◄ تنسيق بين الهاربين أيمن نور وعماد صابر لإنقاذ «الإخوان» من تصنيفها إرهابية بأمريكا ◄ حملة بالكونجرس ومشروعات قوانين لإدراج «الجماعة» ضمن الكيانات الإرهابية لا تتوقف جماعة «الإخوان المسلمين» عن محاولات الهروب من تصنيفها ضمن الكيانات الإرهابية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا، وآخر هذه المحاولات ما كشفته مصادر قريبة الصلة من الجماعة عن وجود تنسيق بين الهاربين بتركيا أيمن نور والقيادي الإخواني محمد عماد صابر لطرح مبادرة مصالحة بين الدولة المصرية والجماعة. ■ العملية الإرهابية التي استشهد فيها المستشار هشام بركات الهدف من هذا التنسيق والمبادرة ليس المصالحة أو رجوع الجماعة الإرهابية عن أعمالها العدائية ضد الدولة المصرية، التى تضمنت مئات العمليات الإرهابية التى ارتكبتها الجماعة ضد الجيش والشرطة والشعب المصرى، بخلاف حرب الشائعات المستمرة التى تشنها طوال الوقت من أجل النيل من الدولة قيادةً وشعبا واقتصادا، فضلا عن عمليات التحريض الأخيرة ضد سفارات مصر بالخارج، وتنظيم وتمويل المتظاهرين الذين حاولوا إغلاق عددٍ من مقار السفارات المصرية بالخارج، مثلما شاهدنا فى لندن، وهولندا. فالهدف الأساسى والوحيد لهذه المبادرة إنقاذ تنظيم الإخوان الإرهابى من تصنيفه إرهابيا بأمريكا ودول أوروبا. حتى الآن لم تقم الولاياتالمتحدةالأمريكية بإدراج جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية (FTO)، ومع ذلك فإن هناك حملة نشطة وبارزة فى الكونجرس من أجل ضم «الإخوان» ضمن الكيانات الإرهابية، كما تم تقديم عدة مشروعات قوانين فى يوليو الماضى، بالإضافة إلى دعم سياسى علنى من شخصيات جمهورية بارزة وبعض حلفاء الإدارة. ففى يوليو 2025: أعيد إطلاق حملة تشريعية رسمية لتصنيف «الإخوان» كيانا إرهابيا؛ حيث قُدم مشروع قانون S.2293 «قانون تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لعام 2025» فى مجلس الشيوخ الأمريكى برعاية السيناتور «تيد كروز» وآخرين، مع مشروعات أخرى فى مجلس النواب الأمريكى من السيناتور الجمهورية «نانسى ميس» التى طرحت H.R.3883 «قانون الإخوان المسلمين منظمة إرهابية 2025»، والتى تنص على إلزام الرئيس أو وزير الخارجية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين العالمية كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO). ■ إحدى العمليات الإرهابية التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين بشمال سيناء ورافق كروز فى دعم المشروع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ وهم توم كوتون، وجون بوزمان، وريك سكوت، وآشلى مودى، وديف مكورميك، وأكدوا أن الجماعة تمثل تهديداً للأمن القومى الأمريكي، وأنه يجب منع دخول أموال أمريكية إلى شبكاتها. ويهدف هذا التشريع إلى منع جماعة الإخوان من الوصول إلى الموارد المالية والأراضى الأمريكية، مشيرًا إلى تهديدات للأمن القومى الأمريكى وحلفائه فى الشرق الأوسط وأوروبا. وخلال أغسطس الماضى تصاعدت فى الولاياتالمتحدةالأمريكية التصريحات السياسية العلنية المؤيدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية كيانا إرهابيا؛ ومن بينها تصريحات قيادات فى مجلس النواب، كما دعا بعض المشرِّعين الجمهوريين الإدارة مباشرة للتحرك، مثل نائبة الحزب الجمهورى إليز ستيفانيك. كما صرح ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكى خلال الشهر الماضى بأن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية «قيد الإعداد»، وأوضح أن العملية تتطلب مراجعات قانونية ووثائقية، نظراً لتعدد فروع الجماعة وتشعبها، مما قد يستلزم النظر فى كل فرع على حدة، ومع ذلك لم تصدر الحكومة الأمريكية حتى الآن أى قرار رسمى بتصنيف الجماعة ككل كمنظمة إرهابية. وفى نفس الوقت أعلنت مؤسسة «هيريتدج» فى بيان لها دعمها القوى لجهود الكونجرس الرامية إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، واستند البيان إلى «عقود من الأدلة» على أن جماعة الإخوان المسلمين قامت بإلهام وتمكين مباشر لأعمال إرهابية، وجرائم حرب، واضطهاد للأقليات الدينية حول العالم. وأشار البيان إلى قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية لعام 2025 الذي قدمه السيناتور «تيد كروز» باعتباره خطوة تشريعية مهمة، فيما قالت فيكتوريا كوتس نائب رئيس هيريتدج للأمن القومي والسياسة الخارجية إن لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بصمات في بعض أبشع الفظائع الإرهابية فى العصر الحديث، الكونجرس محق فى وصفها بما هى عليه كمنظمة إرهابية تهدد الغرب والعالم. وأكد روبرت جرينواي مدير مركز أليسون للأمن القومى فى هيريتدج أن جماعة الإخوان الإخوان المسلمين تمثل»المنبع الفكرى» للإرهاب الإسلامى الحديث، وأنها وفرت الدعم والموارد لجماعات إرهابية منذ نشأتها. تصاعد المطالبات الرسمية والسياسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ضمن الكيانات الإرهابية أصاب الجماعة بالرعب، مما جعل قادتها يفكرون فى كيفية منع ذلك أو التحايل عليه، ولذلك قرروا أن يتم التنسيق بين الهاربين بتركيا أيمن نور والقيادى الإخواني محمد عماد صابر لطرح مبادرة مصالحة بين الدولة المصرية والجماعة، بهدف منع تصنيف «الجماعة» ضمن الكيانات الإرهابية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأعلن نور وصابر أن هناك ظروفاً مواتية لإجراء مصالحة بين الدولة المصرية والمعارضة فى الخارج، بما في ذلك «جماعة الإخوان». كما أن بعض قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية من المقيمين بتركيا أكدوا أخيرًا رغبتهم في الحوار مع الدولة المصرية، والمشاركة في أي جهد يُبذل من أجل تحسين الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد، فى ظل التحديات التي تفرضها الأوضاع الإقليمية. مناورة «الإخوان» للهروب من تصنيفها فى أمريكا ضمن قائمة الإرهاب لم تنطل على أحد، لأننا لن ننسى ما ارتكبته الجماعة فى حق الشعب المصرى من جرائم إرهابية أسقطت الكثير من الضحايا.