فى عام 2022، رحل الشاعر الإسبانى الكبير أنخل جيندا عن العالم، بعد أن قدم قصائد مؤثرة وفارقة عن الموت، إذ اعتقد دومًا أنه قاتل بالفطرة، بالتحديد لأن أمه ماتت أثناء ولادته. وبعد ثلاثة أعوام من رحيله، وأثناء الإعداد لجمع أعماله ونشرها فى الأعمال الكاملة؛ تم العثور على قصائد لم تُنشر من قبل ومجموعة شعرية كانت تحت التجهيز، بالإضافة لقصائد أخرى أدخل عليها بعض التعديلات والحذوفات. بدأ جيندا حياته كشاعر فى عام 1972 مع ديوان «الشغف والشك» وكان كاتبًا غزير الإنتاج، وبالإضافة إلى شعره، كتب المقالات وترجم للعديد من الكتاب؛ من بينهم الإيطالى سيكو أنجيوليرى، والبرتغالى تيكسيرا دى باسكوا. كان الموت هو الموضوع متكرر والمفضل فى قصائد جيندا، الذى قدمه للعربية الشاعر أحمد يمانى بمختارات شعرية بعنوان «تحت الشجرة السرية للموت» وليس من المستغرب أن يرى الحياة «منظمة فى صناديق تولدون ويضعونكم فى صندوق صغير بيتكم صندوق والغرف صناديق أصغر تصعدون إلى البيت فى صندوق وتهبطون منه فى صندوق تسافرون فى صندوق تنامون وتمارسون الحب فوق صندوق ترون العالم عبر صندوق تغيرون البيت وتضعون كل شىء فى صندوق المصارف وصناديق التوفير تجنى الصندوق وعندما تموتون يدخلونكم فى صندوق». يتضمن الكتاب، الذى يضم الأعمال الكاملة، قصائد نثرية وقصائد صغيرة تميل إلى الحكمة.