مقطعا فيديو تم بثهما على منصة يوتيوب، سبقا حادث إطلاق النار على اطفال كنيسة مينيابوليس بدقائق، قام الجاني ببثهما عبر الموقع محاولًا جمع كافة افكاره الإرهابية خلال دقائق يعرضها على المتابعين وتضمن احد المقاطع رسالة انتحار للمتهم أعرب فيها عن رغبته للانضمام إلى قائمة الإرهابيين ومرتكبي اشهر حوادث إطلاق النار الجماعي في العالم. تسبب حادث إطلاق نار في مدرسة دينية في حالة من الذعر، تزامنت مع بدء العام الدراسي وتحديدًا اثناء حضور عشرات التلاميذ القداس داخل مدرسة كاثوليكية بكنيسة أنانسييشن أو البشارة في مينيابوليس، كعادة تلك الحوادث نجح مرتكب الحادث في اقتحام المدرسة بسهولة وفتح النار في كل من قابله مستهدفًا ما يقرب من 200 طفل، وانتهى الحادث بمقتل طفلين عمرهما 8 و10 سنوات، وإصابة 17 شخصا منهم 14 طفلا، أطلق المسلح النار من بندقية ومسدس وبندقية صيد قبل أن ينتحر في موقف السيارات. رجل أم امرأة لفتت وسائل الإعلام الانظار نحو عدد من الملفات التي أثارها الحادث الذي اشار فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي أن العملاء جمعوا أدلة تثبت، أن إطلاق النار عمل إرهابي محلي مدفوع بأيديولوجية مليئة بالكراهية، اما الامر الثاني هو رفض مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي «كاش باتيل» التعامل مع مطلق النار المتحول جنسيًا بصفة الانثى وابتعد تماما عن التعامل بأى لهجة او ضمائر للإناث، وهو الامر الذي أثار الانتباه نحو قضية تحول مرتكب الحادث روبن ويستمان، 23 عاما، إلى فتاة حيث غير اسمه قانونيًا في عام 2019 ليثبت هويته كأنثى، ولكن باتيل أشار إلى روبن باعتباره «شابًا» في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي وهو الامر الذي يشير إلى أن مرتكب الحادث لم يكن في حاجة أو اضطرار للتحول إلى انثى، وهو ما دفع وزير الصحة روبرت كينيدي جونيور إلى إجراء تحقيق في الاستخدام المحتمل للقاتل لأدوية ساعدته على التحول لفتاة دون حاجة لذلك، والغريب في الامر أن المتهم نفسه ندم على تحوله لفتاة حيث اوضح في رسالة انتحاره بأنه «مكتئب بشدة» و»فقد كل الأمل». أشار روبين في رسائله إلى معاناته بسبب هويته الجنسية قائلا: «تعبت من كوني متحولة جنسيًا»، كما اشار إلى تعرضه لعملية غسيل دماغ تسببت في تلك النتيجة ويبدو انه تراجع في الامر بعد شعوره بخلل نفسي وصحي، وهو ما أشار اليه قائلا «أحتفظ بالشعر الطويل فقط، سئمت من كوني متحولا، وأتمنى لو لم أتعرض لغسل دماغي قط، لا أستطيع قص شعري الآن لأن ذلك سيكون بمثابة هزيمة محرجة، كما سيكون تغيير مثير للقلق في شخصيتي مما قد يؤدي إلى الإبلاغ عني وأظن انني سأتخلص من شعري الطويل يوم الهجوم، الآن أعلم أنني لست امرأة، كما لا أشعر بأنني رجل». جدول يوتيوب أمر آخر يلفت الانظار نحو الحادث وهو بث المسلح روبين فيديوهات تحمل تفاصيل خطته كاملة على اليوتيوب، لم ينتبه احد إلى محتوى الفيديوهات إلا بعد وقوع الحادث ليقوم مسئولو الموقع بحذفهما، لكن محتواهما انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اعتمد روبين على نظام الجدولة الزمنية حيث لم تفحص المنصة محتوى الفيديوهات لان المتهم طلب نشرهما عبر جدول زمني وبالتالي نشرا في الميعاد المحدد دون مراجعتهما، وتعتمد المنصات مثل يوتيوب في تنقية محتواها على المراقبات الآلية وهى انظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لفحص المحتوى وحظر وتقييد المحتوى العنيف او التقييم البشري عن إبلاغ المستخدمين عن المحتوى، كمايراجع فريق من المراجعين المحتوى واتخاذ الاجراءات وبعد نشر الفيديو عبر الجدولة الزمنية تتم إزالة المحتوى في حالة صدور بلاغات للمستخدمين او السلطات. رسالة انتحار يبدأ الفيديو الاول، الذي تبلغ مدته حوالي إحدى عشرة دقيقة، بصورة يسهل على المتابعين التعرف عليها وهو رسم تخطيطي لهايزنبرج بطل مسلسل «بريكينج باد»، وهو ينظر مباشرة في الكاميرا، يصدر صوت خافت ومزعج ثم تتحرك الكاميرا ببطء لتكشف رسالة انتحار روبين مكتوبة بخط اليد، وتظل الرسالة لفترة كافية ليقرأ المشاهدون كلمات اعتذار موجهة لعائلة روبين، يعتذر فيها عن «تلطيخ سمعتهم لبقية حياتهم إلى الأبد»، لا تبرر الرسالة العنف المُخطط له، ولكن تُشير إلى الاكتئاب والأفكار الانتحارية، ثم ينتقل التركيز إلى عرض أسلحة، تظهر أسلحة وبنادق جميعها محملة بالذخيرة، ومرفقة بنصوص مكتوبة تستهدف بعض الشخصيات، إحداها كُتب عليها «اقتلوا دونالد ترامب»، وأخرى كُتب عليها «قصف الهند بالأسلحة النووية»، وشملت أخرى عبارات معادية للسود، ومعادية لإسرائيل، ومعادية للأديان، كما ظهرت أسماء مرتكبي جرائم القتل الجماعي السابقة تكريما لهم، ويظهر روبين في فيديو آخر، مدته حوالي 20 دقيقة، ممسكًا بمفكرة سميكة ويقلب صفحاتها، أكد المحققون أنها تتضمن إشارات إلى حوادث إطلاق نار سابقة ومناهضة ضد مجموعات متعددة، ويتفق كلا الفيديوهان إلى عمليات القتل الجماعي السابقة، مما يشير إلى أن ويستمان رأى الهجوم كجزء من سلسلة أوسع من العنف. يلعب يوتيوب دورًا كبيرًا في الحادث جعله يتشابه مع حادث إطلاق النار في كرايستشيرش بنيوزيلندا عام 2019 حيث اشارت التقارير الى ان دور منصة يوتيوب كان شديد الاهمية في دفع مرتكب الحادث برينتون تارانت، 32 عاما، للتطرف وارتكاب الحادث حين أطلق النار على مسجدين وراح ضحيته 51 شخصا وبث الحادث على الهواء مباشرة وتلقى المتهم حكمًا بالسجن المؤبد دون عفو بتهمة القتل العمد والشروع في قتل المصلين. اقرأ أيضا: العثور على عدة أسلحة بموقع الهجوم على مدرسة بالسويد