محللون قانونيون يؤكدون أن أي محاولة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنشر الحرس الوطني في مدن مثل شيكاجو أو نيويورك دون موافقة حكام تلك الولايات ستواجه عواقب قضائية صارمة وأزمة قانونية ضخمة، وفقًا لتقرير نشرته شبكة «نيوزويك» عن الدوافع والعواقب من محاولة الرئيس ترامب بالاستحواذ على سيطرة الحرس الوطني من حكام الولاياتالأمريكية. ما أهمية هذا القرار؟ طرح ترامب فكرة إخضاع الحرس الوطني للسلطة الفيدرالية للتعامل مع الجريمة في المدن الكبرى التي يديرها ديمقراطيون، وذلك بعد نشره للحرس الوطني في واشنطن العاصمة في وقت سابق من شهر أغسطس. أثارت هذه الفكرة ردود فعل عنيفة من النقاد القلقين بشأن تجاوز السلطة التنفيذية، حيث يجادلون بأن الدستور الأمريكي لا يسمح للرئيس بالاستحواذ على سيطرة الحرس الوطني من حكام الولايات إلا في ظروف محدودة للغاية وفي المقابل يرى المؤيدون لاستخدام الحرس الوطني لمواجهة الجريمة أن ذلك ضروري لحماية النظام العام. ► اقرأ أيضًا | وزير دفاع ترامب يطيح بمدير استخبارات ومسؤولين كبار بالبنتاجون هل شيكاجو التالية؟ صرح ترامب للصحفيين الأسبوع الماضي بأن ولاية شيكاجو قد تكون المدينة التالية التي تشهد نشر قوات فيدرالية لمواجهة الجريمة، بعد نشره للحرس الوطني في العاصمة وقال ترامب: «شيكاجو في فوضى، ولديكم عمدة غير كفء على الإطلاق». سرعان ما أثارت هذه التصريحات تنديدًا من قادة ولاية إلينوي وقال الحاكم الديمقراطي جي بي بريتزكر في بيان: «سلامة سكان إلينوي هي أولويتي القصوى دائمًا، لا توجد أي حالة طوارئ تبرر قيام رئيس الولاياتالمتحدة بفرض السيطرة الفيدرالية على الحرس الوطني في إلينوي، أو نشر الحرس الوطني من ولايات أخرى، أو إرسال قوات عسكرية عاملة داخل حدودنا». أكد محللون قانونيون ل شبكة «نيوزويك» أن سلطة ترامب في إرسال الحرس الوطني للتعامل مع الجريمة في هذه المدن ستواجه العديد من التحديات القانونية. ► اقرأ أيضًا | تصاعد حملة الانتقام ضد خصوم ترامب| ما وراء مداهمة منزل ومكتب جون بولتون؟ وقال ويليام بانكس، أستاذ القانون في جامعة سيراكيوز: «السلطة التي يمتلكها في العاصمة فريدة جدًا لأنها ليست ولاية وإذا ذهب إلى شيكاجو أو نيويورك أو بالتيمور أو أي مدينة أخرى، فلا يمكنه فعل ما يفعله في العاصمة إلا إذا دعاه الحاكم وبالطبع من المستحيل أن يحدث ذلك في تلك المدن». وأوضح بانكس أن «قانون الحكم الذاتي لمقاطعة كولومبيا» يسمح لترامب باستدعاء الحرس في المقاطعة، لكن حكام الولايات هم وحدهم من يستطيعون فعل ذلك في ولاياتهم، باستثناء ظروف محددة قد تشمل هذه الظروف السلطة الممنوحة بموجب «قانون الانتفاضة» والذي يسمح للرئيس بفرض السيطرة الفيدرالية على الحرس الوطني عندما تعجز الولايات عن السيطرة حال نشوب أعمال شغب أو تظاهرات عنيفة أو جرائم تسدعي تدخل القوات الفيدرالية لقمع الاضطرابات واعادة السيطرة التامة على الولايات. وأضاف بانكس أن ترامب يمكنه أيضًا إرسال قوات فيدرالية بموجب «البند 12406» والذي يسمح للرئيس بإرسال قوات فيدرالية أو الحرس الوطني لحماية الأصول الفيدرالية، لكن هذا لن يسمح له باستخدامها لأغراض مكافحة الجريمة. إذا أرسل ترامب الحرس الوطني إلى المدن دون موافقة الحكام، فسيكون بإمكان قادة