في أوائل الأربعينيات أجرى الملك فاروق زيارة غير رسمية إلى فلسطين، ونزل متنكرا في أضخم فنادقها "فندق الملك داوود" ونزل باسم مستعار، وخلال وجوده في الفندق كان يوجد مصريان مشهوران آخران، هما "دنجوان عصره" كما يطلق عليه هو الممثل أحمد سالم ومعه الفنانة أسمهان التي كم عذبها جمالها، وعذب كثيرين من الذين هاموا بها، والتي اكتمل لها الشباب والجمال والصوت والأصل العزيز فهي ابنة أحد أمراء جبل الدروز الذي يحكمه عمها سلطان باشا الأطرش آنذاك. اقرأ أيضًا | الوداع الأخير.. «حارس الملك» يكشف أسرار نهاية عصر «فاروق» وفي هذه الأثناء قيل إنها تزوجت من أحمد سالم ويقضيان شهر العسل، وكي يسبك الملك فاروق تنكره تعمد أن ينزل إلى بهو الفندق للسهر مع النزلاء. وذات ليلة، وما إن نزل فنهض الذين اكتشفوا شخصيته احتراما لمقامه، بينما كان أحمد سالم يتوسط بهو الفندق وقد وضع رجلا على رجل، ولمح الملك وعرفه، ومع ذلك لم يبدو عليه أنه اهتز لقدوم ملك بلاده، وما إن لمحه الملك فاروق الذي علا وجهه الغضب لتجاهل أحمد سالم له، فاقترب من مقعده، ولم يغير أحمد سالم جلسته ولم ينزل رجله. اشتاط الملك فاروق غيظا، ونقم منه لقلة ذوقه وأدبه نحو مليكه فضلا عن نقمته المترسبة في أعماقه لظفره بأسمهان، وفوجئ أحمد سالم بالملك يلكزه بحذائه في قدمه وهو يرمقه بنظرات نارية. وبحسب ما نشرت جريدة أخبار الحوادث عام 1992، قال أحمد سالم، إنه تبين له في عين الملك نظرات نارية سامة ترجمها إحساسه إلى توعد بالانتقام، وبعد أن ألمه حذاء الملك وهو يلكز به قدماه، فتحسس أحمد سالم مسدسه للحظة، وللحظة أقل مدى عاد إلى صوابه، وفكر في أن يقتله لكن استبعد تفكيره فورا، لا عن خوف لكنه أدرك بسرعة أن ينهي عداءا صامتا، وأن كلا منهما يتربص بالآخر، وتراجع لأن عمره لم يكن قد حان بعد، وأن القدر لم يرتب أن يموت قتيلا بيد أحمد سالم. ويستطرد أحمد سالم قائلا: أنه حقيقة شرع في اغتيال الملك فاروق، وكانت الفكرة لم تستغرق أكثر من لحظة. الجدير بالذكر أنه كان هناك تنافس وصداع بينهما أيضا بعد ذلك بسنوات حول النجمة ليليان كوهين التي اشتهرت سينمائيا باسم "كاميليا" والتي كانت ذات جمال لافت، ودلال من حيث الجاذبية، وإن كانت النار قد أتت على كل ذلك حين احترقت كاميليا في حادث طائرة سقطت بها، وتناولت أخبار اليوم حينها صورتها البشعة وهي جثة مفحمة. مركز معلومات أخبار اليوم