تعقد الجمعية العمومية للمنظمة الطيران المدنى الدولى «الإيكاو» كل ثلاث سنوات بمشاركة ممثلى 193 دولة وأكثر من 50 منظمة دولية، وتعد أعلى سلطة تشريعية فى المنظمة، إذ تحدد السياسات العامة للطيران المدنى الدولى وتعتمد المعايير والتوصيات الخاصة بالسلامة والأمن والاستدامة . وشهدت مدينة مونتريال الكندية حضورًا مصريًا لافتًا خلال اجتماعات الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للمنظمة (الإيكاو)، حيث شارك الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى على رأس وفد رفيع المستوى ضم عمرو الشرقاوى رئيس سلطة الطيران المدني، وريم العرابى الممثل المناوب لمصر فى مجلس الإيكاو، وعددًا من مسؤولى القطاع. اقرأ أيضًا| وزراء الطيران الأفارقة يبحثون تعزيز معايير السلامة وتطوير البنية التحتية وأكد الوزير سامح الحفنى فى كلماته ومشاركاته أن مصر بما تملكه من موقع جغرافى متميز وخبرة متراكمة، تسعى لتأكيد مكانتها كمركز إقليمى رائد للطيران المدني. وأوضح أن الدولة المصرية تولى اهتمامًا خاصًا بتطوير المنظومة الجوية عبر تحديث المجال الجوي، وتطوير المطارات، وتبنى الحلول الذكية والرقمية، بما يواكب التوجهات العالمية نحو السلامة والاستدامة والتحول الرقمي. وأشار الوزير إلى أن الرؤية المصرية تقوم على دعم التعاون الدولى والإقليمي، تعزيز الاستدامة البيئية من خلال الالتزام بآلية CORSIA، والتوسع فى استخدام الوقود المستدام (SAF)، إلى جانب تمكين الكوادر البشرية وتعزيز دور المرأة فى القطاع. وعلى هامش الاجتماعات، وُقّعت عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم أبرزها مذكرة تعاون بين مصر وسلطنة عُمان لتعزيز التعاون الثنائى وتوسيع حقوق التشغيل بين شركات الطيران الوطنية، ومذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولى للنقل الجوى (IATA) لتطوير منظومة السلامة الجوية وفق أحدث المعايير الدولية. كما بحث الحفنى مع نظيره السعودى المهندس صالح الجاسر سبل توحيد المواقف داخل الإيكاو، مؤكدين على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والرياض لضمان تمثيل عربى قوى وفعّال فى مجلس المنظمة. وعلى المستوى الإفريقي، عقد الوزير اجتماعًا مع وزير النقل الأنجولي، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون فى مجالات السلامة، التدريب، والصيانة، وأعلن الجانب الأنجولى دعمه لترشح مصر لعضوية مجلس الإيكاو.. كما شارك الحفنى فى الاجتماعات الوزارية لمنظمة الطيران المدنى الإفريقى (الأفكاك)، التى أكدت أهمية وحدة الموقف الإفريقى وتبنى مبادرة السوق الموحدة للنقل الجوى (SAATM). وحرص الحفنى على تكثيف اللقاءات الثنائية مع مسؤولى دول عدة من بينها ألمانيا، كندا، اليابان، البرازيل، وآيسلندا.. وقد تناولت المحادثات قضايا الرقمنة و تحديث المنظومات التشغيلية وتعزيز الربط الجوى وتوسيع مجالات التعاون فى السلامة الجوية والطيران منخفض التكاليف. كما التقى الحفنى بمسؤولى منظمات وشركات دولية كالمفوضية الأوروبية، اليوروكنترول، وهيئة أمن النقل الأمريكية (TSA)، وشركة INEO Energy الفرنسية المتخصصة فى أنظمة الاتصالات والملاحة.. و ركزت هذه اللقاءات على تحسين إدارة الحركة الجوية وخفض الانبعاثات وتعزيز التحول الرقمى فى القطاع. وأبرزت المشاركة المصرية فى مونتريال حرص الدولة على الانفتاح وتوسيع دوائر التعاون الدولي، بما يعزز من تنافسية قطاع الطيران الوطنى ويضع مصر فى قلب صناعة النقل الجوى العالمي. وأكد الحفنى أن رؤية مصر تقوم على الجمع بين السلامة والاستدامة و تطوير البنية التحتية والتشريعات الوطنية و دعم الأجيال القادمة وتوسيع الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية بما يحول القاهرة إلى محور رئيسى لحركة النقل الجوى بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا اللاتينية. وفى ختام مشاركته شدد الحفنى على أن مصر ماضية فى تنفيذ استراتيجية شاملة تجعل من صناعة الطيران المدنى رافدًا أساسيًا للتنمية الاقتصادية المستدامة وعنوانًا للتكامل الإقليمى والتعاون الدولى .