بالتوازى مع حرب الإبادة والتجويع التى تمارسها قوات الاحتلال الصهيونى فى غزة تدور حرب أخرى فى الولاياتالمتحدة ضد المنظمات والجمعيات التى تدين حرب الإبادة التى يمارسها الكيان المحتل فى القطاع المحاصر. الاستهداف الأخير تضمن المؤسسات والشخصيات العامة المؤثرة والطلاب والحركات الطلابية التى تدافع عن حقوق الفلسطينيين داخل الجامعات والمدارس، حيث تعرضت خلال الآونة الأخيرة لضغوط متزايدة، مادية وإدارية، وحملات تشويه ممنهجة طالت عمداء كليات وأساتذة وطلابًا، وتعريض حياتهم ومستقبلهم للخطر بسبب مواقفهم السياسية الداعمة للشعب الفلسطينى. حيث تتعرض حاليًا أكبر منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية للمسلمين فى الولاياتالمتحدة -وهى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير»- لاتهامات بالارهاب لدعمها الفلسطينيين.. وكشف ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكى مؤخرًا عن نوايا الإدارة الأمريكية فى المضى قدمًا نحو استهداف المنظمة الحقوقية الداعمة للفلسطينيين، والعمل على توجيه تهمة الارهاب لها. وكشفت تصريحات روبيو عن منهجية فى استهداف كل صوت داعم للحقوق الفلسطينية فى مواجهة العربدة الإسرائيلية، والتى تزامنت مع حملات تعزف على أوتار شيطنة وكسر موجة التعاطف العالمى مع الفلسطينيين والتى بلغت ذروتها مع حرب الإبادة والتجويع التى يشنها الاحتلال منذ أكتوبر 2023 والتى كانت سببًا فى تغيير الرأى الشعبى الدولى ونسف الاكاذيب الإسرائيلية المضللة. حملات الاستهداف شاركت فيها وسائل إعلام وشخصيات سياسية ودينية، ضد منظمة «كير» والمنظمات الأمريكية الأخرى الداعمة للفلسطينيين بصفة عامة، مرة عبر إلصاق تهم الإرهاب بها ومرة اخرى عبر وصفها بجريمة معاداة السامية. ورغم أن «كير» لها سجل حقوقى على مدى 30 عامًا ضد جميع أشكال التمييز والكراهية، منها العنصرية ضد السود، والإسلاموفوبيا، والعنصرية المعادية للفلسطينيين، ومعاداة السامية وجميع أشكال العنف مثل جرائم الكراهية والتطهير العرقى والإبادة الجماعية والإرهاب، وهذه ليست المرة الاولى التى تتعرض فيها للهجوم من قبل جماعات متطرفة إلا أن حملة التحريض التى تقوم بها منظمات يهودية أمريكية محافظة تقترب من التيار اليمينى الأمريكى والمؤيدة بشدة لإسرائيل هذه المرة أكثر تطرفًا وشراسة. ومع ذلك فما لا يتحقق بالقانون تحققه السلطات الأمريكية بالترهيب وبث الخوف بين الداعمين لفلسطين وزرع الفتنة بداخلهم، خاصة بعد حالة السعار التى أصابت التيار الصهيونى جراء اتساع رقعة المؤيدين لحقوق الشعب الفلسطينى فى الداخل الأمريكى.