من يوم الراوي إلى ملتقى دولي.. قطع ملتقى الشارقة الدولي للراوي رحلة ربع قرن من الزمن ليصبح علامة فارقة على الخريطة الثقافية العربية والعالمية.. ففي دورته ال25 التي تقام تحت شعار "حكايات الرحالة"، جمع الملتقى أكثر من 120 مشاركًا من 40 دولة، مقدما برنامجا ثريا يجمع بين الأصالة والتجديد.. في هذا الحوار يتحدث الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث عن هذه المسيرة وما تحمله الدورة الجديدة من إضافات. اقرأ أيضًا | رئيس معهد الشارقة للتراث: 22 دولة حول العالم تشارك بالمهرجان من المحلية إلى العالمية كيف تلخصون مسيرة الملتقى منذ انطلاقه حتى هذه الدورة؟ بدء الملتقى بسيطًا تحت اسم يوم الراوي وكان احتفاء ليوم واحد فقط ومع مرور الوقت وبفقدان العديد من كبار الرواة جاءت توجيهات صاحب السمو في 2014 لتحويله إلى ملتقى دولي، واليوم يشارك أكثر من 120 باحثا ومبدعا من 40 دولة، وأصبح الملتقى مدرسة عالمية تضيء قيمة الراوي كحامل للذاكرة والهوية. التكنولوجيا والذاكرة الشعبية كيف تتعاملون مع التحديات التي يفرضها التطور التكنولوجي على فن الرواية الشفوية؟ نحن نعمل على الدمج بين الأصالة والحداثة، فإلى جانب الاحتفاء بالرواة التقليديين نستقطب شبابا يوظفون الذكاء الاصطناعي، فمثلا هناك تجربة حوار افتراضي مع ابن بطوطة وتحويل حكايات شعبية إلى صور وشخصيات تفاعلية، والهدف منها الوصول إلى الجيل الجديد بلغته دون أن نفقد جوهر الحكاية. ضيف الشرف ومكانة الموروث وقع اختياركم هذا العام على جزر المالديف كضيف شرف.. ما الدلالة وراء ذلك؟ الملتقى ينفتح دوما على تجارب إنسانية متنوعة، والمالديف تمتلك موروثا غنيا مرتبطًا بالبحر والرحلات، وهو يتناغم مع شعار هذه الدورة حكايات الرحالة وحضورهم يضيف بعدا ثقافيا جديدا ويؤكد انفتاح الملتقى على الثقافات العالمية. ماذا عن التكريمات التي يتضمنها الملتقى هذا العام؟ نكرم شخصيات تركت أثرا بارزا في مجال الحكاية والتراث مثل معالي محمد المر ككاتب وقاص ورحالة إماراتي، والدكتور علي الشالوبي من الإمارات، والفنانة المغربية أمينة كوستا، ولدينا مبادرة تكريم الوفاء التي تحتفي برواد أسهموا في حفظ التراث الثقافي عبر العقود. إلى أي مدى يمثل الإنتاج المعرفي للملتقى رصيدا للمكتبة العربية والعالمية؟ في هذه الدورة فقط نصدر 40 كتابًا معظمها في أدب الرحلة، منها سلسلة عيون الرحلات التي تستعرض مختارات من مدونة الرحلات العربية، إلى جانب ذلك هناك النشرة اليومية والمجلة المحكمة والمجلة الشهرية وهذه كلها تشكل رصيدا علميا وأدبيا متناميا. كيف يشارك الفن التشكيلي في صياغة مشهد الملتقى؟ الفنون التشكيلية ركن أساسي في الملتقى ونستضيف هذا العام الفنان المصري إبراهيم البريدي الذي يرسم الحكايات بالأقمشة، والفنانة المغربية أمينة كوستا التي تقدم أعمالًا فطرية عالمية رغم بلوغها ال85 عاما وهذه التجارب تمنح الحكاية بعدا بصريا مدهشا. ما الجهود المبذولة لدعم الشباب وتشجيعهم على دخول هذا المجال؟ لدينا ورش ودورات تدريبية تستقطب الشباب وتمنحهم أدوات جديدة، ونؤمن أن الرواية الشفوية ليست حكرا على جيل معين، بل يمكن أن تتطور مع كل جيل لذلك نشجع على التجريب والتوظيف الإبداعي للتقنيات. بعد 25 عاما كيف تقيمون مكانة الملتقى على الخريطة الثقافية؟ الملتقى أصبح علامة عالمية ومرجعا في مجال السرد الشفهي، هو جسر يصل الماضي بالحاضر ويثبت أن الراوي ما زال حاضرا بقوة كجزء أصيل من الثقافة الإنسانية.