ما أقصده فى يومياتى هذه الضَّمير المِهنيّ: ما يبديه الإنسانُ من استقامة وعناية وحرص ودقّة فى قيامه بواجبات مهنته. من السهل أن تغوص فى قواميس اللغة لتعرف معنى «الضمير»، لكن من الصعب أن تحدد الضمير المقصود!. هل أنت جاد فى تحكيم الضمير فى مختلف أمورك؟! أم المسألة تحتاج إلى «شوية مرونة» حتى تسير القافلة؟!. إذا كنت من الصنف الثانى، أبشرك بسوء الخاتمة!. أما إذا كنت مجاهدًا قدر استطاعتك بتحكيم ضميرك فأنت مع الحق. عندما تعود إلى معاجم اللغة تعرف أن الضمير شعور إنسانى باطنى فى المرء يجعله يراقب سلوكه ويتحكم بتوجيهه متبعًا الخير لا الشر. الضمير هو ما يخفيه الإنسان فى نفسه. أى هو استعدادٌ نفسى لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحسن واستقباح القبيح منها. أما الضمير فى اللغة وعند النُّحاةِ، فهو كلمة أو حرف ينوب مناب الاسم. ومن أنواعه ما هو للمتكلم «أنا» والمخاطب «أنت» والغائب «هو»، ومنه للرفع والنصب والجر، ومنه المتصل ومنه المنفصل وغير ذلك. ما أقصده فى يومياتى هذه الضَّمير المِهنيّ : ما يبديه الإنسانُ من استقامة وعناية وحرص ودقّة فى قيامه بواجبات مهنته. هنا على كل منا أن يعاهد نفسه على العمل بضمير حى يعلى المصلحة العليا للدولة فوق أى مصلحة أخرى. وعكس ذلك سنجد تأنيب الضمير وعذاب الضمير ووخز الضمير، وهى مشاعر للفرد تشعره بارتكاب خطأ. وهى فقط لأصحاب الضمائر الحية، المتميزة بالصدق والأمانة. الضمير السياسى يؤسفنى أن أقدم لكم نماذج لبعض الضمائر الفاسدة فى مجالات مختلفة. وهى ضمائر غائبة ومغيبة. من ذلك ما يحدث للشعب الفلسطينى من حكومة السفاح نتنياهو المتطرفة، وبدعم مباشر واشتراك الإدارة الأمريكية فى جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتهجير من أرضهم. فإذا كانت ضمائرهم غائبة فلا تكون ضمائر المجتمع الدولى غائبة أيضًا. هناك إبادة جماعية لشعب فلسطين على أرضه. وهناك قتل وتدمير وتجويع لهم بشكل غير مسبوق. وللأسف غاب ضمير العالم الحر وغابت منظمة الأممالمتحدة وانتهى دور مجلس الأمن الدولى بالفيتو الأمريكى، وانتهى عمل العدالة الدولية بالإرهاب الأمريكى الصهيونى لها، وانتهى الضمير لدى المنظمات الحقوقية، وداست إسرائيل وأمريكا على القوانين الدولية ومواثيق وعهود الحروب وارتكبت العديد من جرائم الحرب، ولا أحد يملك ضميرًا حيًا يحاسبها. الضمير الدولى يقف عاجزًا أمام اعتداءات إسرائيل على لبنان وسوريا واليمن وإيران. الضمير الأممى يقف عاجزًا أمام تهديدات وتلميحات إسرائيل بإبادة شعوب المنطقة من أجل أوهام فى أذهان المتطرفين الصهاينة. الضمير السياسى يزن القضايا بموازين مختلفة بحسب الدول والشعوب والمصالح. بهذا نقتل المبادئ والأخلاق. ونحول العهود والمواثيق والقوانين الدولية إلى حبر على ورق!. الضمير الإنسانى خاصة فى الطب، حدث ولا حرج!. نقطة حرجة وخطيرة أطرحها على نقابتى الأطباء والصيادلة «علاقة الأطباء بشركات الأدوية»!. أظن أنكم فهمتم ما أقصد. العلاقة فى معظمها، ولا أقول كلها، غير شرعية. بمعنى شركات الأدوية تتنافس مع بعضها، وتسعى للوصول إلى أرقام مبيعات مربحة. فى سبيل ذلك تلجأ إلى رشوة مقنعة للأطباء. طبعًا من أجل أن يكتب الطبيب دواء الشركة «س» بدلًا من الشركة «ص». وفى ذلك تقدم الهدايا المادية والعينية، والتى تصل إلى سفريات ومؤتمرات داخلية وخارجية، وإعاشة كاملة وبدل سفر دولارى، وخلافه لإغراء الأطباء. هنا الضمير الغائب يصل إلى أن يصر الطبيب على كتابة الروشتة بدواء تنتجه شركات معينة، حتى وإن لم يكن فى مصلحة المريض!. المصلحة هنا لا تعنى الشفاء فقط، بل تعنى أيضًا قدرة المريض وإمكانياته المادية