هل خطة البيت الأبيض الجديدة بشأن فلسطين إنجاز أم سراب جديد؟ خطة ترامب المكونة من 21 نقطة، والتى يزعم مسئولون أمريكيون أنها تحظى بتأييد واسع من قادة المنطقة وتتوافق مع الخطة الفلسطينية الواردة فى إعلان نيويورك الذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع تطرح الكثير من الجدل والتساؤلات خاصة أنها ليست المرة الأولى التى يطرح فيها ترامب مثل هذه الخطط ونكتشف بعد فترة أنها ليست إلا محاولة للتغطية على عدوان إسرائيل الهمجى ضد الشعب الفلسطينى. من الناحية الشكلية فملامح «الخطة الأمريكية» تتوافق مع خطة الأممالمتحدة، لكن دائما ما يكمن الشيطان فى التفاصيل. ويتمثل أبرز ما تتضمنه الخطة الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين فى غزة ووقف إطلاق نار بشكل دائم فى القطاع أيضا الانسحاب التدريجى للقوات الإسرائيلية من غزة واستبعاد حركة حماس من إدارة القطاع وتشكيل قوة أمنية عربية لتولى مهام الأمن فى غزة وتوفير تمويل عربى للهيئة المقترحة التى تتولى حكم غزة وملف إعادة الإعمار وتؤكد الخطة على مشاركة محدودة للسلطة الفلسطينية فى إدارة غزة ومنذ طرحت تفاصيل الخطة وهى تثير تفاعلا متباينا بين خبراء الشئون السياسية والاستراتيجية، ففى حين يبدى قادة عرب ومسلمون تفاؤلا، يحذر كثير من المحللين من تكرار سيناريوهات سابقة شهدت تراجع ترامب عن مواقفه واستمرار الحرب قرابة عامين فى غزة برعاية أمريكية قدمت خلالها لإسرائيل المال والسلاح واستخدمت حق الفيتو عدة مرة لوقف العدوان على الفلسطينيين وتدمير القطاع وتجويع وقتل المزيد من الفلسطينيين جين كارد الخبيرة الاستراتيجية فى الحزب الجمهورى أكدت أن الأيام المقبلة ستكشف المزيد من التفاصيل حول الخطة، خاصة أن ترامب معروف بتغيير آرائه كثيرًا. وهو ما يؤكده المؤرخ الفرنسى جان بيير فيليو ويقول إن مشروع ريفييرا الشرق الأوسط فى قطاع غزة بدأ يتخذ شكلا ومضمونا داخل إدارة الرئيس الأمريكي فقد عقد ترامب اجتماعا مهما فى وقت سابق بالبيت الأبيض وحضره ستيف ويتكوف مبعوثه الخاص للشرق الأوسط وجارد كوشنر صهر ترامب، وتونى بلير رئيس الوزراء البريطانى الأسبق وكان من الممكن تخيل أن المجاعة التى تهدد القطاع التى يعيشها سكانه ستكون محور الاجتماع إلا أن المناقشات تناولت مشروع ترامب الهادف لتحويل قطاع غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط وتهجير الفلسطينيين !!