الولايات رفع دعاوى قضائية، كما فعل حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم لمنع ترامب من فرض السيطرة الفيدرالية على الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات وأعمال الشغب ضد سياسته المتعلقة بالهجرة في لوس أنجلوس في وقت سابق من هذا الصيف وقال بانكس: «من المرجح أن يتبع الحكام الآخرون النموذج الذي استخدمه الحاكم نيوسوم». ► اقرأ أيضًا | ترامب يبدأ تنفيذ «قائمة الأعداء»| مُداهمات وتحقيقات «تضرب» مسؤولين سابقين وحذر بانكس من أن وجود الجيش في الشوارع قد يكون له «تأثير هدّام» على البلاد على المدى الطويل. خبير قانوني يصف الخطوة بأنها «استيلاء استبدادي على السلطة» قال بول جودر، أستاذ القانون في جامعة نورث وسترن، ل شبكة «نيوزويك» إن إرسال قوات الحرس الوطني إلى المدن سيكون «استيلاءً استبداديًا على السلطة» وأضاف: «بعيدًا عن الأسئلة المتعلقة بقانونية نشرهم من الأساس، أعتقد أن هناك مشكلة دستورية أكبر تتعلق بقانونية ما سيفعلونه بالفعل، الحكومة الفيدرالية لا تملك سلطة تنظيم جرائم الشوارع العادية في مدينة ما (العاصمة حالة خاصة لأنها تعد مقرللحكومة الفيدرالية) حتى الكونجرس لا يملك هذه السلطة، ناهيك عن الرئيس». ماذا يقول المراقبون؟ - باربرا ماكويد، مدعية فيدرالية سابقة: «سيحتاج الرئيس إلى سلطة محددة لإرسال الحرس الوطني إلى مدن أخرى، مثلما حدث في لوس أنجلوس، أعلن حالة الطوارئ على أساس وجود تمرد خلال الاحتجاجات ضد إنفاذ قوانين الهجرة أما في واشنطن العاصمة، استخدم قانونًا خاصًا بتلك المدينة كمقر للحكومة الوطنية ولكن سيحتاج إلى إيجاد أساس طارئ، مثل تمرد أو عصيان، لتفعيل الحرس الوطني في مدن أخرى». - جين روسي، مدعٍ فيدرالي سابق: «الخطر الأساسي من إرسال قوات الحرس الوطني إلى هذه المدن هو أن الجمهور سيبدأ في رؤية عمليات النشر هذه على أنها استعراضات سياسية ومحاولات لصرف الانتباه.. أين كان الحرس الوطني في 6 يناير (أحداث الشغب في واشنطن والتي عقبت خسارة ترامب بالسباق الرئاسي في 2021)، عندما كان الرئيس ترامب يشاهد أعمال الشغب في الكابيتول بكل سرور من المكتب البيضاوي؟». - براندون جونسون، عمدة شيكاجو: «هذا ليس دور جيشنا ، الرجال والنساء الشجعان الذين انضموا لخدمة بلادنا لم يتطوعوا لاحتلال المدن الأمريكية». ماذا بعد؟ لم يكشف ترامب عن خطط محددة لإرسال القوات إلى المدن وفي غضون ذلك، تستمر التحديات القانونية لمحاولاته القيام بذلك في لوس أنجلوس أثناء احتجاجات الهجرة في مسارها عبر المحاكم وقال بانكس إن هذه قد تكون قضية قد تتدخل فيها المحكمة العليا الأمريكية في نهاية المطاف. ► اقرأ أيضًا | ترامب يُهدد بالاستيلاء الكامل على واشنطن.. ورد قوي من مسؤولي العاصمة وأضاف مايكل ماكوليف، المدعي الفيدرالي السابق، أن كيفية تقييم المحاكم لتأكيدات إدارة ترامب للسلطة «ستظل محورًا للتقاضي المكثف» وحذر قائلاً: «الخطر يكمن في أنه إذا تم دائمًا اعتبار تأكيد السلطة الرئاسية كافيًا بناءً على مجرد الادعاء بالسلطة، فقد نجد أفراد الحرس متمركزين في زوايا الشوارع في عشرات المدن الأمريكية حينها ستحتاج أمريكا إلى أن تقرر ما إذا كان وجود قوات مسلحة وقوات أخرى تجوب الشوارع وهي ملثمة حقيقة مقبولة في الحياة المدنية أم لا؟..».