■ كتب: أحمد ناصف تعيش الساحة السياسية المصرية هذه الأيام على وقع استحقاق دستوري جديد، جسّد فيه المواطنون حضورهم عبر المشاركة الواسعة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، داخل مصر وخارجها. هذه المشاركة، التي عكست وعيًا متزايدًا بأهمية الدور البرلماني، جاءت لتؤكد حرص الناخبين على دعم مسيرة بناء المؤسسات، والمساهمة فى صياغة المشهد التشريعى والرقابى خلال المرحلة المقبلة. ◄ «الشيوخ» في انتظار قرار رئاسي بتعيين 100 عضو وفي الساعات القليلة المقبلة، تترقب الأوساط السياسية والحزبية إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتيجة النهائية لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، على أن يتم نشرها فى الجريدة الرسمية وصحيفتى الأخبار والجمهورية، ليكتمل بذلك هذا الاستحقاق الدستورى بعد الفصل فى جميع التظلمات المقدمة بشأن عمليتى الاقتراع والفرز. ومن المقرر وفقًا للجدول الزمنى المعلن من الهيئة، أن يتم الفصل فى جميع التظلمات المقدمة بشأن عمليتى الاقتراع والفرز، وإعلان النتائج النهائية ونشرها فى الجريدة الرسمية وصحيفتى الأخبار والجمهورية فى موعد أقصاه الخميس 4 سبتمبر، ليكتمل بذلك الاستحقاق الدستورى الذى شهد مشاركة واسعة وإقبالًا ملحوظًا على اللجان الانتخابية. ◄ استخراج الكارنيهات وعقب إعلان النتيجة يستعد مجلس الشيوخ لاستخراج كارنيهات العضوية للفائزين، حيث حددت الأمانة العامة للمجلس موعد استقبال النواب الجدد، لتسليمهم حقيبة النائب التى تضم: جهاز تابلت، نسخة من الدستور، نسخة من قانون مجلس الشيوخ، ونسخة من اللائحة الداخلية للمجلس، تمهيدًا لممارسة دورهم الرقابى والتشريعي. ◄ اقرأ أيضًا | الوطنية للانتخابات: جولة الإعادة ب انتخابات الشيوخ شهدت إقبالًا كثيفًا من الناخبين ◄ حلف اليمين وتبدأ الاستعدادات لعقد الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي الثانى للمجلس فى النصف الثانى من أكتوبر المقبل، وذلك بعد انتهاء مدة المجلس الحالى فى 17 أكتوبر. وتنص اللائحة الداخلية على أن يتولى رئاسة الجلسة الافتتاحية أكبر الأعضاء سنًا، ويعاونه أصغر الأعضاء سنًا، على أن يؤدى الأعضاء اليمين الدستورية: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه». ويبدأ بأداء اليمين رئيس الجلسة، ثم العضوان المعاونان، ثم بقية الأعضاء تباعًا، مع التأكيد على أن العضو لا يباشر مهام عمله إلا بعد أداء اليمين الدستورية. ◄ قرار رئاسي وبالتوازى مع إعلان النتائج النهائية يترقب الشارع السياسى قرار رئيس الجمهورية بتعيين 100 عضو فى مجلس الشيوخ، وفقًا لما نص عليه الدستور وقانون المجلس، لاستكمال تشكيل الغرفة الثانية للبرلمان، وضمان تمثيل متوازن يضم الخبرات والشخصيات العامة وأصحاب الكفاءات. وفى هذا السياق، كشفت مصادر برلمانية أن الأمانة العامة لمجلس الشيوخ بدأت بالفعل فى تجهيز اللجان المخصصة لاستقبال الأعضاء الجدد داخل المقر التاريخى للمجلس بقصر العينى، لتسهيل إجراءات استخراج الكارنيهات، وتقديم الدعم الفنى والإرشادى للنواب قبل بدء الجلسات الرسمية. وبينما يترقب الشارع السياسى الساعات الأخيرة لإعلان النتيجة النهائية لمجلس الشيوخ تتحول الأنظار سريعًا نحو الاستحقاق الأكبر المتمثل فى انتخابات مجلس النواب 2025، والتى يستعد لها المواطنون والأحزاب على حد سواء. فالمجلس، باعتباره الغرفة التشريعية الأولى وصاحب الصلاحيات الأوسع فى الرقابة وسن القوانين، يشكّل ساحة المنافسة الأبرز خلال الفترة المقبلة، وسط توقعات بارتفاع حدة المنافسة وسخونة المشهد الانتخابى مقارنة بانتخابات الشيوخ. بدأت الأحزاب والقوى السياسية تكثيف استعداداتها لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة، وسط توقعات بأن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن الخطة الزمنية الكاملة للعملية الانتخابية، والتى ستشمل مواعيد فتح باب الترشح، والكشف الطبي، وإجراءات الدعاية، ويوم الاقتراع داخل وخارج مصر. وفى هذا السياق تعقد الأحزاب الكبرى اجتماعات داخلية مكثفة لحسم معايير اختيار مرشحيها، والتى تتضمن عدة اعتبارات، أبرزها: السمعة الطيبة للمرشح داخل دائرته، القدرة على التواصل المباشر مع الناخبين، والدعم الشعبي، بجانب الإمكانات التنظيمية والمادية التى تمكّنه من خوض منافسة انتخابية قوية. كما يجرى الحديث داخل الساحة السياسية عن إمكانية تشكيل تحالفات انتخابية واسعة، خاصة بين الأحزاب ذات القواعد الجماهيرية المتقاربة، فى محاولة لتعزيز فرص الفوز بعدد أكبر من المقاعد، وضمان التمثيل البرلمانى الفاعل.