بين الدموع والركام، ظهر طفل يحمل أخاه على كتفه ويبحث عن أمه، ليتحول إلى رمز عالمي للمأساة، قبل أن تمتد يد مصر لتنتشله مع أسرته من أتون القصف وتعيد إليهم الحياة. ◄ صرخة الإنسانية iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="576" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/9zi5wcFRc2s" title="مصر تنقذ طفلي "شارع الرشيد" من ويلات حرب غزة" width="315" في شوارع النزوح الموحلة، وبين غبار الركام ودخان القصف، ظهر طفل فلسطيني لم يتجاوز العاشرة، يحمل أخاه الأصغر على كتفه. كان يمشي مترنحًا، باكيًا، يصرخ باسم أمه التي ابتلعها الغياب. لم يكن يحمل شيئًا من الدنيا سوى جسد صغير بين ذراعيه، ودموع لم تجف منذ اللحظة التي فقد فيها عائلته. كل خطوة كانت حكاية، وكل دمعة كانت صرخة. الطفل الذي خرج من تحت وابل النيران لم يكن يدرك أنه سيتحول إلى رمز عالمي، وأن صورته ستجوب الشاشات ومواقع التواصل، شاهدة على قسوة حرب لا ترحم. ◄ طريق النزوح على الطريق الممتد من شمال غزة إلى جنوبها، سار الطفل. لم يسنده سوى إصراره على إنقاذ أخيه الرضيع. الطريق كان طويلًا، محفوفًا بالخوف والجوع والعطش، لكنه ظل يسير، ينادي: «يمّا... وينك يا يمّا؟» لم تجب الأم، لكن العالم أجمع سمع النداء. اقرأ أيضا| فيديو وصور| بعد أن أبكى العالم.. طفل غزة الباكي مع شقيقته في رعاية «اللجنة المصرية» ◄ أيقونة على الشاشات حين انتشرت صورته، تفاعل معها الملايين حول العالم. الطفل الذي بدا أصغر من أن يتحمل عبء النزوح، صار رمزًا لمعاناة شعب كامل. صورة واحدة اختصرت حكايات آلاف الأطفال الذين فقدوا أهلهم وبيوتهم في لحظة. ◄ يد مصرية تمتد وسط هذا الزخم، كانت هناك جهود إنسانية مصرية تتحرك بصمت. لجنة الإغاثة المصرية لأهالي غزة تابعت القصة منذ بدايتها، وبدأت رحلة بحث مضنية وسط الدمار والدموع. يقول أحد أعضاء اللجنة: «العالم كله شاف الطفل وهو شايل أخوه وبيجري من القصف والجوع. ماقدرناش نسيب المشهد يعدي. لبّينا النداء ووصلنا ليهم. دلوقتي الطفلين في حضن اللجنة المصرية، في أمان». ◄ من المأساة إلى الأمان تمكنت اللجنة من نقل الطفلين إلى مخيمها الإغاثي، حيث استقبلا بالملابس والغذاء والماء، ووجوه حانية احتضنتهما بعد صدمة الرحلة. لكن المعجزة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد نجحت الجهود المصرية في جمع شمل الأسرة التي ضاعت بين طرق النزوح. هناك، تحت سقف واحد، عاد الطفلان إلى أحضان أهلهما، وعاد الأمل يتسلل إلى عيون أنهكتها المأساة. بقيت صورة الطفل حاضرة: جسد صغير يحمل جسدًا أصغر، يصرخ باسم أم لن تعود. مشهد سيظل محفورًا في ذاكرة العالم كأيقونة للبراءة المهددة، وللأخوة التي انتصرت على الرعب. ووسط هذا الظلام، كانت يد تمتد من مصر، تكتب نهاية مختلفة للقصة، وتجعل من الحكاية شاهدًا على أن الإنسانية لا تزال قادرة على الانتصار