في مشهد مروع يكسوه الظلام، يُختطف الطفل «آدم» ذو الخمس سنوات، من أيدي والده، الذي كان قد قرر أن يتركه رهينة مقابل جرعة مخدرات، مع تاجر لا يعرف الرحمة، وجد الطفل البريئ نفسه ضحية لأب لا يعرف الرحمة، ليتحول «آدم» إلى ثمن رخيص في قبضة أب غابت عنه النخوة وتحجر قلبه، ولم يستجب لصرخات فلذة كبده عندما قال «متسبنيش يا بابا». ◄ صرخات آدم تكتب نهايته خمس سنوات فقط هي كل عمر الطفل آدم، لم تمنحه ما يكفي من الحماية في عالم قاسٍ، حين توقف الأب أمام باب وكر مظلم، لم يفهم الصغير سر تلك الوجوه الغريبة ولا الكلمات المريبة، التي تتطاير من أفواه الرجال، لكنه فجأة وجد نفسه وحيدًا، حيث غادر والده، وتركه خلفه كرهينة. انفجر الطفل في البكاء «متسبنيش يابابا».. صرخاته اخترقت المكان، لكنها لم تجد قلبًا يستجيب. التاجر، الذي لا يعرف الرحمة يومًا، ضاق ببكائه، رفع قطعة خشب وهشم بها رأسه الصغير، ليسقط «آدم» جثة هامدة، كأن الحياة لم تمر به يومًا. لم يكتفِ القاتل بفعلته، بل استعان بسيدة للتخلص من الجثة. حملاها وألقيا بها بجانب الطريق، تاركين طفولة بريئة منطفئة وسط الظلام. ◄ المباحث تكشف لغز الجريمة لغز الجريمة البشعة لم يكن صعبًا على رجال المباحث، بمديرية أمن الجيزة، الذين تمكنوا من كشف غموض الواقعة، وحددوا هوية المتورطين. وأُلقي القبض على التاجر والسيدة، وبمواجهتهما اعترفا بالتفاصيل كاملة: «الأب ترك ابنه رهينة مقابل المخدرات، ومع بكائه المستمر اعتدى عليه التاجر حتى فارق الحياة». اقرأ أيضا| جرعة مخدرات زائدة سبب وفاة «فتاة شبرا الخيمة» تم ضبط الأب أيضًا، وبمواجهته اعترف بما حدث، كاشفًا أن ابنه غير مقيد بالسجلات لكونه ثمرة زواج عرفي. وحرر محضر بالواقعة، وأُحيل الجميع إلى التحقيق. وهكذا انتهت مأساة «آدم»، لكن صرخته الأخيرة «متسبنيش يا بابا»، ستظل جرس إنذار يدوّي في ضمير المجتمع، فالمخدرات لا تقتل المدمن وحده، بل تسرق حياة الأبرياء أيضًا.