قد يصعب أن تتخيل عندما تسير فى شوارع القاهرة المزدحمة بالسيارات المتشابكة بالمحاور والطرق أن هذا المشهد قد يتغير من خلال خط حضارى جديد، يمتد عالياً بخطوطه الأنيقة «المعلقة» كأنه جسر بين الحاضر والمستقبل، إنه مشروع مونوريل شرق القاهرة، الذى يتم تنفيذه لأول مرة فى مصر، ليكون تجربة فريدة للتنقل داخل العاصمة . المشروع يُعد أحد أهم المشروعات فى مجال النقل الجماعى التى تنفذها وزارة النقل، ومن المقرر افتتاحه فى نوفمبر المقبل. اقرأ أيضًا | تحويلات مرورية بالجيزة لتنفيذ أعمال إنشائية خاصة بمشروع المونوريل يمتد مشروع مونوريل شرق القاهرة من محطة استاد القاهرة بمدينة نصر وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة ، بطول يبلغ نحو 56.5 كيلومتر، ويتضمن 22 محطة رئيسية، ويتم تنفيذه من خلال تحالف يضم كبرى الشركات العالمية والمحلية، وهي: ألستوم، أوراسكوم، والمقاولون العرب، فى إطار شراكة تستند إلى الخبرة والتكنولوجيا المتقدمة، وتقوم الهيئة القومية للأنفاق حالياً بتشغيله تجريبياً دون ركاب، لاختبار الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والإشارات والتحكم فى المسار قبل التشغيل للجمهور. كما يضم المشروع ورشة للصيانة والعمرات الخاصة بالمونوريل على مساحة 85 فداناً، كما تم توريد قطارات مونوريل شرق النيل بالكامل بإجمالى 40 قطاراً. ولا تقتصر أهمية المشروع على كونه وسيلة نقل جديدة، بل فى دوره الحيوى فى الربط بين إقليم القاهرة الكبرى بالمناطق العمرانية الجديدة شرقاً (القاهرة الجديدة - العاصمة الإدارية الجديدة)؛ حيث يخدم مونوريل شرق النيل مناطق: مدينة نصر، والقاهرة الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث إنه من شأنه تسهيل حركة نقل الموظفين والوافدين من القاهرة والجيزة إليها لاتصاله بالخط الثالث لمترو الأنفاق عند محطة استاد القاهرة بمدينة نصر، ومع المرحلة الثانية من الخط الرابع للمترو عند محطة هشام بركات بمدينة نصر ومستقبلاً مع الخط السادس للمترو فى محطة النرجس بالقاهرة الجديدة، ومع القطار الكهربائى الخفيفLRT)) فى محطة مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة. ويمثل المونوريل، الذى يتم تنفيذه لأول مرة فى مصر، نقلة حضارية نوعية فى أنماط النقل الجماعى، حيث أكد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والنقل، على أهمية المشروع فى المحافظة على البيئة الطبيعية والاجتماعية وصحة المواطنين، نتيجة تقليل التلوث البيئى والضوضاء، من خلال استخدام الطاقة الكهربائية النظيفة، كما يحقق عائدا اقتصاديا نتيجة توفير استهلاك الوقود وخفض معدلات التلوث البيئى، وخفض الاختناقات المرورية بالمحاور والشوارع الرئيسية وجذب نسبة من الركاب لاستخدام هذه الوسيلة بدلاً من استخدام السيارات الخاصة، بالإضافة لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فى أثناء مرحلة تنفيذ المشروع، ثم فى أثناء التشغيل للخط بعد دخوله الخدمة.