سلامًا للسودان.. من العبث الإثيوبى!!

فى الصميم

حمى الله السودان الشقيق.. فلديه ما يكفيه من أزمات ومتاعب مع حرب شنها العملاء لتمزيق الوطن.
والآن يتسبب العبث الإثيوبى والتصرف دون تنسيق أو اتفاق فى تعريض السودان لخطر فيضان مدمر بعد أن ارتفعت مناسيب النيل هناك بشكل خطير نتيجة إطلاق إثيوبيا لكميات مضاعفة من المياه المخزنة لديها بسبب أخطاء التشغيل، وبدون أى انذار مسبق لدولتى المصب: مصر والسودان!!
السلطات السودانية أعلنت أقصى حالات الطوارئ لمواجهة الموقف، ونرجو أن تمر الأزمة بخير، أما فى مصر فلا مخاطر بإذن الله بفضل السد العالى العظيم الذى حمى مصر على مدى ستين عاماً من مخاطر لا تحصى، وظل صمام الأمن المائى لمصر رغم كل التحديات وكافة المؤامرات «!!».. يأتى الفيضان الذى يهدد السودان الشقيق بعد أسابيع من الأحاديث الاثيوبية عن اكتمال بناء سد النهضة وكأنه إنذار بأن المخاوف لدى دولتى المصب (مصر والسودان) مخاوف حقيقية، وأن العبث الإثيوبى لا يمكن أن يستمر، وأنه لا بديل عن اتفاق قانونى ملزم يضمن سلامة تشغيل السد وعدم المساس «بأى وجه من الوجوه» بحصة مصر والسودان من مياه النيل.
وزير الرى الدكتور هانى سويلم ينبه إلى خطر آخر لابد من الانتباه إلى ضرورة التعامل معه فى أى اتفاق مع الطرف الإثيوبى وهو ما يسميه «الجفاف الصناعى أو المصطنع» بعد سنوات الجفاف الطبيعية التى تنخفض فيها واردات النيل لما يصل إلى سبع أو ثماني سنوات، وهو ما يستنفد كل رصيدنا الاحتياطى فى بحيرة ناصر عند السد العالى العظيم، ثم نجد «بعد ذلك» إثيوبيا تحتجز معظم واردات مياه النيل عند سد النهضة لسنوات أخرى، وهو وضع لا يمكن تحمله ولابد من تنظيمه باتفاق ملزم مع الطرف الإثيوبى الذى لابد له أن يدرك أن مصر لن تتنازل عن قطرة ماء واحدة من حصتها الثابتة فى مياه النيل، ولن تقبل أى تهديد لشريان الحياة الرئيسى لمائة وعشرين مليون مصرى!!
باختصار شديد.. سيظل السد الإثيوبى خارج الشريعة والقانون حتى يكون هناك اتفاق قانونى ملزم يضمن حقوق مصر والسودان فى مياه النيل، ويضمن أيضاً سلامة تشغيل السد الإثيوبى وعدم الاضرار بدولتى المصب (مصر والسودان)، نرجو السلامة للسودان الشقيق من مخاطر العبث الإثيوبى وتهديد الفيضان المدمر، وتحية إجلال لبناة السد العالى العظيم، أعظم المشروعات الهندسية بالعالم فى القرن العشرين، وللقائد الذى جسد شموخ مصر واستقلال قرارها وكرامة شعبها، تحية لعبدالناصر العظيم، ولا شماتة فى الذين دعونا ذات يوم لهدم السد لأنه قلل من محصول السردين!!