فتحت السلطات الدنماركية تحقيقات مكثفة خلال الأيام الماضية، بعدما تزايدت حالات الاختفاء الغامض للسياح بشكل غريب، في جزر الفارو السياحية التي يرتادها مئات الآلاف من السياح سنويا، لما تتمتع به من مناظر خلابة، التي أصبحت في الوقت ذاته سببًا في نتائج مأساوية. وجزر الفارو هى أرخبيل يقع فى شمال المحيط الأطلسي، بين النرويج وآيسلندا، التى تتبع مملكة الدنمارك، حيث تشتهر بطبيعتها الخلابة والوعرة، التي تجذب عشاق المشي لمسافات طويلة والتصويرالفوتوغرافي، إلا أن هذه الطبيعة نفسها مع تضاريسها الجبلية شديدة الانحدار والمناخ المتقلب والضباب الكثيف، تحمل مخاطر كبيرة. خلال 24 ساعة فقط، الأسبوع الماضي، تم إبلاغ السلطات الدنماركية بفقدان 2 من السياح الأجانب في منطقة جزر فارو، وبحسب دو لا باش الفرنسية، تبين أنهما مواطنان كوريان جنوبيان، وتم مشاهدتهما آخر مرة قرب شلال بوسدالافوس في الجزيرة الرئيسية للأرخبيل، الذي يتدفق مباشرة إلى المحيط، واصفينه بالاختفاء الغامض. في اليوم التالي، اختفى المكسيكي بيدرو إنريكي مورينو هنتز، مما دفع السلطات لنشر فرق الإنقاذ والطوارئ في محاولة للعثور عليهما، ولم يعثر إلا على هاتف الشاب المكسيكي قرب الشلال، بينما عثر على حقيبته في اليوم التالي على جزيرة أخرى في الأرخبيل غرب المكان المفقود فيه. وبسبب عدم العثور عليه تم تعليق عمليات البحث، وفقا للشرطة التي أكدت أن الطقس كان هادئًا وصافيًا نسبيًا في أوقات اختفاء السياح الثلاثة، ولكن المنحدرات الشديدة والانحدارات المفاجئة التي تصب مباشرة في المحيط الأطلسي، تجعل من الصعب العثور عليهم، مع ترجيح إمكانية سقوطهم، ولذلك تم تعليق عمليات البحث. وقبل ذلك، كان من أشهر حالات الاختفاء، سائح دنماركي في عام 2022، اختفى أثناء قيامه بنزهة بمفرده في منطقة نائية بالجزر، وبعد البحث المكثف الذي استمر عدة أيام، عثر عليه في قاع منحدر شديد، كما اختفى سائح ألماني عام 2019 أثناء التنزه على أحد الجبال الخلابة الوعرة. الطقس السيئ بعد أيام من المحاولات، تم تعليق عمليات البحث بسبب الطقس السيئ، ولكن لاحقا بعد تحسن الأحوال عثر على جثمانه بعدما تبين أنه سقط داخل منحدر شديد، وكانت حالات السقوط من علو التي تعرض لها السياح الأجانب في تلك المنطقة هي الأكثر، وذلك أثناء محاولاتهم التقاط الصور في نقاط غير آمنة. ويرى الخبراء أن جزر الفارو وجهة خطيرة بطبيعتها مقارنة بالعديد من الأماكن الأخرى، ولكن معظم حوادث الاختفاء تكون نتيجة لسلسلة من الأخطاء أو سوء التقدير، ويشمل ذلك الطقس المتقلب، والذي يتحول من مشمس وصافي إلى ضباب كثيف ورياح عاتية وأمطار غزيرة في دقائق. ذلك الأمر يجعل من السهل على السياح فقدان وجهتهم وانخفاض حرارة جسمهم، أو السقوط من المنحدرات، كما تعد التضاريس الخطرة سببا آخر، حيث تمتلك المنطقة عدة مسارات مشهورة مثل مسار بحيرة سورفاغسفاتن وجبل سلتاراتيندور، حيث تقع على حافة منحدرات شديدة يصل ارتفاعها إلى مئات الأمتار. في الوقت ذاته، يتهم الخبراء السياح بالاستهانة بصعوبة المسارات وعدم أخذهم التحذيرات على محمل الجد، والذهاب في نزهات بدون خرائط، أو باستخدام ملابس غير مناسبة، بخلاف قيام العديد منهم بالاستغناء عن المرشدين السياحيين المحليين، الذين لهم خبرة ومعرفة بالطقس والتضاريس، وهو ما يدفعهم إلى للقيام بمغامرات خارج المسارات الآمنة التي تزيد من المخاطر بشكل كبير. اقرأ أيضا: «رسوم الزواج» غير قانونية.. الدنمارك تعيد ملايين الكرونات للمتضررين