منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة فى غزة، لم تتأخر مصر عن أداء دورها التاريخى والإنسانى تجاه أشقائها فى القطاع، لتصبح اليوم أكبر دولة فى العالم تقدم مساعدات إنسانية إلى غزة، عبر جسر ممتد من العطاء لم يعرف الانقطاع بعيدًا عن الدور الرئيسى والمحورى والقائد لمنع التهجير ووقف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطينى من ويلات القذائف الإسرائيلية. على الأرض، تحوّلت الجهود المصرية إلى واقع ملموس، إذ أقامت أكثر من 40 ألف خيمة لإيواء الأسر التى فقدت منازلها، ووزعت ما يزيد على 400 ألف كرتونة غذائية لتأمين احتياجات العائلات فى لحظات العسر. كما أدخلت عبر معبر رفح أكثر من 3000 شاحنة محمّلة بما يقرب من 60 ألف طن من الغذاء والدواء والإمدادات الضرورية. ولأن الأطفال هم الأكثر هشاشة فى زمن الحرب، خصصت مصر خمس قوافل إغاثة لتوزيع لبن الأطفال داخل دور الأيتام والمستشفيات، فيما أنشأت سبعة مخابز ميدانية تنتج يوميًا نحو 12 ألف رغيف خبز فى مناطق النزوح شمال القطاع، لتضمن استمرار الحياة رغم القسوة. هذه الجهود لم تكن مجرد أرقام، بل رسائل طمأنينة وحياة.. فحين يلمح النازحون العلم المصرى، يستشعرون الأمان ويجدون فى مصر حضنًا عربيًا صادقًا وسط العاصفة. إنها مصر، قلب العروبة النابض، التى لم تتخلَّ يومًا عن أشقائها فى أصعب الظروف.. رسالة الشعب المصرى إلى أهل غزة واحدة: «أنتم لستم وحدكم، أنتم فى قلوبنا ودعائنا ووجداننا».. فما يصل من خيام ودواء وغذاء وخبز، ليس مجرد مساعدات إنسانية، بل هو تجسيد لمعنى الأخوَّة الصادقة. فى زمن المحن، تثبت مصر أن الشقيق وقت الشدة هو المعنى الحقيقى للعروبة والإنسانية، وأن يدها ستظل ممتدة بالخير حتى تعود البسمة إلى بيوت غزة من جديد.