تسعى مصر أيضًا لوقف إطلاق النار، والسماح بالنفاذ الفورى والآمن والمستدام وغير المشروط للمساعدات الإنسانية . أُتابع يوميًا أخبار فلسطين، وأُصاب بحالة ذهول من استمرار رئيس وزراء العدو الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى القيام بما يفعله. والفلسطينيون يدافعون عن أرضهم بضراوة وبكل ما يقدرون عليه والدنيا تتفرج، لكن مصر هى الوحيدة التى تعمل آناء الليل وأطراف النهار فى محاولة لتفكيك المخططات الإسرائيلية الخبيثة. والمصريون بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحماية جيشهم العظيم يستخدمون كل الوسائل المتاحة والممكنة لإفشال تحركات تل أبيب الساعية إلى تصفية القضية الفلسطينية. إن كل فلسطينى يرفض رفضًا قاطعًا مخططات التهجير، وطوابير عربات المساعدات القادمة من مصر تسد الطريق وتعمل بشكلٍ مستمرٍ ومتواصل فى الليل قبل النهار. فكل مصرى يعتبر أن فلسطين قضيته الجوهرية، وأن العدو الإسرائيلى هو عدونا بقدر ما يُعادى الحُلم الفلسطينى المشروع فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفى مؤتمر صحفى أمام معبر رفح أكد بدر عبد العاطى وزير خارجية مصر ولسانها الدبلوماسى والمُعبِّر عنها أن مصر لم تتوقف منذ بداية العدوان الإسرائيلى عن العمل على جميع المسارات لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات، وعلاج المصابين بالمستشفيات المصرية رغم كل التحديات الميدانية. وقد شدَّد الوزير على أن معبر رفح لم يُغلق منذ بداية الأزمة. وأنه يواجه فى هذه المرحلة كل الظروف الطارئة التى تحدُث، وتعمل مصر على تهيئة الملابسات فى مواجهة ما تقوم به إسرائيل من تدمير للجانب الفلسطينى من المعبر. كما تعمل على تهيئة الظروف التى تتيح تدفق المساعدات الإنسانية، مشددة على أن معبر رفح لم يُغلق منذ بداية الأزمة. وأنه يواجه فى هذه المرحلة ظروفاً استثنائية بسبب احتلال وتدمير إسرائيل للجانب الفلسطينى من المعبر. وتسعى مصر أيضًا لوقف إطلاق النار، والسماح بالنفاذ الفورى والآمن والمستدام وغير المشروط للمساعدات الإنسانية التى يحتاج إليها سُكان القِطاع من جميع معابره بلا أى استثناء. ومن أمام معبر رفح نجحت القاهرة فى إيصال رسائل مهمة للمجتمع الدولى، حيث قام الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج بزيارة المعبر برفقة الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطينى، والدكتورة مايا مُرسى وزيرة التضامن الاجتماعى. وتُعتبر هذه الزيارة هى الأولى من نوعها لرئيس الوزراء الفلسطينى لمعبر رفح. حيث وقف بنفسه على الجهود المبذولة التى تقوم بها مصر لدعم الاستجابة الإنسانية والتخفيف من تداعيات الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة. وفى ظل ما تقوم به من دور رئيسى لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطينى الشقيق، حيث تتجاوز نسبة المساعدات التى قدمتها مصر بتوفيرها حوالى 70% من إجمالى ما يحتاجه قطاع غزة من المساعدات الإنسانية. وقد شهد معبر رفح زيارة من وفد إعلامى مصرى موسَّع، ضم عدداً كبيراً من المُراسلين الأجانب، وممثلى القنوات العربية والدولية. وفى مؤتمرٍ صحفيٍ أمام معبر رفح أكد عبد العاطى أن مصر لم تتوقف منذ بداية العدوان الإسرائيلى الغاشم عن العمل على جمع المساعدات ووقف إطلاق النار. وأكد عبد العاطى على تضامن مصر الكامل مع الشعب الفلسطينى، ودعم مصر لحقوقه المشروعة وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد أن الشعب الفلسطينى يعانى من قتل ودمار وتخريب وتجويع وما يتعرض له من ظروف صعبة وقاسية. قدمت مصر أكثر من 550 ألف طن من المساعدات، فضلاً عن إجراء 168 عملية إسقاط جوى للمساعدات الغذائية والطبية، واستقبال ما يزيد على 18 ألف جريح ومصاب فلسطينى ومرافقيهم فى أكثر من 172 مستشفى بمصر. ومنذ 27 يوليو الماضى حتى 17 أغسطس الجارى دخل إلى القطاع 1288 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم الذى يحتاج على الأقل إلى 900 ألف شاحنة يومية فيها احتياجات أهالى القطاع. إن متطلبات الشعب الفلسطينى البطل الذى يتضور من الجوع، ويُعانى من العطش لقطرة واحدة من المياه لا يمكن التعامل معها إلا من خلال إجراء قطاع غزة بالمساعدات العاجلة ودون أى قيودٍ أو عقباتٍ تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى أمام تدفق المساعدات. إن شعب فلسطين البطل يستحق من الدنيا كلها وليس من مصر فقط كل المساعدات الممكنة.