلال معركة رأس العش التى صدت محاولة العدو احتلال بور فؤاد، ثم الضربات الجوية فى 14 يوليو بسيناء، والتى أثبتت أن الطيار المصرى قادر على أعظم أداء إذا أُتيح له التدريب والتخطيط، مشيرًا إلى أنه كان وقتها طالبًا فى الكلية الجوية وشاهد بأم عينه طائرات التدريب تُقصف يوم 5 يونيو، وهو مشهد ظل محفورًا فى ذاكرته وكان دافعًا للانتقام واستعادة الكرامة. وأضاف أن حرب الاستنزاف، التى استمرت ألف يوم، كانت مدرسة قتال حقيقية «تدريب بالدم»، حيث خاض طلعات استطلاع وهجومًا على مواقع العدو فى سيناء، كما شارك فى طلعات بسرب ميج 17 إلى سوريا وقصف مواقع فى القنيطرةالمحتلة، وأكد أن تلك المرحلة أكسبت الطيار المصرى خبرات هائلة مكنته من تطوير أساليب قتال جديدة جمعت بين التكتيك الشرقى والغربى. وأوضح أن مبادئ أى انتصار تبدأ بالإيمان بالقضية، ثم التخطيط، فالتدريب والانضباط، وأخيرًا التضحية، وهذه المبادئ جسدها الشعب كله وقتها، فكان الجيش والشعب نسيجًا واحدًا تحت شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». وأضاف راشد أن التخطيط لعبور 220 طائرة فى الضربة الجوية الأولى كان أحد أعقد العمليات، إذ أقلعت الطائرات من مطارات مختلفة وبسرعات متفاوتة، لكنها اجتمعت فى نفس الدقيقة لعبور القناة وضرب أهداف العدو بدقة متناهية، وهو مشهد وصفه بالمعجزة العسكرية التى حطمت المستحيل. وأكد أنه فى عام 1972 شاهد بعينه خط بارليف، الذى بدا كعمارة من أربعة طوابق، وقال: «تساءلت وقتها كيف سيعبر المقاتل المصرى وهو يحمل سلاحه كاملاً، لكن الجندى المصرى أثبت أنه لا يعرف المستحيل»، وأضاف أن الضربة الجوية الأولى حققت 95% من أهدافها فأُلغيت الضربة الثانية، موضحًا أنه نفذ نحو ثمانى طلعات خلال الحرب، أسقط خلالها طائرة ميراج ودمر أهدافًا أرضية، واستعاد موقفًا مؤثرًا باستشهاد الطيارعاطف السادات، زميل دفعته وشقيق الرئيس الراحل أنور السادات، واصفًا إياه بالمحارب النادر الخُلق والكفاءة. وأشار إلى موقف لا ينساه حين أحضر أهالى إحدى القرى المجاورة للمطار «وليمة طعام» كاملة للجنود والضباط قائلين: «إحنا عايزين نشارك فى الحرب بس مش عارفين إزاى»، مؤكداً أن هذا الموقف جسد نقاء معدن الشعب المصرى وتلاحمه مع جيشه، وأوضح أن التضامن العربى كان حاضرًا بقوة، فقد تدرب فى سوريا وحصل على أوسمة من الرئيس حافظ الأسد، كما شاركت أسراب عراقية وكويتية فى المعركة، إضافة إلى سلاح البترول العربى. واستعاد لحظة فارقة فى اليوم الرابع للحرب عندما كُلف بضرب لواء مدرع إسرائيلى كان يتقدم من العريش، ورغم صعوبة المهمة ونفاد الوقود، نجح فى تدمير اللواء وخزانات البترول، قبل أن يدخل فى مواجهة جوية مع طائرة ميراج أُسقطت على يد زميله الشهيد محمد الحارتى. واختتم اللواء حسن راشد قائلاً: إن الأجيال الجديدة تحمل نفس الروح التى سرت فى دماء جيل أكتوبر، مؤكدًا أن مصر ستظل ولادة بالرجال القادرين على تحطيم المستحيل. اقرأ أيضًا | « عبورالمستحيل » فى عقل السادات مشاهد صنعت النصر |وحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر «أبو النجا»: قصة أخطر عملية خاصة عند سماعها قد تظن أنها رواية خيالية من عالم آخر، يصعب على العقل تخيل أن هذه الوقائع والظروف القاسية حدثت بالفعل، لكن المستحيل لا يقف أمام رجال وضعوا النصر نصب