قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، إنها حذرت إسرائيل من الإقدام على ضم أجزاء من الضفة الغربية كرد فعل على اعتراف المملكة المتحدة بالدولة الفلسطينية. وفى مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية قبل مشاركتها فى مؤتمر بالأممالمتحدة، ورداً على سؤال عما إذا كانت تخشى أن تستخدم إسرائيل هذا الإعلان كذريعة لضم الضفة الغربية، قالت كوبر إنها أبلغت نظيرها الإسرائيلى بضرورة عدم الإقدام على مثل هذا التصرف. اقرأ أيضًا | وزيرة خارجية بريطانيا تحذر إسرائيل من ضم أراضي الضفة الغربية وأكدت أن القرار البريطانى جاء انطلاقاً من الحرص على أمن إسرائيل وأمن الفلسطينيين، مشددة على أنه يهدف إلى حماية السلام والعدالة وضمان الأمن فى الشرق الأوسط، وأن المملكة المتحدة ستواصل التعاون مع شركائها فى المنطقة لتحقيق ذلك. وأشارت كوبر إلى أن المتطرفين من الجانبين يسعون لتقويض أى فرصة لحل الدولتين، مؤكدة أن بريطانيا تتحمل التزاماً أخلاقياً بإحياء هذا الحل. وقالت: «الأسهل أن نستسلم ونقول إن الأمر صعب للغاية، لكننا نرى أن هذا خطأ، خاصة بعد ما شهدناه من دمار ومعاناة. وكما نعترف بإسرائيل دولة، فعلينا أيضاً أن نعترف بحقوق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم». وبالتزامن مع هذا الاعتراف، غيَّرت مواقع الحكومة البريطانية «الأراضى الفلسطينيةالمحتلة» على خرائطها، إلى دولة فلسطين. وفى فرنسا، وضعت سلطات العاصمة باريس على برج إيفل العلمين الفلسطينى والإسرائيلى عشية اعتراف جمهورية فرنسا بالدولة الفلسطينية. وتم تثبيت شاشة عند مستوى الطابق الأول تعرض الأعلام إلى جانب حمامة السلام، فيما أضُىء البرج باللون الأبيض. وقالت عمدة باريس آن إيدالجو على صفحتها على شبكة «بلوسكاى» مرفقة رسالتها بصورة لبرج إيفل مع الأعلام: «باريس تدعم مبادرة رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، باريس تؤكد من جديد التزامها بالسلام، الذى بات أكثر من أى وقت مضى ممكنًا فقط من خلال تنفيذ مفهوم الدولتين». فى الوقت نفسه، وجهت المملكة العربية السعودية تحذيراً آخر إلى تل أبيب مفاده أن ضم أى جزء من الضفة الغربية سيؤدى إلى «تداعيات كبرى فى جميع المجالات»، وذلك بحسب تقرير بثته القناة 12 العبرية. وأوضحت القناة: إن الرياض لم تحدد الخطوات التى قد تتخذها فى حال تنفيذ الضم، لكنها قد تعلن رسمياً أن مسار التطبيع مع إسرائيل قد انتهى، أو تعيد إغلاق مجالها الجوى أمام الرحلات الإسرائيلية بعد أن فتحته عام 2022. وفى المقابل، انتقد متحدث باسم الخارجية الأمريكية، أمس، الاعتراف بدولة فلسطين من قبل حلفاء واشنطن واصفا إياه ب «الاستعراضى». وأضاف المتحدث: «نواصل إعطاء الأولوية للدبلوماسية الجادة على الشعبوية. أولوياتنا واضحة وهى إطلاق سراح الرهائن وأمن إسرائيل وسلامها وازدهارها فى جميع أنحاء المنطقة، وهو ما سيكون مضموناً عندما لا تكون حماس كذلك». وفى هذا السياق، أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وجّه فى الأيام الأخيرة تعليمات خاصة لعدد من نواب ووزراء حزب الليكود بعدم الدفع علنًا نحو خطوات ضم الضفة الغربية، خشية انعكاسات سلبية فى ظل تزايد اعتراف دول غربية بدولة فلسطين فى الأممالمتحدة. وبحسب تقرير أولى نشره موقع i24 نيوز وأكده مسئول إسرائيلى، فقد جرى إطلاع بعض الشخصيات فى الليكود على الموقف، حيث شدّد مكتب نتنياهو على أنّ المطالبات العلنية بفرض «السيادة الآن» تُلحق الضرر، مضيفًا أنّ «رئيس الوزراء يعرف متى وكيف يتصرف». وصرح وزير الأمن القومى فى حكومة الاحتلال، اليمينى المتطرف «إيتمار بن غفير»، بأنه لو كان رئيساً للوزراء لأصدر أمراً باعتقال الرئيس محمود عباس. وتأتى هذه الدعوة التحريضية، التى نقلتها مصادر عبرية، كرد فعل مباشر على موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وتمثل دعوة صريحة لتدمير السلطة بالكامل. وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج: إن اعتراف دول غربية بدولة فلسطين هو يوم حزين بالنسبة لمن يسعون إلى السلام، لكنه لن يُجدى نفعاً.