أصالة لمع أيتها المدينة الرهيبة حيث لا يتوقّف المطرُ أبداً كيف لا تغسلين شيئاً من هذا التعب؟التعب تعبي لا أحد يراه يقطن فى قلبى مثل نواة الثمرة القاسية وحين ينزل المطر يظلّ كما هو محميّاً جيداً داخل شىء شديد هشاشة أيتها المدينة الرهيبة ليس فقط الوجع الذى كبر خلف هذا الجدار ليس فقط الوحدة التى نمت بيننا ككيانٍ رائع الكمال وإنّما أيضاً الهواء الذى انسحب وأثر الزمن الذى ذاب مثل صورة فى حلم كل هذا بيننا أيتها المدينة كل هذا وعاطفة شديدة من تلك التى لا نبلغها إلا بالبكاء أيتها المدينة الرهيبة لا دافع لى اختناقٌ بيننا وشوارعك التى لم تعد تدعونى أهدمُكِ داخلى فى الليل وأرحل إلى مدينة صوتها يشبه صوت أبى لكنكِ تهدميننى فى الصباح فيما أنا أذوب فيك مادّة حيّة بنواة قاسية، كلما نفيتُ وجودك أكّدتِ وجودى لكن الأمر يبدو لى كأنه انتهاك تعب وكلما أوشكتُ على أن أقول شيئاً يؤلمنى مسبقاً سوء الفهم لم أعرف أبداً ماذا أريد ولا كيف امتلأت كل هذه الصناديق بالدموع تهتُ كثيراً وبكيتُ كثيراً وما زلتُ أعيش فى مدينة لا ينقطع فيها المطر أبداً أجرّ تعبى معى مثل كلب عجوز أحتفظ فى يدى بايماءة ميتة، فى عينيّ بقنديل قديم، وعلى جدار لا ينبت عليه العشب بظلِّ امرأة لم تكن تحب البكاء تٌحًدّث المدينة الرهيبة عن التعب وتبكى.