أعينهم وفضلوا أن تروى أرض الوطن بدمائهم فى سبيل الحفاظ عليها. يروى اللواء نبيل أبو النجا، بعد عبور المشاة لقناة السويس بالقوارب المطاطية الخفيفة، ستحتاج هذه القوات فورًا إلى أسلحة ثقيلة دبابات ومدفعية وصواريخ، ولذا كان لا بد من إنشاء كبارى ثقيلة على القناة، وهو عمل يستغرق من 6 إلى 8 ساعات، وخلال تلك الساعات ستكون قوات المشاة فى الشرق معرضة لهجوم مدرع كثيف من العدو. الحل أن تُنزل قوات صاعقة خلف خطوط العدو 80 كيلومترًا بطائرات هليكوبتر، إلى مناطق المضايق، لتدمير وتعطيل وحدات المدرعات المعادية ومنعها من التدخل، قائلًا: ببساطة نجاح العبور كان مرتبطًا بنجاح هذه العملية الاستراتيجية «حياة أو موت للمهمة كلها». «قمنا بخمس محاولات للوصول إلى الموقع المحدد، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل». لم يتبق أمام الرجال سوى حل واحد قاس وبسيط: الانطلاق بقافلة من الجمال وتحميل الأسلحة عليها، هكذا تمت العملية الأخيرة، رحلة انتحارية عبر الصحراء والجبال قادها 5 رجال: ثلاثة من حرس الحدود وهم الرقيب أول السنوسى أمين والعريف متطوع أحمد صالح والعريف متطوع محمد فضل الله، ومرافق بدوى، وضابط صاعقة وهو نبيل أبو النجا، مضيفًا: «عبرنا مسالك قاسية، واجهنا ظروفًا من أهوال يصعب حتى تخيلها، واستطعنا الوصول إلى المضيق وإتمام المهمة، وعاد منهم 3 محملين بجسدى رفيقين بعد إصابتهما، وهكذا تحقق الهدف». ويروى كيف سقط جنديان أمامه أحدهما مسلم وهو عبد الله أثناء محاولة إنقاذ صديقه القبطى جرجس، ويحكى «أبو النجا» كيف احتضن الجندى عبد الله بينما كان يقول الشهادتين، وكيف وضعوه بجانب زميله فى حفرة واحدة لدفنهما، والصلاة عليهما معًا، ودماؤهما اختلطت لتروى أرض سيناء الطاهرة. «فضل»: رجال الصاعقة المصرية كانوا سدًا منيعًا أمام العدو بطولات ومعارك حرب أكتوبر لا تنتهى، وكلما التقينا أحد أبطالها نجد أنه ما زال هناك الكثير من المعارك والبطولات التى تجسد أسمى معانى التضحية والفداء، ولعل أحد أبرز تلك المعارك هى معركة مضيق وادى سدر، حين قامت إحدى كتائب الصاعقة المصرية بالإبرار الجوى بطائرات الهليوكوبتر إلى منطقة مضيق وادى سدر وقلعة الجندى، والتى تمكنت من التحكم فى المضيق ومنعت دبابات لواء مدرع للعدو من التدخل فى أعمال قتال الجيش الثالث ونجحت فى تكبيد العدو خسائر كبيرة. التقت «الأخبار» اللواء أ.ح. محمد سامى فضل، أحد أبطال سلاح المشاة، والذى تم إلحاقه بالصاعقة وكان برتبة نقيب أثناء ملحمة العبور العظيم، ليحدثنا عن تفاصيل تلك المعركة التى كان قائدًا لها. قال «فضل»: كان من المعروف أن الحالة النفسية للضباط والجنود فى حالة يرثى لها وذلك نتيجة الآثار المترتبة على ما حدث فى 1967، ونشر الأسطورة المزعومة لجيش العدو الذى لا يقهر، فكل هذه العوامل أثرت سلبًا على معنويات الضباط والأفراد وهو ما تداركته القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية وتغلبت عليه، وذلك من خلال صناعة مقاتل يمتاز بروح معنوية عالية يكون قادرًا على دخول المعركة بثقة ويتمكن من تنفيذ ما يسند إليه من مهام. وعن مهام الكتيبة 143 صاعقة التى كان ينتمى إليها خلال معركة مضيق وادى سدر، قال اللواء سامى فضل إنه تم تكليف الكتيبة بعمل كمائن متعددة على محور سدر فى جنوبسيناء، وكان من عدة نقاط «قلعة الجندى، عين كسار المالح، عين سدر، بئر أم جرد، بئر أبو جراد»، وبفضل الله تم الإبرار الجوى للكتيبة على مجموعتين. وأوضح أنه قام بالهبوط مع مجموعته بسلام فى منطقة قلعة الجندى، وقاموا بتنفيذ المهمة التى تم تكليفهم بها فى منطقة مضيق وادى سدر، وحققت المجموعة نتائج مبهرة وعظيمة فى معركة مضيق وادى سدر، وأبرز النتائج التى تحققت هى مقتل القائد الإسرائيلى إبرهام مانديلر قائد سلاح المدرعات الإسرائيلى، ومعه 36 إسرائيليًا، بالإضافة إلى تدمير عربة جيب وأربع عربات نصف جنزير وسبع دبابات إسرائيلية، وتم الحصول منه على خرائط محدد عليها أوضاع القوات الإسرائيلية على الجبهة المصرية، واستشهد من مجموعتنا 12 شهيدًا على رأسهم قائد السرية رفعت عبدالوهاب عامر، مشيرًا إلى أن العملية تم تنفيذها بكفاءة عالية، ومكثت القوات فى مضيق وادى سدر سبعة عشر يومًا بعد أن كان مقررًا لها يومان فقط، ولكن الضرورة استدعت تواجدهم فى هذا المضيق مدة أطول دون أى إمدادات مما يعكس قدرة وكفاءة وعزيمة المقاتل المصرى خاصة فى القيام بالمهام الصعبة، وكانت القوات حينها تتغذى على الزواحف والجرابيع الصحراوية، حتى وصل إليهم إمدادات من أبناء قبائل سيناء المخلصين. أكد اللواء محمد سامى فضل أنه خلال الفترة التى مكث فيها مع قواته فى هذا المضيق لم يسمحوا بمرور أى أحد وقاموا بتأمينه تأمينًا على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أنه كان من المقرر مرور لواء مدرع إسرائيلى من هذا المضيق تكون مهمته توجيه ضربات ضد القوات الرئيسية التى قامت بالعبور، ولكنه قام بصحبة رجاله بمنع مرور اللواء الإسرائيلى تماما، حتى تمكن اللواء الأول من الفرقة السابعة للقوات المصرية من المرور بسلام بفضل الله أولا ثم بفضل كفاءة وقوة رجال الصاعقة المصرية الذين نفذوا مهمتهم على أكمل وجه وكانوا سدًا منيعًا أمام القوات الإسرائيلية، مؤكدًا أن أهمية تلك المعركة ترجع إلى أن هذا المضيق إذا كان حدث اختراقه أو سيطرة القوات الإسرئيلية عليه كان سيتسبب فى مشاكل كبيرة لعبور القوات المصرية، ولكن قواتنا نجحت فى إجهاض مخططهم ونجحت قواتنا فى العبور العظيم. «الشافعى»: 5 أيام من الجوع لم تكسر عزيمتنا كشف اللواء الشافعى على الشافعى، أحد أبطال الصاعقة المصرية فى حرب أكتوبر 1973، تفاصيل عملية بطولية نفذتها كتيبته خلف خطوط العدو فى وادى سدر بسيناء، مؤكداً أن ما قام به جنود مصر لم يكن مجرد عملية عسكرية بل كان مهمة مستحيلة حولها المقاتل المصرى إلى واقع مشرف. يقول اللواء الشافعى: «فى أكتوبر 1973 كنت قائد فصيلة فى سرية تابعة للكتيبة 143 صاعقة، وكان تكليفنا الأساسى نصب كمائن فى وادى سدر لتعطيل لواء مدرع إسرائيلى متجه من الشرق إلى الغرب على الطريق الساحلى للتدخل ضد قواتنا، المخطط أن نعطله 48 ساعة فقط، حتى تستكمل قواتنا العبور وتثبيت رؤوس الكباري. ويضيف: «كنت على متن أول طائرة، لكننا فوجئنا بقرار القائد بإنزالى فى منطقة قلعة الجندى، بعيدة عن نقطة الإنزال المخططة، لم يكن معى سوى خريطة محدودة، فاضطررنا للتصرف سريعًا فى أرض غير مألوفة، هذا الارتباك التقطه العدو، فهاجمنا بقوات كوماندوز وتغلبنا عليهم. يواصل اللواء الشافعى: «كان هدفنا تعطيل اللواء المدرع يومين فقط، لكننا نجحنا فى تعطيله خمسة أيام كاملة، من السادس حتى العاشر