تنشر «بوابة أخبار اليوم» نص كلمة المستشار الدكتور حسين مدكور - رئيس هيئة قضايا الدولة ، بمناسبة مراسم حلف اليمين القانونية لأعضاء هيئة قضايا الدولة الجُدد من دفعات «2015، 2016، 2017، 2018»، أمام المستشار عدنان فنجري وزير العدل ، اليوم الاثنين 1 سبتمبر 2025 بمقر قاعة الاحتفالات بديوان عام وزارة العدل في العاصمة الإدارية، وشهد تلك المراسم لفيف من قيادات الوزارة والهيئة.. وجاء نص الكلمة كالتالي: «بسم الله الرحم ن الرحيم» الحمد لله الذي شرّف العدالة وأعزّ القانون، والصلاة والسلام على من أقام الحقّ وأذْعَنَ له كلّ جبّارٍ عنيد. معالي السيد المستشار عدنان فنجري وزير العدل الموقر.. أصحاب السعادة السادة المستشارين مساعدي وزير العدل.. السادة المعينون الجدد في هيئة قضايا الدولة، الحضور الكرام، تحية طيبة مباركة من عند الله وبعد، «يطيب لي في بداية هذا اليوم، ونحن نحتفي بانضمام ثُلّةٍ مشرقة من الكفاءات الواعدة إلى هيئة قضايا الدولة ، أن أرفع لهم أسمى آيات الترحيب والتبريك، مُهنئًا إياهم بالانضمام إلى هذا الصرح القضائي الشامخ الذي يُجسّد بحقٍّ رسالةً ساميةً ويضطلع برسالةٍ وطنيةٍ غالية. إنه لشرفٌ عظيم أن تنضمّوا إلى هذا الكيان العريق، وأن تسهموا معنا في الدفاع عن حياض الوطن ومقدراته، حاملين معكم زادًا من العلم والخبرة والإيمان لتبقى راية العدالة خفّاقةً عالية». «إن انضمامكم إلى الهيئة ليس مجرد وظيفة تؤدونها.. وإنما هو أمانة تتحملونها، ومسؤولية عظيمة تضعونها على عاتقكم.. فأنتم اليوم أصبحتم حراساً للشرعية، ووسطاء للعدالة.. وسدًا منيعًا في وجه كل محاولة للنيل من مقدرات الدولة أو المساس بحقوقها، واليمين التي تؤدونها اليوم ليست كلمات ترددونها.. بل هي عهدٌ تتقلدونه، وميثاقٌ بينكم وبين الله أولاً، ثم بينكم وبين الوطن وشعبه الذي ائتمنكم على حقوقه ومقدراته». أيها السادة الوافدون الجدد إلى رحاب هيئة قضايا الدولة .. أيها الأملُ الواعد، والبذرةُ الطيبةُ التي نعتقد أنها ستنمو شجرةً باسقةً، تظلّل الوطنَ بأمنه وقوّته واستقراره.. ها أنتم اليوم تصعدون سُلَّمَ المسؤولية، وتنضمون إلى سفينةٍ عابرةٍ ، تحمل اسم «الهيئة»، وترفع راية «العدل»، وتتّجه نحو غاية «الحق».. فلتكن قلوبكم عامرةً بالإيمان، وعقولكم زاخرةً بالمعرفة، ونفوسكم مطمئنةً بالثقة. لقد أصبحتم اليوم حراسًا للقانون، وفرساناً للشرعية، ورقباء على سيادة القانون، وأمناء على حقوق الناس وحرياتهم، وكلّمةً في كتاب العدالة الذي لا يُطوى.. فاحملوا الأمانة بمتانة العلم، ورفعة الخلق، وقوة الانتماء.. واعلموا أن قلمكم سيفٌ يُذَودُ عن حُرمة الدولة، وأنّ كلمتكم وزنٌ يوزن به الحقّ، فلا تميلوا به هوى، ولا تجوروا به غرضاً. لتكنْ عزيمتكم كالجبلِ الراسي.. وصبرُكم كالبحرِ الخضمّ.. وعدلُكم كنور الشمس في رابعة النهار.. لا تَغُرَّنكم المظاهر، ولاتَستفِزَّنكم المكائد، فأنتم أصحاب رسالةٍ سامية، تحمون بها حُرمةَ الدولة وهيبتها. وليكن شعاركم الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والشفافية في التصرف، والنزاهة في السلوك.. كونوا سادةً بأنفسكم قبل أن تكونوا سادةً في مرافعاتكم.. فالعدالة التي ننشدها تبدأ من داخلنا، من استقامة النية، وطهارة اليد، ونقاء السريرة. إننا ننتظر منكم أن تكونوا سفراءَ للخير، وجنودًا للإنصاف، وبناةً للثقة بين الدولة ومواطنيها.. فليكن شعاركم في القول والعمل: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ». وفقكم الله وسدّد خطاكم، وجعل عملكم خالصًا لوجهه، ووطننا شامخًا بعزكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.