عواصم- وكالات الأنباء يتصاعد التوتر فى جنوبسوريا مع استمرار الغارات الإسرائيلية والتوغلات العسكرية، بالتزامن مع مطالب درزية بإقامة إقليم منفصل، فيما تستعد دمشق لمرحلة سياسية جديدة تتخللها مشاركة الرئيس الانتقالى أحمد الشرع فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل. اقرأ أيضًا| 63 ألف شهيد بالقطاع.. ونقص حاد فى بنوك الدم وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس بمقتل شاب فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً فى قرية طرنجة بريف القنيطرة الشمالى. ويأتى ذلك بعد أيام من توغل قوة إسرائيلية قوامها نحو 60 جندياً وآليات عسكرية فى منطقة بيت جن قرب جبل الشيخ، وسيطرتها على تل استراتيجي، فى خطوة اعتبرتها دمشق «انتهاكاً سافراً للسيادة السورية وتهديداً للأمن الإقليمى». وأكدت وزارة الخارجية السورية فى بيان أن دمشق تدين توغل إسرائيل وشنها حملات اعتقال بريف القنيطرة، وتستنكر «استمرار التمركز غير المشروع لقوات الاحتلال فى جبل الشيخ»، معتبرة أن الممارسات الإسرائيلية «خرق فاضح للقانون الدولى وعدوان ممنهج على الأراضى السورية». وفى ظل هذه التطورات، برزت مواقف لافتة من الشيخ حكمت الهجرى، أحد أبرز الزعماء الروحيين للدروز، الذى طالب بإقامة إقليم منفصل فى الجنوب السورى «لحماية الطائفة من الإبادة»، على حد قوله. كما أشاد بتشكيل «الحرس الوطنى فى السويداء» من عشرات الفصائل المسلحة تحت مظلته. الخطوة أثارت قلق دمشق التى شددت على رفضها لأى مشاريع انفصالية، فيما اتهم الشرع بعض الأطراف بمحاولة «الاستقواء بإسرائيل أو قوى خارجية». وشدد الرئيس أحمد الشرع على أن معظم أهالى السويداء مرتبطون بدمشق، وأن «قلة قليلة فقط هى من تسبب الاضطرابات»، مؤكداً أن أى دعوات للانفصال أو التقسيم مصيرها الفشل. وأوضح أن العلاقة مع إسرائيل «لن تمر إلا عبر عودة الجولان والالتزام باتفاق 1974». اقرأ أيضًا| القاهرة الإخبارية: الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم مضيفاً: «لن نبحث فى اتفاقية سلام قبل تحقيق ذلك». كما أعلن رفضه لأى «تدخل فى الشؤون الداخلية للبنان»، مؤكداً أن استراتيجية سوريا تقوم على «تصفير المشكلات وحل الخلافات» وأن «الكتلة الشعبية السورية ترفض التقسيم». على الصعيد الدبلوماسى، تستمر محادثات مباشرة بين وفود سورية وإسرائيلية فى باريس بوساطة أمريكية، لبحث سبل خفض التوتر فى الجنوب وإعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات لعام 1974، التى أعلنت إسرائيل فى وقت سابق انهيارها بعد سيطرتها على المنطقة العازلة. ويستعد الرئيس الانتقالى أحمد الشرع، الذى تولى السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد فى ديسمبر الماضي، للمشاركة فى أعمال الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك الشهر المقبل، ليكون أول رئيس سورى يلقى كلمة فى الجمعية منذ عام 1967.