مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ترتفع أيضًا أصوات الزغاريد وتهاني المحبين، وتزدحم الأجندات بمواعيد حفلات الزفاف، عرائس وعرسان اختاروا إقامة أعراسهم في قاعات كبيرة تسع المهنئين وتحتضن فرحتهم، وآخرون تغلبوا على تكاليف الأفراح المرتفعة وقرروا إقامتها فوق السطوح، أو فى الشارع. وفى المقابل هناك حفلات زفاف «فايف ستارز» تقام على الشواطئ ويشترط فيها العروسان على الضيوف ارتداء زى بلون معين. ◄ السطح خيار اقتصادي وعودة لجذور قصة حب بسمة ومحمد ◄ حفلات زفاف على البحر تجبر المعازيم على إطلالة بلون واحد فوق أحد أسطح المنازل البسيطة وتحت ضوء القمر، تبدأ حياة جديدة بين محمد وبسمة الزوجين اللذين جمعهما الحب، وكان فصل الصيف موعدا لإتمام فرحتهم، لا يحتاجان سوى دعوات صادقة من الأحباب، وابتسامة راضية، طاولات بلاستيكية كلاسيكية مدت لتستقبل المهنئين، وأغان انطلقت من سماعات قديمة يتراقص عليها أطفال الجيران، المصابيح الملونة تتلألأ فتضفى على الحفل بهجة وروحًا، تتمايل مع نسيم الليل كأنها ترقص احتفالا بليلة العمر، طاولة تضم أشهى أصناف الأكل البيتي تنتظر توافد المدعوين، قامت الجارات والقريبات بإعدادها بكل حب. لم تعبأ بسمة بالانتقادات التى انهالت عليها من بعض صديقاتها حين قررت إقامة حفل زفافها على سطح منزلها بحى شبرا، فكان همها الأول والأخير تخفيف الأعباء المالية عن كاهل زوجها، معللة ذلك بأن الفرحة فى القلب وليست بالمظاهر، أما محمد فوجد أن السطح الذى طالما كان شاهدًا على لحظات طفولته ولهوه مع أقرانه، صار اليوم يحتضن أجمل أيام عمره. ◄ اقرأ أيضًا | عروسة المولد: حكاية فرحة مصرية عمرها ألف عام| صور يقول محمد: السطح أقرب مكان لقلبى فقد كان شاهدًا على لحظات لعبى وضحكى فى الطفولة، كما كان شاهدا على بداية قصة حبى مع بسمة بنت الجيران، حيث كنا نتبادل النظرات والأحاديث الطويلة بعيدًا عن أعين الناس، ومع عزمنا على إتمام الزواج يعود السطح ليكون بطل الحكاية من جديد ويشاركنا الفرح، مشيرًا إلى أن السطح لم يكن خيارًا اقتصاديًا فقط بل كان عودة لجذور الحكاية. أما بسمة فرأت فى السطح مسرحًا واسعًا احتضن قصة حبها، وتقول: كنت أتمنى أن يكون زفافى فى واحدة من القاعات الكبيرة مثل باقى صديقاتي، لكن أسعار تأجير القاعات أصبح مبالغا فيها وتفوق قدرات الشباب لذا اخترنا السطح لأنه الأقرب إلينا، ويضم كل المحبين والجيران، مؤكدة أن الفرح لا يصنعه المكان بل تصنعه القلوب الصادقة. ◄ فرحة بلدي أم العروس عارضت فى البداية فكرة إقامة حفل زفاف ابنتها فوق السطوح، لكنها عدلت عن رأيها بعد معرفتها بارتفاع التكاليف بدءًا من القاعة إلى فستان الزفاف والتصوير، وتقول: كل أم تحلم بأن ترى ابنتها عروسًا فى قاعة مزينة بالأنوار تخطف عقل وقلب الحضور، وكنت رافضة تماما فكرة الفرح على السطح، لكن بعد حساب التكاليف وجدت أنها ستقصم ظهر العريس وربما أثقلته الديون فوافقت على فرح السطوح. ولا تختلف أفراح الشارع عن أفراح السطوح، فالكل يهتز على دقات الطبل البلدي، وتشارك فيه بيوت الجيران والأحباب، فالكل مدعو، والبهجة بالمجان، أصوات الزغاريد ترتفع من كل البيوت المجاورة، ورقصات الأطفال تزيد الفرح بهجة وحلاوة، ففيه يتحول الليل إلى كرنفال شعبي، ويتحد نور القمر مع حبال الزينة الملونة المدلاة من