هاربًا من جحيم القصف الإسرائيلي والدمار، خرج طفلٌ فلسطيني صغير يحمل على كتفيه شقيقته الرضيعة تائهًا نحو المجهول في رحلة نزوح قاسية إلى جنوب القطاع المنكوب، وعيناه تغرق بالبكاء، ويردد بمرارةٍ مفجعة كلمة «يما»، التي روت قصة فقدٍ وجوعٍ وخوفٍ.. في يوم 18 سبتمبر الجاري، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو التقطه أحد الكاميرات، يظهر طفلاً فلسطينيًا حافي القدمين يحمل شقيقته الرضيعة على كتفيه أثناء رحلة نزوح نحو جنوب قطاع غزة، وهما تائهان بلا أبٍ أو أمٍ أو أي فردٍ من العائلة، يواجهان المجهول وحدهما. بعد ذلك، تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المقطع بكثافة، وأبدوا اندهاشهم وحزنهم في ذاات الوقت، البعض وصف صوت الطفل بأنه «مفجع إلى أبعد حد» وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال فقدوا طفولتهم ومأواهم وكل شيئ.. مشهد يهتز له عرش الرحمن: طفل يخرج من غزة دامع العينين، حافي القدمين، يحمل شقيقته الصغيرة على ظهره، هاربًا من جحيم القصف والدمار. اللهم إنّا نشكو إليك ضعف قوّتنا، وقلّة حيلتنا، وهواننا على الناس. اللهم أنت ربّ المستضعفين وناصر المظلومين، لا إله إلا أنت. سبحانك، لا حول ولا قوّة... pic.twitter.com/l65wEF60Sb — hafid derradji حفيظ دراجي (@derradjihafid) September 19, 2025 تداعيات انتشار الفيديو بعد انتشار مقطع الفيديو بشكل واسع، انهالت التعليقات والتغريدات التي تتساءل عن مصير آلاف الأطفال الذين يعيشون نفس المصير في ظل القصف والحصار الإسرائيلي الغاشم المستمر حتى اللحظة. كتب أحد الناشطين عبر تطبيق "إنستجرام" وصفًا موجعًا لمشهد الطفل وشقيقته: «صوت ألمه مفجع إلى أبعد حد... كم بلغ حال هؤلاء الأطفال الأبرياء من البؤس؛ فقدوا طفولتهم، فقدوا عائلاتهم وذويهم، فقدوا كل شيء»، فيما تحول هذا التفاعل الرقمي بشأن مقطع الفيديو إلى منصة لمناشدة الضمير الدولي وإثارة الانتباه إلى الكارثة الإنسانية المتسارعة في القطاع. استجابة عاجلة من اللجنة المصرية لإغاثة أهالي قطاع غزة iframe allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture; web-share" allowfullscreen="" frameborder="0" height="763" referrerpolicy="strict-origin-when-cross-origin" src="https://www.youtube.com/embed/9zi5wcFRc2s" title="مصر تنقذ طفلي "شارع الرشيد" من ويلات حرب غزة" width="429" بعد تداول الفيديو عبر مواقع التواصل بشكل واسع، قامت اللجنة المصرية لإغاثة أهالي قطاع غزة بالتدخل الفوري لاحتضان الطفلين وتقديم الرعاية اللازمة لهما، لتحاول تلميس جراحٍ كبيرة وتقديم دفءٍ ولو جزئي لهؤلاء الذين حُرِموا من أبسط حقوقهم. حيث نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل، أن الطفلين أصبحا في أحضان اللجنة المصرية لإغاثة أهالي قطاع غزة، التي عملت على تأمين احتياجاتهما الأساسية وتقديم الدعم النفسي والطبي الأولي، في استجابة إنسانية وسط أزمة خانقة. مأساة نزوح جماعي وحصار خانق مقطع الفيديو للطفل وشقيقته لم يكن حدثاً معزولاً عن واقع متفاقم؛ فالتقارير المتداولة تشير إلى نزوح أعداد هائلة من المدنيين الفلسطينيين داخل قطاع غزة. وأفادت أنباء الدفاع المدني بغزة، بأن نحو 480 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة يوم الجمعة، مقارنةً بحوالي 450 ألفاً في اليوم السابق من تاريخه، ما يدل على تصاعد موجات التشريد الجماعي مع كل تصعيد عملياتي للجيش الإسرائيلي في القطاع. فهذا النزوح المتكرر، يُصاحبَه قصفٌ جوي ومدفعي واسع، وتدمير أحياء سكنية كاملة، وبالتالي يصبح هناك صعوبة في انتشال الشهداء والجرحى من تحت الأنقاض بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية الغاشمة المستمرة. روايات ميدانية وانتقادات داخلية عن استراتيجية العنف في خلفية هذا المشهد الإنساني، ظهرت آراء من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية نفسها تنتقد نتائج العمليات العسكرية في القطاع الكلوم، حيث نقلت تقارير عن تصريحات جندي احتياط أفاد بأن الجيش الإسرائيلي دمر بنية تحتية ومنازل فلسطينية بدلاً من استهداف البنية العسكرية لحركة "حماس" بحسب تعبيره وأن القوة العسكرية وحدها لا تملك الحل. بينما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى نحو 66 ألفًا، بالإضافة إلى آلاف المصابين والمفقودين ومن هم تحت الركام أغلبهم من الأطفال والنساء منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، لتصور هذه الأرقام بوضوح حجم الكارثة االتي لا تزال تتوسع بمرور الوقت، في ظل صعوبات واضحة في إيصال المساعدات، ونقص حاد في الوقود والدواء والإمدادات الطبية والغذائية بسبب تعنت جيش الاحتلال وحصاره للقطاع. اقرأ أيضًا| تفاصيل الكمين الأعنف منذ «طوفان الأقصى»| قتلى ومفقودون في صفوف جنود الاحتلال