«الأسطى بلية».. من اعتاد على زيارة الميكانيكى يسمع دائماً هذا اللقب الذى يطلق على الصنايعى الشاطر، ودائما يكون رجلاً، ولكن جاءت الأسطى «دنيا أشرف» لتكسر هذه القاعدة وتصبح ميكانيكى سيدات، تلك الفتاة قررت مواجهة الصعاب والتنمر والعنصرية بين الرجل والمرأة فى هذا المجال، حيث درست فى مرحلة ثانوى الصنايع لتلتحق بعدها بمعهد فنى صنايع بعد عرقلة التحاقها بكلية الهندسة لظروفها الخاصة، وبالفعل التحقت به فى قسم السيارات، وقالت «دنيا» ل «الأخبار» إنها كانت رافضة هذا التخصص بشكل تام وكانت تقول «هاعمل إيه فى السيارات»؟ لأنى كنت أفضل التصميم والرسم ولكن القدر وجهنى لهذا المكان ورضيت به، وبعد ذلك أحببت هذا التخصص بشكل كبير على عكس المتوقع، وبعد ذلك جاءت لى فكرة توجيه النصائح للسيدات لأننى أرى أنهن لا يجدن من يحسن التعامل معهن فى مجال الميكانيكا، وخاصة أننى أعمل فى الأكاديمية البحرية صباحاً فى تدريب الميكانيكا عملى وبعد الظهر أعمل فى ورشة خاصة، وقابلت الكثير من السيدات اللاتى يعانين من التعامل مع الصنايعية وهى نفسها لا تجيد فهم العطل الموجود بسيارتها لهذا أحببت الفكرة وقررت مساعدتهن باستخدام السوشيال ميديا على شكل فيديوهات توعية ومعظم الزبائن لدى من السيدات، وواجبى نحوهن هو تبسيط الأمور ووجدت الأريحية فى التعامل معهن، رغم أننى وجدت صعوبات فى بداية الأمر تجاه ثقتهم فى التعامل مع «ميكانيكى ست» فهذا عرف فى أذهان السيدات عدم الثقة فى سيدة أخرى لعدم خبرتها الكافية فى أى مجال ولكن وجدن العكس بعد فترة وبدأت فى جذب الكثير من السيدات لإصلاح سياراتهن عندى.. فى بداية الأمر كنت خائفة ولدىّ الشعور بالقلق للعمل فى هذا المجال ولكن جاء الأمر بعد مشاركتى فى مسابقة فى الأكاديمية بحضور 19 رجلاً وفتاة وهى أنا، ووصلت التصفيات إلى 9 رجال وأنا، وهو ما جعلنى أنزل ورشة لأول مرة لتعلم فنون السيارات بشكل عملى للنجاح فى المسابقة بتشجيع من والدى، الذى كان شفاؤه من مرضه بعد فرحته بى هو الحافز لدىّ أن أحقق له أمنيته فى رؤيته نجاحى وأكمل مشوارى فى الميكانيكا، وفى نفس الوقت استمر فى الدراسة والكورسات التى تنمى من خبرتى.. وعن التنمر فى مجال الميكانيكا من قبل الرجال تجاهى وأننى لست على قدر كاف من الخبرة فى مجالى فقد قابلته بتجاهل شديد وأصبح السبب الرئيسى فى قرار اثبات أننى على قدر المسئولية والنجاح مثل الرجل تماماً وأنه لا يوجد فرق بينى وبينهم فى أى شيء وأستطيع تنفيذ مهمتى بشكل أفضل مما يتوقعون وأننا نكمل بعضنا البعض بالعقل وليس بالعضلات. ريم الزاهد