فى شراء الدواء!. بالمناسبة ليس هذا كلامى فقط بل سمعته من عدد كبير من الأطباء الذين يكتبون روشتات محترمة بأدوية محلية ورخيصة للمريض وفيها الشفاء التام. من هنا أطالب النقابتين بدراسة هذا الموضوع وإصدار القرارات اللازمة التى تحفظ لمهنتى الطب والصيدلة الشرف والضمير الحى. الضمير الفاسد هذه الواقعة دليل على الضمير الفاسد قبل أن يكون الطعام فاسدًا مسممًا لمن يأكله. نقلًا عن وسائل الإعلام، فقد أصيب 82 مواطنًا من محافظة المنيا بتسمم جماعى بعد تناول وجبات فاسدة فى أحد المطاعم الشهيرة. سارعت السلطات المحلية إلى إغلاق المطعم ورفع حالة الاستعداد بالمستشفيات. وقال مصدر مسئول بمديرية الصحة فى المنيا إن عدد المصابين بتسمم غذائى ارتفع إلى 82 حالة بعد تناولهم وجبة أرز ودجاج من مطعم شهير يقع بمنطقة أبو هلال بحى جنوب مدينة المنيا. موضحًا أن الأعراض تتمثل فى حالات قيء ومغص وإسهال وارتفاع فى درجات الحرارة وآلام شديدة بالبطن. بدأت الواقعة بالإبلاغ عن إصابة 7 أشخاص بحالات تسمم نتيجة تناولهم وجبات من أحد المطاعم الشهيرة، وبعد وقت قصير توالت البلاغات حتى وصل عدد المصابين إلى 82 حالة، وتم توزيعهم على مستشفيات بالمحافظة. قال الدكتور محمود عمر عبد الوهاب وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إن المديرية شكلت لجنة انتقلت إلى المطعم وسحبت عينات من الوجبات الغذائية وعينات من المصابين، وأرسلتها للمعامل المركزية لتحليلها، مشيرًا إلى التحفظ على المطعم والوجبات الموجودة به. وسواء الواقعة صحيحة أو كيدية فإن الحالتين تدلان على فساد الضمير. حيث نفى صاحب المطع الاتهام وقال: إنه يتعرض لحملة ممنهجة للإطاحة بسمعة المطعم وإدارته والعاملين فيه، بعد النجاح الذى حققه والأسعار التنافسية، وما حدث مجرد شائعات!. الضمير لا يتجزأ. خواطر أبو الفرج يكتب بلغة رصينة، رغم نجاحه فى أستاذيته للغة الانجليزية إلا أنه بارع فى اللغة العربية الرصينة. لغته السهل الممتنع مثله الأعلى عباس محمود العقاد. يقول رزق أبو الفرج: ما نهضت الأمم ولا ارتقى شأنها إلا بالعلم والأخلاق. ومن غير المعلم ليضطلع بهذه المهمة وأعبائها الثقال؟ لذا دأبت الدول التى تنشد مدارج الرقى والكمال على تخصيص الجزء الأكبر من ميزانياتها للتعليم. انظر إلى دول كألمانيا واليابان والصين وغيرها كيف يعيش فيها المعلم موفور الكرامة مصون الهيبة. ماذا قالت المستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل» حينما أراد أصحاب المهن مساواتهم بالمعلم قالت: «كيف أسوى بينكم وبين من علموكم؟». أسطر هذه الكلمات ومراجل الغضب تعتمل فى نفسى على ما قام به أحد المحافظين أثناء زيارته لمدرسة ثانوية فلقد نهر مدير المدرسة لمجرد أن مكتبه واسع وأنيق بل وعنفه لأن المدير لم يخلع نظارته لاحترام وتوقير معاليه. تحدث سعادة البيه مع المدير وكأنه يعمل «كلاف» فى حظيرته. يتحدث بنبرة لا تخلو من الاستعلاء والتكبر. ما جريمة الرجل يا سيادة المحافظ؟ أكثير على رجل وصل إلى أعلى درجة فى الكادر الوظيفى ومدير مؤسسة تربوية أن يكون له مكتب يليق بمكانته وهيبته؟ يا سيادة المحافظ المعلم يقضى سحابة نهاره وسواد ليله ليحقق الحد ألأدنى للمعيشة... أما يكفيك ما فعلته السينما والدراما فى تشويه صورة المعلم والتحقير من شأنه وتحويله إلى مسخ بشرى فى مدرسة المشاغبين وياقوت أفندى وأستاذ حمام نحن الزغاليل وغيرها من المشاهد القميئة السمجة.... يا سيدى وضع المعلم فى هوة سحيقة بين شقى الرحى لا منصب يرجى ولا مال يكفى يكاد يسد الرمق. حنانيك سيدى. دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها من كل سوء وشر وفساد.