تمر بعض الأيام خلال العام برتابة شديدة لكن من رحمة خالق الكون وجود فترات، حق فيها الفرح والاستبشار، منها يوم مولد خاتم الأنبياء. فعلى أرض الواقع تتغير ملامح شوارع المحروسة تنصب شوادر ومعارض الحلوى، التى تنتشر فى احياء الوطن المختلفة حتى كبار محلات الحلويات لا يفوتها المشاركة فى تلك المناسبة الكريمة فيما يقبل الناس على معرفة الأسعار وتوفيرها لأهله. ورغم إقرار الشرع يومين فقط هما عيدى الفطر والأضحى لاحتفال المسلمين وإظهار معالم الفرحة والسعادة بشعائر الإسلام.. لكن بطريقتهم المعروفة ودون أدنى تعارض مع الدين، يواظب المصريون على طقوسهم منذ قديم الزمان بالاحتفاء بالمولد النبوى فهم يكنون محبة خاصة مختلفة لخير الأنام فحتى حين يحتدم الخلاف أو الشجار بين مجموعة ما فى حى أو حارة يبادر من يفض النزاع بالقول «صلوا على النبي» فتصفو الأجواء وتهدأ النفوس وتخفت نار الضغينة. ان مولده كان فى ربيع الأول ليؤكد أن فى تمسكنا بأخلاقه الجليلة وسنته الشريفة والرجوع إلى هديه الكريم فى التعامل مع الآخرين هو ربيع آخر لقلب كل شخص بادر بالعض على قيمه القويمة.. وما من أحد عرف محمد إلا أحبه-كما قال العلماء -فقد أطلق عليه الكفار والمشركون من أهل قريش لقب الصادق الأمين لاخلاقه الفريدة وحين فكر المعاصرون من المفكرين والكتاب الغربيين اختيار العظماء المائة فى التاريخ لم يجدوا أعظم من سيد الأنبياء كما طغت شخصية النبى الكريم على عدد من الكتاب الأقباط الذين تناولوا سيرته العطرة فى كتبهم.. منهم المفكر البارز الراحل نبيل لوقا بباوى الذى حرر عددا من الكتب دفاعا عن سيد ولد آدم. تأتى ذكرى المولد النبوى الشريف فى وقتنا هذا لتذكرنا دوما بالاهتداء بهديه الكريم وسنته الشريفة وسمته الفضيل حتى نأمن على أنفسنا من شرور الدنيا.