أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات مفاجئة أثارت جدلًا واسعًا، بعدما وجّه تهديدًا مباشرًا للسلطات في أفغانستان على خلفية رغبته في استعادة السيطرة الأمريكية على قاعدة باجرام الجوية التي كانت تستخدمها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها خلال فترة الحرب على أفغانستان في عام 2001. وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن نفذ انسحابًا كاملًا للقوات الأمريكية من أفغانستان مما أدى إلى سقوط العاصمة كابول في يد طالبان عام 2021. وفي تصريحات للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، قال ترامب: "ما كان ينبغي لنا التخلي عنها أبدًا". التهديد الأمريكي سرعان ما واجهه تصريح أفغاني رسمي بالرفض القاطع لأحلام ترامب وذلك بعدما قال "ذاكر جلالي" المسئول بوزارة الخارجية الأفغانية إن أي وجود عسكري أمريكي جديد في البلاد أمر مرفوض، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية. وأنشأ الاتحاد السوفيتي قاعدة باجرام الجوية في إطار تعاون مع الحكومة الأفغانية آنذاك، لتكون قاعدة عسكرية استراتيجية شمال العاصمة كابول، واستخدمها "السوفيت" بين عامي 1979 و1989 كمركز رئيسي للعمليات العسكرية. وأصبحت "باجرام" فيما بعد بعد انسحاب السوفيت منها عام 1989، تراجعت أهميتها لفترة، قبل أن تعود لتصبح أكبر قاعدة عسكرية تستخدمها القوات الأمريكية وقوات الناتو في حربهما على أفغانستان في عام 2001. أهمية قاعدة باجرام تكمن الأهمية الاستراتيجية لقاعدة باجرام الجوية إلى أنها تقع على مسافة 50 كيلو فقط من العاصمة كابول مما يجعلها مركزا مهمًا لأي عمليات عسكرية. وتسع القاعدة الجوية بحسب شبكة إن بي سي الأمريكية لعدد كبير من القوات حيث استقبلت حوالي 100 ألف جندي أمريكي على مدار سنوات الحرب على أفغانستان وبلغ ذروته في 2012. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هدف ترامب من استعادة القاعدة هو الأهمية الاستراتيجية لموقعها حيث تعد بمثابة "عين على الصين"، خاصة مع تزايد قدرات بكين النووية، فهي قريبة جدًا من المناطق التي تنتج فيها الصين أسلحتها النووية. واستعرضت الشبكة سبب آخر وراء تصريح ترامب وهو استخدام القاعدة في ما وصفته بالحرب على الإرهاب.