- خطة الرئيس الأمريكي تبعث على قدر من التفاؤل الحذر - أي مساس بحصة مصر المائية أو بالأمن المائي المصري سيقابل بكل حسم وحزم - الرؤية المصرية تقوم على السلام كخيار استراتيجي - نعمل على الدفع بالتسوية السياسية والسلمية لكل المنازعات في القارة الإفريقية - نطالب بإصلاح منظومة المؤسسات المالية الدولية ليكون أكثر تمثيلًا وديمقراطية ومعالجة قضايا المديونية - القتل الممنهج للفلسطينيين أمر مخجل للعالم والإنسانية في القرن ال21 قبل ساعات من انطلاقه عائداً إلى أرض الوطن، التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع مراسلة "بوابة أخبار اليوم" في نيويورك ليلخص لنا مهام رحلته والتي كانت تضم العديد من الملفات المهمة، وعلى رأسها الوضع المتفجر في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.. وإلى نص الحوار. - سيادة الوزير لعل أبرز حدث وقع على هامش الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القادة العرب والمسلمين بشأن القضية الفلسطينية والحرب على غزة، ما هي تفاصيل وبنود الخطة التي تم طرحها؟ كان اجتماع جيد بالتأكيد خرجنا بانطباعات إيجابية خاصة فيما تعهد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الاجتماع مع القادة العرب والمسلمين بالعمل على إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، وأيضاً التأكيد على الرفض الكامل لضم الضفة الغربية، إلى جانب ضرورة التأكيد على طرح خطة مارشال اقتصادية لإعادة إعمار القطاع مع بقاء أهالي قطاع غزة على أرضهم. والسماح أيضا للفلسطينيين الذين خرجوا من ديارهم بالعودة مرة أخرى إلى قطاع غزة، كل هذه الأمور جيدة وأمور تبعث على قدر من التفاؤل الحذر. ونأمل في أن يقوم الرئيس ترامب بطرح رؤيته الخاصة بالسلام في المنطقة والعمل على إنهاء هذه الحرب الغاشمة، التي أكلت الأخضر واليابس وأدت إلى استشهاد أكثر من 63,000 فلسطيني.. ماذا ننتظر حتى نوقف هذه الحرب الغاشمة وهذا العدوان الغادر على سكان القطاع. - ماذا سيكون وضع كل من السلطة الفلسطينية وحماس بعد انتهاء الحرب؟ هناك إجماع عربي إسلامي على الأهمية البالغة لتمكين السلطة الفلسطينية باعتبار أنها السلطة الشرعية التي ستتولى إدارة القطاع، والتأكيد على الوحدة الإقليمية الكاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكان لدى مصر، طرح وهو الذي يتم الدفع به الآن، وهو وجود لجنة إدارية من التكنوقراط ستتولى إدارة القطاع بشكل مؤقت لحين تمكين السلطة الفلسطينية، وأكدنا مراراً وتكراراً بأن هذه الترتيبات انتقالية من أجل تأسيس لتجسيد الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة والقطاع غزة والقدس الشرقية. - قدمت مصر إلى مجلس الأمن في مطلع الشهر الجاري خطاباً بعد إعلان إثيوبيا تشغيل سد النهضة.. ما هي الخطوة التالية للحفاظ على حق المصريين في مياه النيل؟ ما أقدمت عليه إثيوبيا بشكل واضح يعد تهديدًا وجودياً لمصر، ومصر لن تقبل على الإطلاق بأي مساس بحقوقها المائية، ومصر أعلنت مراراً وتكراراً بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، ونرفض السياسات الوحدوية الإثيوبية، ولن تستطيع إثيوبيا أن تفرض إرادتها. بالتأكيد إن أي مساس بحصة مصر المائية أو بالأمن المائي المصري سيقابل بكل حسم وبكل حزم، وفقاً لما كفله القانون الدولي لنا للدفاع عن مصالحنا الوجودية. - ما هي الرؤية التي طرحتها مصر في الدورة ال80 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟ ما تم طرحه أمام الجمعية العامة يعكس بطبيعة الحال رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية المصرية، في ظل ما نواجه من تحديات خطيرة للغاية بعضها يمس الأمن القومي المصري مباشرة وبعضها وجودي مثل قضية المياه. فالرؤية المصرية تقوم على السلام كخيار استراتيجي، وهذا أمر مهم للغاية، مصر هي التي قادت عملية السلام في المنطقة وهي ملتزمة بطبيعة الحال وتدفع بشكل كامل في اتجاه وقف هذه الحرب الغاشمة والظالمة على قطاع غزة، ووضع حد لهذه الحرب. كما تعمل مصر على دفع التسوية السياسية والسلمية لكل المنازعات سواء في القضية الفلسطينية أو في ليبيا أو السودان أو اليمن أو في سوريا أو في كل المناطق في القارة الإفريقية، لأن الرؤية المصرية تستند إلى أنه لا توجد أي حلول عسكرية للأزمات التي تعصف بالمنطقة و بالقارة الأفريقية. ومن ثم، مصر دائماً في طليعة الدول التي تؤكد على احترام القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة والدفع في اتجاه السلام والتنمية. أيضا الرؤية المصرية تقوم على أن هناك تحديات خطيرة تواجه النظام الدولي، ويتعين العمل على إصلاح المنظومة الدولية سواء في الشق الخاص في قضية السلم والأمن الدوليين ممثلة في مجلس الأمن لا بُد من إصلاحه، وأن يكون أكثر ديمقراطية في تمثيل القارة الإفريقية ورفع الظلم التاريخي عن القارة من خلال إعطاء مقاعد دائمة وغير دائمة للقارة الإفريقية. وأيضاً لا بد من إصلاح منظومة المؤسسات المالية الدولية سواء صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو خلافه ليكون أكثر تمثيلا وأكثر ديمقراطية.. لا بُد من معالجة لقضية المديونية وقضية تمويل التنمية والتمويل تغير المناخ.. كلها قضايا مهمة وهناك رؤية مصرية شاملة قوامها التركيز على إصلاح الأممالمتحدة وإصلاح المنظومة متعددة الأطراف والعودة إلى القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان واحترام ميثاق الأممالمتحدة. هذه الرؤية تقوم على التشارك في تحمل العبء والدفع في اتجاه الحلول السلمية لكل المنازعات التي يواجهها إقليم الشرق الأوسط والتي يواجهها العالم. - ختاماً.. في ظل كل هذه التحديات.. هل لديكم تفاؤل فيما هو قادم؟ بشأن إنهاء الحرب في غزة في وقت قريب نعم، نأمل ذلك.. اللقاء بين الرئيس ترامب وعدد من القادة الدول الإسلامية كان جيدا تحدث فيه الرئيس ترامب بشكل واضح عن مسائل شديد الأهمية وهو رفض ضم قطاع غزة وأيضاً أشار إلى أعمال تنفيذ خطة اقتصادية كبيرة، والسماح للسكان بالعودة إلى داخل القطاع كل هذه الأمور قوية وتبعث علي قدر من التفاؤل، نحن ننتظر طرح هذه الرؤية بشكل رسمي، وتجسيد ذلك على أرض الواقع وفرض وقف إطلاق النار على الطرف الإسرائيلي، لأن ما يحدث الآن من تجويع الفلسطينيين أمر لا يمكن أن يقبله الضمير العالمي، هذا القتل الممنهج أمر مخجل للعالم في القرن ال21.. نحن ننتظر أن يتم الإعلان عن هذه الرؤية في أسرع وقت ممكن حتى يتم وقف هذه الحرب الظالمة بشكل فوري. اقرأ أيضًا | ترامب: الجميع على أهبة الاستعداد لحدث استثنائي لأول مرة بالشرق الأوسط