في خطوة تاريخية تعد امتدادًا لسلسلة من الاعترافات الأوروبية بالحق الفلسطيني في الأرض، انضمت فرنسا للركب بعد إعلان رئيسها إيمانويل ماكرون أمام الأممالمتحدة الاعتراف بدولة فلسطين. الإعلان الفرنسي أثار حالة من تباين ردود الأفعال داخل فرنسا وخارجها والتي استعرضتها صحيفة لوموند الفرنسية. اقرأ أيضًا: تباين ردود أفعال الأحزاب السياسية الفرنسية بعد اعتراف باريس بدولة فلسطين فوفقا للصحيفة الفرنسية فقد وصف إعلان ماكرون، من على منبر الأممالمتحدة، اعترافه رسميًا بدولة فلسطين، في بالخطوة "التاريخية" لكنها تبقى في الوقت الراهن ذات طابع رمزي بالدرجة الأولى. وأضافت أن الإعلان الفرنسي جاء في إطار قمة حول مستقبل حل الدولتين، دعا إليها الرئيس الفرنسي وشاركت في رئاستها السعودية، بعد أشهر من مشاورات دبلوماسية مكثفة لحشد دعم دولي لخطة سلام جديدة. أمام هذا الإعلان، وضع ماكرون شروط للإعتراف بفلسطين تمثلت في فتح سفارة فرنسية في الدولة الفلسطينية المستقبلية إضافة إلى الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ترحيب فلسطيني من جانبها، رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة الفرنسية ووصفتها بأنها "قرار تاريخي وشجاع". حيث دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة متلفزة أمام الأممالمتحدة حركة حماس إلى تسليم السلاح، معلنا إدانته لهجمات الحركة ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. انتقاد أمريكي على جانب آخر، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف الفرنسي بمثابة "مكافأة لحماس"، وفق ما نقلته عنه المتحدثة باسمه كارولين ليفيت، مضيفةً أنه سيوجه الثلاثاء خطابًا أمام الجمعية العامة يهاجم فيه "المنظمات العالمية" والدول التي اعترفت بدولة فلسطين. بدوره، قال السفير الأمريكي في باريس تشارلز كوشنر إن "حماس تحتفل اليوم"، وأن تلك الاعترافات بمثابة إعلان نصر لها. جدل وتباين داخلي بفرنسا في الداخل الفرنسي، رفعت 86 بلدية تقودها أحزاب يسارية – بينها ليون ورين ونانت وسان دوني – العلم الفلسطيني على واجهة مقراتها، رغم تحذيرات وزارة الداخلية. بينما في في إيطاليا، شارك نحو 500 ألف شخص في مسيرات تضامنية مع الفلسطينيين شملت 65 مدينة. تصعيد في غزة رغم الاعتراف بفلسطين جاء الإعلان الفرنسي، متزامنا مع استمرار التصعيد العسكري بقطاع غزة، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 46 شخصًا جراء غارات إسرائيلية يوم الاثنين. كما خرج مستشفيان في مدينة غزة عن الخدمة بسبب القصف المتكرر في محيطهما، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. غضب إسرائيلي من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها لن تسمح لأسطول دولي متجه إلى غزة بكسر الحصار المفروض على القطاع، متهمةً المنظمين بأنهم يعملون لحساب حركة حماس ويخدمون مصالحها.