أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، بعد أن أصبح يُستخدم فى العديد من المجالات بفضل ما حققه من تقدم كبير. فى هذا السياق، يطرح السؤال المهم: هل يمكن تطوير برامج ذكية تُستخدم فى مجالى الإفتاء والقضاء؟ يمكن لهذه البرامج أن تُساعد فى الإجابة على العديد من الاستفسارات والبت فى الكثير من القضايا. مع تطور هذه البرامج، يمكننا تحميل أدوات الفتوى، أرشفة الفتاوى السابقة التى تحتوى على اجتهادات متنوعة، إضافة إلى تحميل القوانين والأحكام القضائية، مما يسمح بإنشاء تطبيقات خاصة لهذه المجالات. تخيل الكم الهائل من المكالمات التى تتلقاها دار الافتاء يوميًا. لو كان لدينا برنامج مخصص، مدعوم بكميات ضخمة من المعلومات من علماء وشيوخ، ومع مرور الوقت يتم تحديثه يوميًا، يمكنه الإجابة على العديد من الأسئلة المتكررة. كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعى أن تدير تفاعلات ذكية مع المستخدمين، وتقدم إجابات فورية على الأسئلة الشائعة، مما يخفف الضغط على المؤسسات المختصة. مثل هذه التطبيقات ستساهم فى تحسين فعالية الخدمات المقدمة وتعزيز تفاعل المجتمع مع المفاهيم الدينية والقانونية. في مجال القضاء، يمكن تحميل القوانين والأحكام فى تطبيق يُدعم بقاعدة بيانات ضخمة من الأحكام القضائية المستقرة، مما يُساهم فى تسريع الإجراءات وتقليص التأخيرات القضائية. يمكن أيضًا تحديث هذه البيانات يوميًا لضمان أن الذكاء الاصطناعى يظل محدثًا ويعتمد على أحدث الفتاوى والأحكام. لكن يبقى هناك شيء مفقود: «الروح» التى تُمكّن من فحص الأمور بعمق وفهم ما تحويه. هذا هو ما اختص الله به الإنسان، وهو أمر لا يمكن تعويضه بالتقنيات. بعض الفتاوى الجديدة قد تحتاج إلى تدخل من أهل العلم كما أن بعض الأحكام قد تتطلب تدخلا من القضاة، مما يجعل المراجعة البشرية ضرورية فى الحالات المعقدة. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للتسريع والتحسين، لكن لا يزال هناك حاجة للمسة الإنسانية فى اتخاذ القرارات النهائية. الجمع بين الذكاء الاصطناعى والإشراف البشرى قد يكون الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين السرعة والدقة.