يُعرف النظام الأمريكى بإجراءاته شديدة التعقيد والتى أدخلت البلاد مؤخرًا فيما يُعرف ب«الإغلاق الحكومى» فى ظل فشل الكونجرس فى تمرير مشروع قانون حول التمويل الفيدرالى. وألقت الأزمة السياسية المتصاعدة بظلالها على الميزانية فيما يعكس حالة الاستقطاب الحادة التى تشهدها الولاياتالمتحدة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث فشل حلفاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى حشد الأصوات اللازمة للوصول إلى العتبة المطلوبة لتمرير القانون وهى 60 صوتًا من أصل 100 عضو. اقر أ أيضًا | أمريكا.. الإغلاق الحكومى| صراع سياسى يهدد الاقتصاد ومع وقف تمديد تمويل الحكومة الفيدرالية، دخلت الولاياتالمتحدة فى وضع «الإغلاق الحكومى» الذى لم تشهده منذ 6 سنوات مما أدى إلى توقف كافة العمليات غير الأساسية للإدارات الفيدرالية وترك مئات الآلاف من الموظفين المدنيين دون رواتب إضافة إلى تعطيل صرف العديد من أموال شبكة الحماية الاجتماعية. هذا الوضع المعقد لن تقتصر تداعياته على الوضع الداخلى للولايات المتحدة لكن آثاره امتدت بالفعل للخارج وخاصة فيما يتعلق بعمل السفارات والقنصليات الأمريكية حول العالم والتى أجبرها الإغلاق الحكومى على الصمت على وسائل التواصل الاجتماعى وذلك وفقًا لما ذكرته مجلة «نيوزويك» الأمريكية. وأشارت المجلة إلى أن السفارات قلصت عملياتها الرقمية حتى استعادة التمويل الحكومى وأعلنت السفارة الأمريكية لدى المملكة المتحدة فى منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعى أنها لن تُحدّث موقعها الإلكترونى حتى يتم استئناف العمليات بكامل طاقتها لكنها استثنت المعلومات العاجلة المتعلقة بالأمن والسلامة. كما حذرت السفارة من أن خدمات جوازات السفر والتأشيرات المجدولة فى الولاياتالمتحدة وفى سفارات وقنصليات الولاياتالمتحدة فى الخارج ستستمر حاليًا حسب ما يسمح به الوضع. ونشرت حسابات سفارات وقنصليات وسفراء ومكاتب دبلوماسية أمريكية أخرى حول العالم رسائل مماثلة. تأثير آخر للإغلاق الحكومى كشفت عنه شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية يتمثل فى طوابير الانتظار الطويلة فى المطارات، والمسارات المربكة للرحلات، فضلًا عن إغلاق المتنزهات الوطنية التى لا تستطيع تحمل تكاليف إبقائها مفتوحة مع توقف التمويل. كل هذه الأمور تحمل تداعيات كبيرة على قطاعى السفر والسياحة فى الولاياتالمتحدة. وتنعكس هذه الإجراءات المتعلقة بالسفر والتأشيرات على الطلاب والباحثين الدوليين الجدد فى الولاياتالمتحدة، حيث أوصى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بتأجيل أى سفر غير ضرورى، وعدم السفر خارج الولاياتالمتحدة فى حالة الحاجة إلى تأشيرات جديدة للعودة إلى الولاياتالمتحدة. وفى حال أدى الإغلاق إلى وقف عمل قسم مراجعة الإعفاءات التابع لوزارة الخارجية فسيؤدى ذلك إلى تأخير معالجة إعفاءات الطلاب والباحثين الخاضعين لشرط الإقامة فى الوطن لمدة عامين. وخلال فترات الإغلاق السابقة، لم يتمكن الطلاب والباحثون الدوليون الجدد من التقدم بطلبات للحصول على أرقام الضمان الاجتماعى حتى إعادة فتح الوكالة.