من أكتوبر، قاتلنا فى ظروف قاسية بلا طعام كافٍ ولا ماء، ومع ذلك ظل الجنود ثابتين، كانت معنا فصيلة صواريخ مضادة للدبابات (فهد) تضم ستة عشر صاروخًا، أصابت دبابات العدو إصابات مباشرة»، ويضيف: «فى اليوم الخامس سمعنا أصوات الدبابات تقترب، دخلت أول دبابة ومعها جيب وعربتا نصف جنزير، فدمرناها خلال دقائق، كرر العدو الهجوم مرتين أخريين، لكننا دمرنا دباباته فى كل مرة». «محروس»: «الشظية لا تزال فى قدمى» كان لسلاح المظلات دور بارز فى حماية العبور وإحباط هجمات العدو المدرعة، فضلًا عن تنفيذ عمليات إغارة متقدمة داخل عمق العدو. يتحدث محروس رضا عطاالله، الشهير ب«صائد الدبابات» فى سلاح المظلات عن الدور العظيم الذى قام به هذا السلاح أثناء حرب أكتوبر المجيدة خاصة فى سيناء ومنطقة الثغرة، ويكشف أنه كان من أوائل من حصلوا على فرقة صواريخ «مولتيكا» المضادة للدبابات، بل وشرف بتنفيذ أول عملية قفز بالصاروخ فى تجربة خطيرة أشاد بها الخبراء الروس أنفسهم، كما حصل قبل الحرب على التدريب العسكرى وبعد الحرب حصل على الوسام الجمهورى العسكرى تقديرًا لبطولاته. وبفضل الله، وفق فى تدمير 13 دبابة للعدو، 7 منها فى سيناء، و6 فى منطقة الثغرة. ويحكى عطاالله أن الحرب منذ يوم 6 أكتوبر حتى 22 أكتوبر لم يتوقف فيها إطلاق النار، غير أن التدريبات القاسية قبل الحرب جعلت يوم العبور أكثر سهولة على الجنود، مضيفا بفخر أنه كان ضمن الموجات الأولى للعبور، وكان ذلك ضروريًا لأن سلاح المظلات المضاد للدبابات كان فى مقدمة الصفوف، يتصدى لأى هجمات محتملة للعدو، ويؤمّن الجنود الذين يعبرون خلفه. ويؤكد: «كسلاح مظلات لم ننتظر هجوم العدو، بل كنا نقوم بالإغارة ونصب الكمائن لمعسكرات دباباته، وكنا دائمًا فى موقع المبادرة». ويتابع حديثه قائلاً إن النصر لم يأتِ من فراغ، بل جاء من تدريب قاسٍ وتخطيط دقيق وضعه قادة عظماء، وظهرت عظمة ذلك فى قائد الكتيبة الذى كان أول من يخرج لاستطلاع الكمائن، وهو ما منح الجنود معنويات هائلة وثقة فى أن القائد معهم قلبًا وقالبًا. كما يشير إلى الروح العالية التى سادت بين الجنود، حيث كانوا يُسمح لهم بتبادل الخطابات مع أسرهم أثناء الحرب، وكان هذا يمدهم بطاقة وجدانية نحن فى أمسّ الحاجة إليها اليوم، ويؤكد أن الشباب الحالى يجب أن يدرك أن مصر غالية ، وعليهم أن يحافظوا عليها بالانتماء والوعى. وفى واحدة من أعمق اللمسات الإنسانية التى يرويها عطاالله، يؤكد أن زمالة الميدان صنعت روابط أقوى من الدم، فعلى الرغم من كونه مسيحيًا، كان يصوم مع زملائه المسلمين أثناء الحرب، وظل معهم ما يقرب من 6 سنوات، حتى صارت بينهم صلة دم حقيقية، ويستعيد واقعة إصابته فى أحد الكمائن، حيث حمله زملاؤه المسلمون بأنفسهم إلى المستشفى الميدانى، ثم عاد مرة أخرى لاستكمال القتال دون أن يشعر بثقل الإصابة، قائلا: «لم أدرك حجم إصابتى فى قدمى، وظننت أنها مجرد جرح بسيط، ولم أكتشف بعد مرور 50 عامًا أن الشظية ما زالت مستقرة فى ركبتى اليمنى، بعدما ظهرت فى أشعة الرنين منذ عامين فقط». ويختتم صائد الدبابات شهادته مؤكدًا أن الإصرار والعزيمة هما سر الانتصار، فوقت الحرب لم يكن هناك مستحيل، وكان تنفيذ المهمة هو الأهم، مهما كانت النتائج، واليوم شبابنا فى حاجة لجرعة وطنية حقيقية يعرفون بها قيمة الوطن والانتماء والحب لمصر.