فى مقال للكاتب الإسرائيلى آرى شيبت فى صحيفة «هاآرتس» «إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة.. الفلسطينيون متجذرون فى هذه الأرض ولا حل لهم إلا الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال». الصلف والغرور والغطرسة الإسرائيلية وتحدى العالم تجاوز كل الحدود والخطوط الحمراء وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الشخص الوحيد المهيمن على مقدرات الأمور فى المنطقة الآمر الناهى فى كل ما يتعلق بمستقبلها رافضًا تمامًا إقامة دولة فلسطينية تحت أى مسمى وما زال يعد الشعب الإسرائيلى واليمين المتطرف الذى ينتمى إليه بأن الدولة الفلسطينية لن ترى النور أبدًا مهما حصلت على اعترافات دولية ومهما خرجت المظاهرات فى جميع أنحاء العالم تدعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. وبمنتهى التبجح وقف نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يلقى كلمته غير عابئ بالضجيج الذى صاحب صعوده إلى المنبر وانسحاب أغلب الحاضرين من ممثلى الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة ولم يتبق فى القاعة إلا عدد قليل استدعاهم نتنياهو ليدعموا كلمته التى استغرقت 41 دقيقة متجاوزًا بذلك الوقت المحدد وهو 15 دقيقة فقط. نتنياهو لم يعر أى اهتمام لموافقة 14 دولة فى مجلس الأمن على قرار بوقف الحرب فى غزة فورًا، وكل ما شغله الفيتو الأمريكى الذى أوقف صدور هذا القرار ولم يحرك ساكنًا أمام المظاهرات التى اجتاحت العالم تأييدًا للشعب الفلسطينى والطالبة بوقف الحرب فى غزة ولم يهتم بتراجع شعبية إسرائيل فى المجتمع الأمريكى على مستوى الحزبين الجمهورى والديمقراطى وهو ما اعترف به الرئيس الأمريكى ترامب وقال إنه يسبب له قلقًا كبيرًا. يوم الثلاثاء الماضى التقى ترامب القادة العرب والمسلمين المشاركين فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وعرض عليهم لأول مرة خطة متكاملة لوقف الحرب فى غزة تتضمن 21 بندًا أهمها إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء والأموات دفعة واحدة ووقف كامل لإطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس مع العفو عن قادة الحركة إذا ما غادروا القطاع ونشر قوة أمنية عربية لحفظ الأمن مع اشتراك محدود للسلطة الفلسطينية فى إدارة القطاع وضمانة أمريكية أن إسرائيل لن تضم أراضى من الضفة وإنشاء صندوق عالمى لإعادة إعمار غزة. وطلب القادة العرب والمسلمون من ترامب ضمانات أيضًا ألا تقوم إسرائيل ببناء أية مستوطنات فى قطاع غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وتأكيد إسرائيلى على عدم ضم أية أراض من الضفة الغربية وعدم المساس بالمسجد الأقصى. والموقف الآن معلق على لقاء ترامب ونتنياهو المرتقب وهل سيشهد توافقًا إسرائيليًا أمريكيًا على هذه الخطة. وقد يطلب ترامب جدولاً زمنيًا من نتنياهو لإنهاء الحرب.. فهل يستجيب نتنياهو أم يعرقل كل شىء كالعادة. .. وشهد شاهد من أهلها منذ أيام جمعتنى الصدفة مع مجموعة أصدقاء وكان الحديث بالطبع يدور حول الحرب فى غزة والاحتمالات المختلفة لحلحلة الأزمة.. وكان رأيى أن الحل لابد أن يأتى من الداخل الإسرائيلى، فالرفض الشبابى لسياسات نتنياهو واليمين المتطرف أصبح أمرًا لا يمكن إنكاره أو تجاهله والغضب من تأزم الوضع الداخلى يفرض نفسه على الحياة اليومية حتى أن المتابعين والمراقبين يتساءلون «أليس هناك رجل رشيد فى هذه الدولة يقودها إلى بر الأمان»؟ الكاتب الإسرائيلى الشهير آرى شيبت كتب مقالًا فى صحيفة «هاآرتس» بعنوان «إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة» قال فيه: يبدو أننا نواجه أصعب شعب فى التاريخ ولا حل لهم إلا الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.. يبدو أننا تجاوزنا نقطة اللا عودة.. إذا كان الوضع هكذا ليس هناك طعم للعيش فىهذا البلد وعلينا مغادرة البلاد ومراقبة دولة إسرائيل وهى تلفظ أنفاسها الأخيرة! وتابع: القوة الوحيدة فى العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها هى الإسرائيليون أنفسهم من خلال خلق سلطة سياسية جديدة تعترف بواقع وحقيقة أن الفلسطينيين متجذرون فى هذه الأرض. صدق الكاتب الإسرائيلى الذى اعترف ضمنًا أن إنقاذ إسرائيل يأتى من الداخل من خلال تغيير النظام الحاكم وإجراء انتخابات جديدة تأتى بحكومة جديدة يسهل التفاهم معها.