شرفات المنازل كأنها لوحة فنية بديعة، النساء يصفقن بحماس كأن كل واحدة منهن تحتفل بزفاف ابنها، وأصدقاء العريس تحلقوا حوله ليشاركوه الرقص على إيقاع الزفة البلدي، وبعدها ظهرت العروس ممسكة بذيل فستانها الأبيض وهى تخطو بخجل بين الصفوف، وتقدمت وسط الزغاريد والتهليل، ومباركة الأهل. النساء على النوافذ يلقين الورد وحبات الأرز، ويتمتمن بدعوات صادقة للعروسين، والسجاجيد البلدية صفت على الجانبين لاستقبال العروسين، وأكواب الشربات والعصائر الباردة توزع على الحضور كى تخفف حرارة الجو، وترطب أجسادهم، لم تكن هناك جدران تعزل الفرح، بل امتدت السعادة فى الهواء الطلق. أما أحمد منسق «الدى جى»، فيرى أن أفراح الشارع لها طابع فريد خاصة فى ليالى الصيف، حيث تطغى الفرحة على الجميع، فالكل يشارك فى الرقص والغناء بحماس شديد، خاصة أقارب العروسين وأصدقائهما، فنسمات الهواء اللطيفة فى ساعات الليل المتأخرة تحفزهم على الفرح والرقص حتى آخر دقيقة، مشيرًا إلى أن هذه الأنواع من حفلات الزفاف لا تلتزم بقوالب جاهزة أو يطغى عليها نوع من التكلف. ويتابع: يفضل أصحاب هذه الأفراح عادة الأغانى الشعبية القديمة المتوارثة، حيث تشعل الحماس فى القلوب وتحفز الأمهات والجدات على الرقص، وتعيد لأذهان الجميع أفراح زمان. ◄ أناقة وبحر في المقابل، لا تخلو أفراح الساحل الشمالى أو حفلات الزفاف «الفايف ستارز» من فخامة ودهشة، حيث تتحول الشواطئ إلى قاعة أفراح مفتوحة تحت السماء، فتتمايل الستائر البيضاء على أصوات ارتطام الأمواج، وتضاء الليالى بأضواء ناعمة تعكس الرفاهية والبذخ، وكل شيء محسوب بدقة بدءًا من فستان العروس المصمم خصيصا لها، حتى طاولات الطعام تحتوى على أجود المأكولات وأشهاها، وصولا إلى الورود المستوردة. أما الحضور فيرتدون زيًا بلون موّحد كأنها ليلة ملكية بلمسة شرقية، وتمتد ساعات الحفل بعد غروب الشمس حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، فهى حفلات لا تشبه غيرها من حيث التفرد. ◄ عروض مبهرة يقول وليد رجب منظم حفلات زفاف: أصبح الفنانون والبلوجرز هم الأكثر إقبالًا على إقامة حفلات زفافهم على الشواطئ، فهم يطلبون تفاصيل خاصة ومبهرة لعرضها على صفحات السوشيال ميديا والمواقع الإخبارية، فأغلبهم يطلب فقرات وعروضا مبهرة، فضلًا عن أكثر من فستان زفاف يتم ارتداؤه على الشاطئ أثناء كتب الكتاب، وآخر فى حفلة الليل التى عادة ما يحضرها الأصدقاء المقربون والأهل، كما أن البوفيه أو الطعام المقدم دوما ما يكون خفيفًا مكونًا من فواكه صيفية وعصائر باردة، بالإضافة إلى الأطعمة السريعة فى بعض الأحيان. ويضيف: يتم تصوير الحفل ليكون أشبه بالتصوير السينمائي، وعادة ما يحضر العريس فى يخت كبير بصحبة أصدقائه المقربين، وأحيانًا تأتى العروس حافية القدمين بصحبة أبيها مرتدية فستانًا يشبه عروس البحر بألوان صيفية غير تقليدية، وتصدح الموسيقى الهادئة، مشيرًا إلى أن عرائس كثيرات يفضلن الدخول من خلف ستار من الشيفون الأبيض حاملات باقات من الزهور البيضاء. وحول تكلفة الزفاف يقول: تختلف أسعار باقات أفراح الشواطئ من مكان لآخر، كذلك أسعار الفقرات المدرجة بالحفل من تأجير شاطئ خاص، والديكورات المختلفة، وتصميم فستان الزفاف، لكنها عادة ما تبدأ من 200 ألف إلى ملايين الجنيهات، وأغلب هذه الحفلات يحييها مطربون «سوبر ستارز».