بعد غد 6 أكتوبر يوم عجيب! يوم فرح ويوم حزن. يوم انتصار ويوم هزيمة. يوم جمع بين الابتسامات والدموع. فى هذا اليوم انتصر الجيش المصرى عام 1973 بعد هزيمة يونيو عام 1967، وفى هذا اليوم أيضًا قُتل قائد النصر أنور السادات.. سيبقى هذا اليوم من أهم الأيام فى تاريخ بلدنا. فى هذا اليوم أحيى شجاعة الرئيس السادات عندما أُصدر قراره بحرب الكرامة وجعلنا نرفع رؤوسنا بعد الهزيمة. أذكر قيادته الحكيمة الجريئة التى أنهت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُهزم. أذكر تحديه للتحذيرات التى كانت تقول إن الجيش المصرى لن يستطيع أن يعبر القناة بغير قنبلة ذرية! أذكر أنه تحدى الذين أكدوا أن الهزيمة مؤكدة وأنه سيفقد كرسى رئاسة الجمهورية إذا قام بهذه المغامرة. نسى نفسه وتذكر مصلحة بلاده. أثبت أن شجاعة الجندى المصرى وصموده هو قنبلتنا الذرية التى استطاعت أن تحطم الحصون والقلاع. تحية لكل شهيد فى هذه الحرب عندما وضع رأسه على كفه وهجم على الدبابات واقتحم القلاع وقدم شبابه فداء للوطن. تحية لكل ضابط وجندى واجه المدافع، والصواريخ وانهالت عليه القنابل وعبر برغم الألغام. تحية للمعوقين العظام الذين ضحوا ليعود لمصر جمالها ويرتفع علمها. تحية لكل جريح فى هذه الحرب روى بدمه أرضه ليحررها من الاحتلال. تحية لأمهات الشهداء وزوجاتهم وأبنائهم وإخوتهم.. ونؤكد لهم أننا لن ننسى أبدا التضحية التى قدمها هؤلاء الأبطال الذين ضحوا من أجل أن نعيش. فى هذا اليوم أذكر موقف الملك فيصل (ملك المملكة العربية السعودية) فى المعركة، وكيف وعد وأوفى وقاد الدول العربية إلى موقف موحد أذهل العالم. أذكر كيف امتنعت الدول العربية عن مد الغرب بالبترول، وشعر كل بيت فى العالم الغربى بخطورة تضامن العرب. استطاع العرب أن يواجهوا الدول الكبرى مواجهة الند بالند وبدأ كل بيت فى أوروبا ينتفض من البرد بسبب قلة الوقود، وقلّت السيارات فى الشوارع لندرة الوقود، وشعرت دول العالم بأنها على أبواب أزمة اقتصادية، بسبب القرار الجماعى للعرب الذى صدر فى وقت كانت جميع العقول الإلكترونية تؤكد أن العرب لا يمكن أن يتفقوا على المقاطعة. هذا اليوم الخالد هو نعمة غمرنا بها الله.. بعد نداء الجنود «الله وأكبر» وهم يخوضون معركة العبور. الإيمان بالله صنع المعجزات. لا يمكن أن ننسى كيف تحولنا فى يوم وليلة إلى عمالقة، وكيف عادت إلينا البسمة.. وأصبحنا نشعر بقيمتنا وأصبح العالم يسمينا القوة السادسة. وأخيرًا يجب ألا ننسى لأنور السادات فى يوم استشهاده، أنه أعاد وجنودنا البواسل لمصر مجدها!