عقارب الساعة تشير الى الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، بينما شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره.. أسمر اللون.. نصف أصلع.. يرتدي نظارة، وبنطلونا زيتيا، وبلوفر أخضر وتحته قميص أبيض و"كرافت" ومظهره العام ينم عن أناقة ورزانة وهدوء عقل راجح، يتجه مباشرة إلى مصعد وزارة التأمينات، ويحمل في يده حقيبة، وما إن اعترضه رجال أمن المبنى الذين كانوا آخر مايتوقعونه أن يسمعوا أنه جاء ليطلب يد وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية، لرغبته الجامحة لخطبتها والزواج منها! السطور التالية تروي حكاية الشاب بحسب مانشرت جريدة أخبار الحوادث عام 1993، ودار هذا الحوار بينه وبين رجال أمن المبنى الذين تعاظمت الدهشة على وجوههم. _ رايح فين يااستاذ _ عايز أقابل الدكتورة الفاضلة الوزيرة _ هل هناك موعد سابق _ لأ _ حضرتك عايز ايه، وماذا تريد _ انا جاي بصراحة أتقدم للزواج منها وكرر نفس الطلب، فما كان من رجال الأمن إلا أن قاموا باستدعاء مدير إدارة الأمن بالمبنى، بينما ابتسم البعض، والبعض الآخر شعر بالقلق من هذا الزائر الغريب. وقام المدير بتفتيش حقيبة الشاب، وعندما تأكد من عدم وجود مايريد طلبوا منه الانصراف من المبنى، لكنه رفض وأصر على مقابلة الوزيرة، لكن رجال الأمن اخرجوه بالقوة. وبعد 15 دقيقة فوجئوا به يعود مرة أخرى محاولا الدخول فتصدى له رجال الأمن، وتكرر الأمر للمرة الثالثة، فأبلغوا شرطة النجدة التي حضرت على الفور، موضحين بأن الشاب حاول الدخول أكثر من مرة وتسبب في إحداث ضوضاء شديدة. ألقي الضابط القبض على الشاب المتهم واصطحبه إلى قسم شرطة الازبكية، وتم عمل محضر بالواقعة، وذكر في أقواله أنه يدعى عامر محمد عبدالعاطي "35 عاما" مدرس محاسبة سابق بمدرسة عبدالله فكري الثانوية التجارية بالزقازيق. ويستكمل بأنه تقدم باستقالته من المدرسة بعد أن شعر بالاضطهاد، ولكنه يمتلك 6 أفدنة ولايحتاج إلى الوظيفة. وانه توجه إلى مبنى الوزارة كي يقابل الدكتورة الوزيرة لينهي موضوع زواجه منها. وبسؤاله هل سبق دخوله أحد المستشفيات أو دور الرعاية النفسية من قبل أجاب لم يحدث. وانه قام بإرسال خطابات للدكتورة الوزيرة، وكروت معايدة عثر على إحداها داخل حقيبته، ومبلغ ألف جنيه، وخاتم ذهبي، وقرط ودبلتين ذهب أيضا، ومنديل أبيض كان قد اشتراه من أجل المأذون، ووجود أوراق بها ابيات شعر في حب الوزيرة. تم إحالة الشاب إلى النيابة، وكرر نفس أقواله فأمرت النيابة باخلاء سبيله. الجدير بالذكر أنه عندما التقت به أخبار الحوادث، وبحسب مانشرت أنه شخص تحتار في أمره، اذا تحدثت إليه.. طبيعي في كل شيئ الا رغبته في الزواج من الوزيرة، حيث أعجب بشخصيتها القوية، ونشاطها الهائل ووصفها بأنها من أعظم شخصيات المجتمع، وانه ربما يكون قادرا على الاتصال الروحي بينه وبينها! مركز معلومات أخبار اليوم