هاهو ذا الحلم يشرف على محطة التحقق، ويقترب من مستقر الاكتمال، حمله جنينًا فى مخيلة التمنى عشاق العربية الفاتنة الخالدة، وفى صدارتهم عميد الأدب العربى د. طه حسين، الذى جلس على كرسى رئاسة الخالدين فى مجمع القاهرة للغة العربية، حيث حلم العميد بظهور معجم تاريخى للغة العربية، يوثق أطوار حياة مفردات اللسان، وألفاظ لغة الضاد، كما حلم «طه» بصدور معجم كبير للغة العربية، وفق منهج علمى عصرى يحيط بمفردات اللغة بصورة مستوعبة شاملة موسعة، ومضى العميد ورفاقه من الخالدين دون أن يتحقق الحلمان: التاريخى، والكبير، فقد حالت قلة الإمكانات ومحدودية الميزانيات، دون تنفيذ مشروع «المعجم التاريخى» الذى يتطلب تمويلًا فلكيًا، وجهودًا علمية مضنية، ورحل طه حسين، دون أن يسعد بتحقق الحلم الثانى، وهو المعجم الكبير، فقط اطلع على مواد الجزء الأول الخاصة بمواد حرف الألف، وتَوَقَّف المشروع طويلًا، حتى استأنف مجمع اللغة العربية، إصدار بقية أجزائه، أما المشروع الطموح العملاق، المعجم التاريخى، فقد تصدت دولة قطر إلى تنفيذه، ونجحت فى إخراجه إلى النور كاملًا، فى صورة رقمية تحت عنوان «معجم الدوحة» التاريخى، كما اضطلعت إمارة الشارقة بإصدار معجم تاريخى للسان العربى، وعلى أرض القاهرة، أعرق حواضر العرب والعالم الاسلامى، تهادى حلم المعجم الكبير، واستغرق وقتًا طويلًا، حتى تسارعت وتيرة تنفيذه، وإصداره، بعد أن وَظَّف المجمع، تقنيات العصر وأدواته المتقدمة فى إنجاز هذا المعجم الحلم، ومؤخرًا، صدر الجزء التاسع عشر الذى يضم القسم الأول من مواد حرف «العين»، وهكذا يقترب حلم المعجم الكبير من محطة التمام، لتهدى القاهرة، إلى عشاق العربية فى كل مكان، ذلك العمل الموسوعى المذهل.