الحجر الذى ألقاه الفنان السوري سلوم حداد في بحيرة الدراما المصرية لا يجب أن يثير القلق أو الهجوم عليه، لأنه كشف جزءاً مهماً نتاج تراجع، بل غياب الدراما التاريخية والدينية عندنا. كنا رواد هذا الجانب الدرامى المهم لفترة طويلة، ونذكر سلسلة حلقات محمد رسول الله، والإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام الغزالى، وهارون الرشيد، وعمر بن عبد العزيز، ورياح الشرق، وغيرها من المسلسلات المهمة التى أبرزت جيلاً متمكناً من اللغة العربية الفصحى، أمثال محمود ياسين ونور الشريف وأشرف عبد الغفور وعبد الله غيث وحمدى غيث ومحمد السبع وسميحة أيوب وغيرهم. الرجل على كل حال اعتذر عما قاله، لكن علينا بدلاً من التقطيع فيه، والتقليل من شأنه، مناقشته عبر نقابة الممثلين فيما أثاره من ملاحظات، وبحث أسباب غياب الدراما التاريخية والدينية عن شاشاتنا، ومراجعة التجربة الناجحة لقطاع الإنتاج فى التليفزيون المصرى، والاستفادة منها فى إحياء تلك النوعية المهمة من الدراما. سلوم حداد بطل من أبطال الدراما السورية، وشارك فى أعمال كبيرة مثل الزير سالم وأبو زيد الهلالى والكواسر وخان الحرير وخالد بن الوليد وغيرها.. وليس معنى الاعتراف بكونه فناناً كبيراً، موافقتى على انتقاده لمستوى ممثلينا فى اللغة العربية الفصحى، والأرجح أنه كان يقصد ممثلى الجيل الحالى، وهم لم يشاركوا فى أعمال مكتوبة بالفصحى، وغالبية أعمالهم من نتاج ورش السيناريو والتأليف. أرى ما حدث فرصة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تدخل بقوة فى هذا المجال، بعد تجربتها الناجحة في مسلسل الحشاشين، وسلسلة مسلسلات الاختيار، وهى الوحيدة القادرة حالياً على إنتاج الأعمال التاريخية والدينية الضخمة. عندئذ فقط، سترون ممثلينا «لبلب»، وضالعين في قواعد اللغة العربية بصوت الفنان الكبير الراحل سليمان بك نجيب.