منذ بدء الثورة اعتمد المصريون كعادتهم على سلاح خفة الدم والسخرية اللاذعة تعبيرا عن غضبهم واحتجاجهم على كثير من الأوضاع السياسية والاجتماعية، التى ثاروا عليها.. فبعد لافتات الاحتجاج المبتكرة وحوارات الأجندة والكنتاكى جاء" بلوفر شفيق " كمحاولة ساخرة للتعبير عن احتجاجهم على استمرار حكومة أحمد شفيق ورغبتهم فى إقالته، حيث دشن لمصريين حملة ساخرة على موقعى الفيسبوك وتويتر، تعكس خفة الدم المصرية التى برزت بقوة منذ بدء ثورة 25 يناير. انطلقت الحملة بعنوان "بلوفر شفيق" فى إشارة للبلوفر الشهير، الذى يرتديه أحمد شفيق رئيس الوزراء منذ توليه رئاسة الحكومة والذى تصادف تسجيله لأكثر من لقاء تليفزيونى به نظرا لجدوله المشحون وقتها. وتزامنت مواعيد تلك اللقاءات لتعكس تعليقاتهم على مواقع الشبكات الاجتماعية مدى رفضهم لاستمرار تلك الحكومة، التى يرون أنها تعتمد على تغيير الوجوه لا السياسات.. فأصبح كل الرفض موجها لرئيسهاو الذين يرفضون استمراره فى منصبه فأتت تعليقاتهم الساخرة لتبعث بتلك الرسالة.. فعلى صفحة "بلوفر شفيق" على الفيسبوك كتب مؤسسه: "الموضوع كله تهريج عشان البلوفر مش هو اللى هيغير شكل الوزراء، روح البدلة (تحوووم) جوة البلوفر"، فى إشارة لبدلة الرئيس السابق مبارك. أصبح "بلوفر شفيق" مثار العديد من التعليقات والمناقشات، حيث تم إنشاء صفحة يهذا الاسم على شبكة الفيسبوك.. وبسرعة تولدت عنها صفحات أخرى، بعضها يحمل الاسم نفسه والبعض الآخر يحمل أسماء أخرى، إلا أن "بلوفر شفيق" مازال القاسم المشترك فيها جميعا. مثل "كلنا بلوفر أحمد شفيق" و"معا لتغيير بلوفر أحمد شفيق"، "القميص اللى ورا بلوفر أحمد شفيق"، "رد الجميل لبلوفر شفيق". وقد انتقت البوابة مجموعة من أبرز تلك التعليقات المتداولة على الفيسبوك: - الشعب يريد إسقاط البلوفر. - وثائق صوفي ليكس تكشف تورط شفيق فى صفقة بلوفرات. - صرح شفيق بأنه سيستقيل بمجرد حلول شم النسيم والتغيير إلى الملابس الصيفية، لأنه لم ولن يرأس الوزارة بدون البلوفر. - شروط قبول ترشيح البلوفر: اتلبس على الأقل 30 مرة ويكون من قطن وصوف مصريين ولم يثبت استعماله خارج البلاد. - أحمد أبو الغيط يصرح: البلوفر ليس تونس وشفيق لن يخلعه أبدا. - أسمع كلامك أصدقك.. أشوف بلوفرك استعجب. - لا لاستبدال البدلة بالبلوفر. - البائعون وكل المحلات التجارية: معتصمون عن بيع البلوفرات حتى يستقيل شفيق. - التليفزيون المصرى الآن: مسيرة مليونية تردد: إحنا آسفين يا بلوفر.. البس اللى أنت عايزه يا شفيق. - من بدلة مبارك إلى بلوفر شفيق.. مصر داخلة على مرحلة "هتتخيط" فيها. - شفيق لوائل غنيم: اوقف معايا فى البلوفر.. هاقف معاك فى الحظاظة والتي شيرت. - عاجل: عمرو موسي يطمع فى بلوفر شفيق وشفيق يرفض التخلى عن البلوفر معلنا تمسكه به حتى آخر فتلة. - إلى أحمد شفيق القاطن فى البلوفر: لا تلبس البلوفر.. البلوفر فيه كم ساق. - أعلن المجلس العسكري عن (انعقاده الدائم) لمحاولة فصل البلوفر عن شفيق.. والله الموفق. - السبب الحقيقي وراء عدم ظهور شفيق مع محمود سعد من يومين.. البلوفر كان فى الغسيل. - المجلس العسكرى يقيل شفيق بعد شهرين "عشان الدنيا هتكون حررت فيقدر يقلع البلوفر". -عاجل: بلوفر شفيق يخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. - مصر خرجت من جلباب مبارك لتعيش في بلوفر شفيق. - عاجل: ائتلاف الثورة يعلن الجمعة القادة مليونية لخلع البلوفرات. - شفيق يستورد بلوفرات نص كم، استعدادا لقدوم الصيف ويقول: لن أخلع البلوفر. - بلوفر شفيق.. يتمدد بالحرارة.. ينكمش بالبرودة.. ويلتصق بالوزارة. - الله.. الوطن. .البلوفر. وعلى تويتر، أصبح الهاش تاج المسمى "بلوفر شفيق" من أكثر الكلمات المفتاحية المتداولة وبلغ الأمر لتأسيس صفحة خاصة مختلقة تحمل اسم شفيق أسسها مجهولون لتبدأ فى بث رسائل مختلقة، وكأنها على لسان شفيق موجهة للمتابعين له كان معظمها يدور أيضا على تمسكه بالبلوفر (منصبه) الخاص به، ومن أمثلتها: - أنا شايف قلة مندسة وأجندات خارجية بتتكلم عن البلوفر بتاعي. - يا جماعة أنا مش حاسيب الوزارة ولا حاخلع البلوفر.. ريحوا نفسكم بقى. - أديني لبست البلوفر وقعدتلكم. - إلى كل اللي بينادوا بالتغيير.. أنا مش حاغير البلوفر. - لما شفت الغنوشي إمبارح وهوه بيستقيل.. قلبي انقبض. - يا جماعة.. اختلاف لون البلوفر لايفسد للود قضية. - لو مابطلتوش كلام عن البلوفر.. حاقول مرتب كل واحد في مصر كام. - محمود سعد بياخد 9 ملايين في السنة وأنا باقعد بس مع اللي بياخدوهم في يوم واحد. - الجيش والشعب إيد واحدة.. بس الإيد التانية فيها عصايا بتكهرب، دي رسالة لكل اللي مش عاجبهم البلوفر. - يحز في نفسي ما ألاقيه من بعض بني وطني من حديث عن البلوفر. - إنني لم أكن يوما طالبا لبلوفر وليس هذا من طبعي.. وسأعمل خلال الأشهر الباقية من رئاستي للانتقال السلمي للبدلة. وكما جذبت تلك الصفحات الكثيرين ليشاركوا بتعليقاتهم الساخرة، جذبت أيضا من ينتقدون تلك التعليقات باعتبارها غير لائقة بالفريق شفيق، إلا أن الرد على المنتقدين كان يوضح أن السخرية من حاكم أو مسئول فهى سخرية للوظيفة وليست للشخص والفريق أحمد شفيق كإنسان يشهد له الكثيرون، وله منا كل الاحترام كإنسان وكمواطن مصرى، أما كرئيس وزراء مصر، فمن حق كل مصرى أن ينتقده ويسخر من أقواله وأفعاله بالإضافة إلى أن الشعب المصرى يتميز بخفة الدم التى تبرز بشدة فى الأزمات.