النفس التى تتعلق بكل شىء ، وتحارب من أجل كل شىء ، هى نفس نهمة لكل ما هو زائل ليس له معنى ، نفس لوامة ومعاتبة دائماً لله الذى أعطى غيرها ولم يعطها مثلها ، نفس لا تعترف بأن كل شىء بقضاء وبحكمة ربانية ، نفس لا تدرك عدل الله فى عطائه لمن جد واجتهد ، وانصرافه عن كل كسول لا يعمل ولا يضيف خيراً للحياة ، فقط يتشكى ويحقد وينم ويحسد ولا يلوم نفسه على تقاعسه وتراخيه، الحياة تحب من يكد وتعرق يداه بالاجتهاد ، ولا تلتفت للكسالى ، ومن يرضى بما قسم الله هم من أغنى الناس، لأن القناعة كنز لا يفنى . الله لا يميز بين خلقه فى الدين والعرق والجنس واللون ، خلقهم لرسالة أخلاقية تضمنتها وصاياه وكتبه السماوية، عدل الله مُطلق ولا يساوى بين من يعمل ومن لا يعمل، الأخيار لهم أجرهم، والأشرار لهم عقابهم .. وبئس المصير لمن أفسد فى الدنيا، الله يعطينا ما نستحق دون أن نطلب، قل يا رب بإيمان ومحبة واطلب ما تشاء ، ستجد الله يحقق طلباتك ، وعندما يتأخر عليك فى أحدها فله فى ذلك حكمة ، لا يتخلى عن عبيده الأتقياء، له توقيتاته التى تتجلى وفق مشيئته. ما أكثر عطاياه التى يهبها لنا ، وشمسه تشرق على الأخيار والأشرار، لعل الأشرار يدركون نعمته المجانية فيتراجعوا عن فعل الشر ، ويتحولوا بالمحبة لفعل الخير، والكف عن إيذاء الناس والحيوان والنبات . يهبنا القوة لتحمل المشاق والصبر على الصعاب ، ويهبنا المحبة التى تضىء داخلنا فنشعر بالسلام الذى يريح نفوسنا المُتعبة ، وبقدر ما بداخلنا من سلام نجد السلام منعكساً فى كل تصرفاتنا . صلوا لله واطلبوا منه أن يحفظ بلادنا الحبيبة من كل ما يُحاك لها من شرور ومكائد.